الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوار مع الكاتب علاء اللامي ،-انتخبوا العراق حيا أو ميتا فقط - ، من - بؤرة ضوء- - الحلقة الثانية .

فاطمة الفلاحي
(Fatima Alfalahi)

2014 / 4 / 24
مقابلات و حوارات


حوار مع الكاتب علاء اللامي ،"انتخبوا العراق حيًا أو ميتًا فقط " ، من " بؤرة ضوء" - الحلقة الثانية .

5.أ. هل أن ممارسة الحكم البالغ الصعوبة، يتطلب من الحاكم "بعض الفهلوة" لأن الخداع والاستغلال يتطلب بعض المعرفة؟

الجواب:
حكم الشعوب، إذا التزم الحاكم العدل والبساطة، ليس ثمة ما هو أسهل منه، فالظلم والقسر لا ينسجم مع طبيعة النفس البشرية كما أثبتت الأبحاث النفسية والعقلية الحديثة. ولكنَّ الصعوبةَ والتعقيداتِ تنشأ من أن الحكام وحاشياتهم، وهم قلة دائما، يكونون لصوصا ومخادعين ومختلسين وقتلة، لهذا فهم بحاجة إلى مؤسسات وأجهزة حماية ضخمة تحوِّل الدولة والحكم إلى قوة إكراه وقمع مطلية بطبقة رقيقة من شرعية زائفة، وهذا يتطلب الإلمام ببعض المعارف والعلوم.
من ناحية أخرى، فقد أصبح الحصول على شهادة من الشروط الشكلية للوصول إلى بعض المناصب الحكومية والتشريعية ولذلك وجدنا هؤلاء الفاشلين يتزاحمون على مخابئ المزورين والنصابين العاديين ليحصلوا منهم على ما يحتاجون إليه من شهادات و وثائق علمية. وعموما فالخداع والاستغلال ينطويان على الظلم وإهانة كرامة الإنسان المخدوع والمستغَل وهذا ما عالجه لصوص أوروبا – في إنكلترا تحديدا- في قولهم السائر "القانون لا يحمي المغفلين"، ومعنى هذا المثل أو القول السائر والأقوى من الدستور هو ( القانون يسمح بخداع البسطاء و غير المتفقهين فيه ). ففي بدايات عصر الرأسمالية الوحشية التراكمية، في القرن السادس عشر، انقسمت المجتمعات الأوروبية وخصوصا إنكلترا - بوصفها مهد الرأسمالية المتوحشة - الى قسمين : مغفلين ومخادعين، لكي تستمر الدوامة الاستغلالية السوداء، وهذا يعكس الروح اللصوصية للرأسماليين الانكليز " البريطانيين وعموم الأوروبيين " و ليس عامة الإنكليز والأوروبيين. أما عندنا في العراق، ومع أن مجتمعنا ليس مجتمعا ناضجا ومنقسما طبقيا بل هو، في عصرنا خصوصا، أشبه بقبيلة ضخمة تعيش حول بئر نفط يتحكم بها الغربيون وحلفاؤهم، فالحكام والمسؤولون العراقيون اليوم، يكفيهم أن يشتروا شهادة مزورة من سوق مريدي ليحتلوا هذا المنصب أو ذاك، إذا لم يكن لقبهم العائلي والعشائري كافيا لوصلهم إليه ! ومن الطريف – طرافة سوداء طبعا- أن أربعة من أكبر الأحزاب في عراق اليوم يقودها زعماء بالوراثة العائلية وهي: تيار الصدر، وحزب آل الحكيم " المجلس الأعلى" وحزب البارزاني "حدك" وحزب الطالباني " أوك"، وقد يلتحق بهذا الغرار من الأحزاب العائلية حزب آل النجيفي والحبل على الجرار وليس على الانتخاب الديموقراطي!

