الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اللآهثون وراء السراب, جالوا في مياديننا يوماً..!!

جاسم محمد الحافظ

2014 / 4 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


نعيش اليوم في مرحلة تاريخية, كَثُرت فيها التضاريس القاسية والمنعطفات الحادة, وتضاعف فيها نشاط القوى المتطرفة والعصابات المنفلته من عقالها, سعياً للظفر بالسيطرة على العراق وثرواته الطائلة, الى جانب إستثمار الأهمية الاستراتيجية الجيوسياسية والاقتصادية لبلادنا, الامر الذي ادى الى شدة تناقض المصالح الحيوية بين شعبنا العراقي ومصالح القوى المعرقلة لتحقيق اهدافه في التنمية الاقتصادية المستدامة والتطور الاجتماعي, وليس في ذلك ما يدعوا الى الغرابة, إن اجتهدنا في دراسة وادراك حقيقة ما تفرزه الرأسمالية المتوحشة والطبيعة الاستغلالية لقواها الفاعلة على المستوى الوطني والاقليمي والدولي ومعرفة المهام الأستراتيجية المطروحة امامها, وهو حشر المجتمع الانساني في مدارات افلاك الراسمال العالمي , لكن الغرابة في قدرة بعض المثقفين العراقيين في الانتقال بين الميادين المتناقضة برشاقة مفتعلة لا تثير عند العارفين باحكام قوانين الصراع الاجتماعي وفعلها في إعادة البنية الهيكلية للنظم الاقتصادية والاجتماعية والاصطفافات الطبقية المتعلقة بها, الا الشفقة على هؤلاء المثقفين, ولاشك بان ذلك خيارهم الشخصي الذي لايلامون عليه ,إلا, بمقدار ما يتصل بحجم الأضرار المعنوية التي يتركونها على العملية السياسية, وبتهافتهم على ايجاد مخارج فلسفية يسوقونها لخداع انفسهم قبل الاخرين, وحسبي انهم يدركون ان خداع النفس اخطر مراحل العبث بالتاريخ الشخصي.
أن ترشيح هؤلاء لانفسهم في بعض القوائم التي اعتمدت الطائفية والمحاصصة منهجاً لادارة شؤون البلاد, اثار الجدل وسط ذهول وسخط معارفهم واصدقائهم, وبناء عليه, ولتسهيل ادراك هذه الظاهرة ينبغي تذكيرهم بتجربة الشعب المصري الشقيق أبان سياسة الانفتاح الاقتصادي السيئة الصيت, وكيف انحازت حينها مجموعات من المثقفين الواهمين واللآهثين وراء سراب صحاري رؤاهم المنكفئة على مصالحهم الانانية الضيقة, وكيف سَخَرَت هذه المجموعات اقلامها ومهاراتها الابداعية في مهرجانات التشويش على نضال الشعب المصري من اجل العدالة الاجتماعية والمساواة, على طول الفترة التي امتدت لاكثر من اربعة عقود من البؤس والجوع والتبعية, حتى انجز الشعب المصري بقيادة طلائعه الثورية الشابة عملية التغيير السياسي, وغدت تجربتهم مصدراً للاعتزاز في الشرق والغرب.
لذا اضن باننا نمتلك الحق في مناقشة هذا الامرمعهم ,وفق مبدء الممسك على تاريخه النضالي كالممسك على الجمر, لانهم جالوا في مياديننا بعض من الوقت, واثاروا خلفهم ما يحجب الرؤية ويعرقل العمل من اجل اقامة الدولة المدنية العصرية في بلادنا.

الدكتور جاسم محمد الحافظ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -