الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غدا سأولد من جديد

عبد الله عنتار
كاتب وباحث مغربي، من مواليد سنة 1991 . باحث دكتوراه في علم الاجتماع .

2014 / 4 / 24
الادب والفن


وداعا أيها الحزن
غدا سأولد من جديد
سترافقني فتاة في عمر الزهور
ستقطف وردة غضة مداعبة
وجهي الصبوح
غدا سأولد من جديد
كحمامة غضة في عمر الربيع
ستحلق بي وتأخذني
قرب المروج
هناك سأغني سمفونية
الخلود
وسترقص فتاتي وفي عينيها
يسكن المجون
ارقصي يا حبيبة العمر
على إيقاع الطبول
فما وجدنا إلا للحبور
وداعا أيها الحزن
غدا سأولد من جديد
غدا ستطفح الغيوم
غدا ستنساب بالسيول
غدا سيسكنني الجنون
غدا سألمس يد حبيبتي وأشعر
بالخلود
غدا سأنظر إليها من جديد
وأرى وجهها الملائكي
فيأخذني إلى الأفق البعيد
هناك أراها هنا وقد دخلت
بين المسام والجلود
غدا سأولد من جديد
سأسكن يد حبيبتي وقد لفتني بين الحقول
و أغني للطيور
أجمل قصيدة من عمر الزهور
وتهمس إلي حبيبتي وهي ضاحكة الجفون
في عينيها همسات كلها جموح
ضميني
ضميني
ها أنذا أنادي الربيع
تفرس أمامي كأنه شلال في أوج
النبوغ
غدا سأولد من جديد
أغني للطيور
وأرقص مع الجنادب والشحرور
تناديني أمي وعلى وجهها ابتسامة
من قلبها الحنون
تقول لي : يا ولدي سيان أنت
والربيع
هناك هنا نسير مع الطريق
أنا وهي والأرض ودموع الوجد العشيق
والعناق يملأ الأرض بالحبور
غدا سأولد من جديد
سيتوقف الزمن
وتداعب أحلامي الأمل
غدا سأولد من جديد
ليس هناك حنين
إلى الماضي الحزين
سترافقني فتاة في عمر الزهور
حمامة هي في عمر المجون
غراب هي في خريف السنون
سنرحل معا
سنسكن معا
لأننا هكذا صممنا معا
لأننا هكذا سنموت معا
لأن الحياة هكذا معا
سندفن في لحد معا
سنبعث معا
سنتحول إلى ربيع معا
سننبت الأرض معا
سنحلق مع الطيور معا
غدا ...
غدا...
سنمشي فوق الأرض
سننطمر تحت الأرض
غدا سأولد من جديد
غدا ستولد هي من جديد
ستسكنني رعشة
ستسكنني شهوة
إلى جسدها الغض
ستشتهيني هي
أنا روح أمامها
أنا جسد متفرس أمامها
كله حركة
كله عنفوان
ستضمني
سأقبل شفتيها المعسولتين
سأسكن روحها
غدا سأولد من جديد
غدا سأودع الموت
غدا سألعب على حبال المخاطرة
غدا لا رجوع لا مراجعة
غدا الإقدام والمثابرة
غدا سأولد من جديد
وداعا أيها الحزن
سترافقني فتاة في عمر الزهور
هناك بين المروج
سترقص النحلة والدبور
وينهمر الشلال وهو يغازل
الغيوم
وتحت الشجرة يضاجع الأرنب
القنفذ
وبينما تأخذ الثعلب الطعريجة و يأخذ الفيل
العود
غني يا حيوانات الغاب
ها هو قد عاد
من وسط الأديم والتراب
عاش بين الخنفس والديدان
وزغردت الأحلام
وبكت النساء
لسنين وأعوام
ظنت أنه بين الأموات
ها هو يأخذ زهرة انبثقت
بين التراب
أووه على غدر الزمان
وتقلبات الأحوال
غدا سأولد من جديد
غدا ...
غدا ...

عبد الله عنتار / 23 أبريل 2014 / المغرب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شخصية أسماء جلال بين الحقيقة والتمثيل


.. أون سيت - اعرف فيلم الأسبوع من إنجي يحيى على منصة واتش آت




.. أسماء جلال تبهرنا بـ أهم قانون لـ المخرج شريف عرفة داخل اللو


.. شاهدوا الإطلالة الأولى للمطرب پيو على المسرح ??




.. أون سيت - فيلم -إكس مراتي- تم الانتهاء من تصوير آخر مشاهده