الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصالحة ، محاصصة ، مناورة

ابراهيم ابوعتيله
كاتب

(Ibrahim Abu Atileh)

2014 / 4 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


مصالحة ، محاصصة ، مناورة
منذ يومين ويكاد الشغل الشاغل لكافة أفراد الشعب الفلسطيني هو متابعة ما سيحدث وما حدث على الساحة الفلسطينية وفي قطاع غزة بالذات ، وما هي السيناريوهات المطروحة لتنفيذ الاتفاقات السابقة المتعلقة بالمصالحة بين القطبين الفلسطينيين الرئيسيين ( فتح وحماس ) ، الفضائيات تزخر بابتسامات مرسومة على وجوه ممثلي الطرفين وكأنهما أمام يوم موعود يوم لا رجعة عنه ، يوم تزف به البشرى للشعب المغلوب على أمره بالمصالحة وتجديد اللحمة ، وينتابني احساس لا إرادي في لحظات وللحظات أن كل ما أراه من ابتسامات ما هي الا ابتسامات صفراء ليس لها مكان في القلب أو العقل أو الوجدان ، فالقطبان المتنازعان في وضع لا يحسدان عليه ، الأول تعرض لطعنات متوالية من مماطلة شريكه على طاولة المفاوضات حيث وصل الأمر إلى ظاهرة واضحة من التململ على لسان كل عنصر من عناصره تقريباً ولولا الارتباط المعاشي لكان هناك بالتأكيد تحركات وردود فعل أخرى ، والثاني في حصار مشدد وكأنه اضحى في قمقم لا مفاتيح له بعد أن مادت الأرض بمن عليها على تنظيم الإخوان المسلمين في مصر وفي عدد آخر من الدول التي اعتبرت هذه الحركة حركة ارهابية ... فالقطبان إذن يبحثان عن مخرج لحفظ ماء الوجه ، وليس هناك إذن أفضل من اللعب على أوتار المطالب الشعبية الجامحة بتحقيق مصالحة طال انتظارها ،،،
تتسارع الأحداث ، يتم تشكيل وفد الضفة أو بشكل أدق وفد فتح ، يتوجه لمشروع الإمارة ، يصاحبه عدد آخر من قياديي الضفة من خارج إطار فتح ، تصريحات تصدر من غزة مرحبة بقدوم حاملي راية التصالح ، ووفد فتح ينهي بتصريحاته المسبقة الانقسام ، استقبال رسمي وحفاوة بالغة وإعلان المصالحة بإعلان بتشكيل الحكومة خلال خمسة اسابيع وإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية قبل نهاية العام ،، فإين كان ذلك طول هذه المدة ، ولماذا الآن ....
التفاصيل كثيرة وربما كانت الخفايا أكثر ، كتب عنها الكثير وبقي الأكثر ، ولكني سأكتفي بما أشرت إليه حول ما تعرض له كل من القطبيبن من حصار ولو بشكلين مختلفين ، فحصار اسرائيلي وحصار مصري ولو بشكل غير متفق عليه للأول ، وحصار اسرائيلي وحصار شعبي للآخر ،، المهم أن ما مورس من حصار باشكاله المختلفة قد أدى إلى تحقيق مطلب شعبي فلسطيني طال انتظاره ، ومطلب عربي سمعناه طويلا سواء كان لأغراض سياسية واستهلاكية أو لكون هذا المطلب هو حقيقة وغاية لا بد منها ، وفي النهاية جلس الأخوان المتنازعان على طاولة واحدة بعد طول فراق ،،،
وهنا ومع ترحيبي الحار والكامل بما تم إنجازه ، إلا أنه من حقي وحق الكثيرين أن نتساءل ، هل سيرى ما تم الاعلان عنه النور ، وهل سيتم تنفيذ البرنامج المعلن كما ورد ،، وهل تلك مصالحة حقيقية ام اتفاق مرحلي يستهدف خروج القطبان كلاهما من عنق الزجاجة .. نرتجف ونحن نرى ردود الفعل الأمريكية والصهيونية حين تقول لأبي مازن إما السلام وإما حماس ولك ان تختار ،، قول يهزني ويستفزني فقد وصلت وقاحتهم حداً ينتهك كرامة الشعب الفلسطيني ، ولكن هل سيكون لذلك أثر على استمرار المصالحة أم أن المصالحة المعلنة ما هي الا ورقة تم استخدامها للحصول على فتات من المكتسبات التفاوضية ، أملي أن يكون الأمر عكس كذلك ....
الأيام القادمة ستمر ثقيلة على الشعب الفلسطيني كما كانت دوماً ولو بشكل أثقل هذه المرة .. فتلك هي الفرصة المنتظرة وإن فشلت فسندور في حلقات مفرغة لا يستفيد منها إلا الصهيانة ومن وراءهم كما في الوقت الذي أخشى معه أيضاً أن يختلف المتصالحان على تشكيلة الحكومة المنتظرة وحصة كل منهما فيها وإن حصل ذلك فإن العقد سيفرط من جديد كما أن خوفي في ذلك لا تقل عن خوفي من يوم الانتخابات والتحضيرات المرتبطة بذلك ...
وسؤالي ،، هل تثبت فتح وحماس قدرتهما على تحمل المسؤولية التاريخية لإنجاز هذه المصالحة بشكل فعلي وحقيقي وليصلا مع القوى الأخرى على الساحة الفلسطينية إلى تطوير وتثوير منظمة التحرير الفلسطينية لتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في الحرية والعودة .. فإما أن يتحقق كل ذلك وإما فعليهما الرحيل ....

ابراهيم ابوعتيله
عمان – الاردن
24/4/2014








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مفاجآت السلطه
نبيل ( 2014 / 5 / 16 - 17:31 )
الا تذكر اتفاق اوسلوا الم يكن مفاجاه لقد عودونا دائما على المفاجآت

اخر الافلام

.. غانتس يهدد بانسحاب حزبه من حكومة الائتلاف ما لم يصادق نتانيا


.. مراسلتنا: استهداف موقع الرمثا الإسرائيلي في مزارع شبعا |#الظ




.. السعودية تشترط مسارا واضحا نحو إقامة دولة فلسطينية مقابل الت


.. الجيش الإسرائيلي يواصل تصعيده ضد محافظات رفح والوسطى وغزة وا




.. إلى ماذا تؤشر عمليات المقاومة في رفح مستقبلا؟