*
*
5. ب . متى تنتهي ثنائية الوطن والمسؤول كوجهين لعملة واحدة؟

الجواب:
أعتقد أن الدقة مطلوبة في استعمال المفردات فالوطن شيء والشعب شيء آخر، والدولة شيء والحكومة شيء آخر ومختلف. وإذا كنتُ قد فهمت مغزى السؤال بشكل صحيح فأعتقد أن هاجسه هو عن التوحيد الكاذب الذي تسعى السلطات الثقافية والإعلامية السائدة إلى تلفيقه بين الوطن والمسؤول، أو بين الحاكم والمحكومين بهدف هو حماية الحاكم من النَّقَدة والمتمردين والأحرار بواسطة وضع قناع مزيف على وجهه يدعى الوطن. وتزداد وطأة هذه الكذبة على الناس عموما، والمنتجين منهم خصوصا، حين يقترن الوطن بمعطى ميتافيزيقي غيبي مقدس، فحينها يكون الاعتراض على الحاكم المستبد هو بمثابة اعتراض على الله، أو على المقدس بشكل عام، وعلى هذا نتذكر بإلهام واحترام الثوار الذين وقفوا بوجه هذا الزيف وفضحوه ودفعوا ثمن ذلك باهظا هي حياتهم أو سعادتهم أو حرياتهم.
و لعلك تتذكرين – ست فاطمة - آخر ضجة أثيرت عندنا في العراق حين رسم الفنان الشاب أحمد الربيعي رسما كاريكتيريا عاديا وليس فيه أيما إساءة أو إهانة للمرشد الديني الإيراني علي خامينئي، وكيف قامت قيامة أتباع إيران العراقيين، وفجروا عدة عبوات ناسفة قرب مقر الجريدة التي يعمل فيها أحمد وهددوه بالتصفية الجسدية صراحة ما اضطره لترك بغداد وعاش في مكان سري في إقليم كردستان حتى توفي تحت وطأة الرعب الذي عاناه في مخبئه. والمضحك المبكي أنّ البعض عندنا في العراق يريدون أن يكونوا ملكيين أكثر من الملك فالسلطات والأوساط الإيرانية لم تهتم بما رسمه الفنان الربيعي ولكن "الأتباع" في العراق هاجوا وماجوا كما تعلمين.. وبهذه المناسبة، أسجل تحفظي الشديد على الخذلان الذي مارسه صاحب ورئيس تحرير تلك الجريدة التي كان يعمل فيها الفقيد أحمد، حين اعتذر لزعامات هذه "المليشيات" عن خطأ لم يرتكبه الفقيد اعتذارا مهينا ومستخذيا جدا!

*
*
6.لماذا رجالات السلطة تقترف مبدأ سلطة المحاسبة والمعاقبة على الفرد دون مسوغ يذكر، بينما تشرعن لنفسها الحق في الثواب؟

الجواب:
الجواب على هذا السؤال هو استمرار عضوي للجواب السابق، فبما أن السلطات الاستبدادية تحتكر حق التشريع والتنفيذ والقضاء " السلطات الثلاث" فهي تحصن نفسها ورجالها والمحيطين بهم بكل ما يحميهم من المساءلة والعقاب والمحاسبة. و هم يتهادون الهدايا والجوائز والامتيازات في ما بينهم، أما المواطنون وأصحاب الحقوق فتداس كرامتهم بالأقدام ويجردون من حقوقهم بإشارة بسيطة من هذا المسؤول أو ذاك، في حين اختفت هذه الممارسات نسبيا في الدول ذات التجربة الانتخابية - ولا أقول الديموقراطية - العريقة لأن القضاء مستقل ومحايد عموما في هذه الدول ولهذا لا يستطيع المسؤول الفاسد النجاة من العقاب.


_____________________
* 5. من قصائد برتولد بريخت السياسية


انتظرونا والكاتب علاء اللامي عند ناصية سؤالنا: "
7. أ. ما تداعيات انهيار الخطاب السياسي والإنساني في العراق الجديد الدم قراطي ، وسقوط المعايير والثوابت ؟
7.ب. وما تاثير ذلك على التعابير الثقافية والجمالية وصناعة الإبداع في مفكرة الوطن ؟ " - الحلقة الثالثة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو: لم نكمل إزالة التهديد لكننا غيرنا مسار الحرب


.. عاجل | وسائل إعلام إسرائيلية: مقتل إسرائيلية وإصابة آخرين في




.. حرائق وأضرار في كريات شمونة والجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مس


.. ماذا تريد إسرائيل من ساحة غزة؟




.. لماذا مخيم جباليا؟