الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البغايا: بنات الشّعب المفقّر

سيف الدين عفانة

2014 / 4 / 25
ملف : ظاهرة البغاء والمتاجرة بالجنس


كلّنا أبناء الشّعب.. وهنّ منا، من المفقّرين والمعدمين. ولكلّنهنّ بغايا. لماذا لا يتمّ النّظر إليهم إذا إلاّ بعينين: الشّفقة حينا والإشمئزاز حينا آخر؟ فهنّ جزء منّا. بل هنّ نحن في ظرفيات قذرة وعلاقات قذرة وآفاق ضيّقة.
بنات اللّيل، بنات الهوى.. أو العاهرات.. كلها مفردات تعني مفهوما واحدا.. وهو ما تتصوّروه في أذهانكم في هذه اللّحظة.. وهو ما أشاهده الآن.
لم أدر لم قرّرت أن أكتب عنهنّ وأنا أنظر إليهنّ.. أظنّ أنّ مشيتهنّ تفسّر الكثير، ووقفتهنّ.. كلّ جسدهنّ يروي تاريخا كئيبا...موحشا..وحزينا.. ترى البكاء حيث لا ترى الدّموع.
اخترت اليوم أن أكتب عنهنّ في حضورهنّ كي لا تكون غٍيبة. ولكني تصوّرت قبل ذلك إن هنّ شعرن بذلك ماذا سيفعلن بي؟ لا حول ولا قوّة إلاّ بالله.
كلّ واحدة منهنّ تمتلك أسلوبا خاصّا: في اللّباس تكون واحدة شبه كاسية، وأخرى شبه عارية، وأخرى ملتحفة كلّها ولكن يلتصق بجسدها القماش كالتصاق الجهل بالشعوب العربيّة.
في الكلام كلّ لها معجمعا: فمن المعجم الكلاسيكي اختارت الأولى ألفاظها، وأخرى تنمّق بضحكاتها مجون لسانها. وثالثة حتىّ وإن جاملتك يصيبك إحساس بالحموضة أو قل وكأنّك مزجت في شرب"الماغون" ( نوع من الخمر الأحمر التونسي ) بالياغورت الطبيعي المنتهي الأجل..
أنا لم أقصد أن أجلد هذه الشّريحة من أبناء الشّعب التي ضلّت وازورّت، مثلها مثل تجّار " الغبرة" ( المخدرات) أو قطّاع الطّرق أو المواطنين الرقباء ( المخبرين) أو غيرهم... كلّها وظائف خارجة عن المنظومة الأخلاقية العامة ولكن أيضا لا أظنّ أنّ الإنسان يولد مجرما.. بل العكس هي الفطرة.. والفطرة هي الخير على ما أعتقد إذا استثنينا ضرورة البقاء.
فقط أردت أن أقول أنّهن ليسوا على ماهنّ عليه إلاّ بما يوفّره لهم أولئك الذّكور الذين لا يهمهم منهنّ إلا ثلاثة: إشباع غاية جنسيّة والإستفادة منهنّ ماليّا.. ثمّ الثالثة التي تعمّقت فينا واستفحلت جدّا وهي حين ترى شابان الأولى في العشرين والثاني في السّتين... مرض التّصابي أو المراهقة المتأخّرة..
باقتضاب أقول، في موضوع لطالما بعث فيه العديد وسالت من أجله بحارا من الحبر : أبناء الشّعب إذن.. وبناته ليسوا أولئك المتعلمين فقط، بل والذين همّشوا وتُركوا للجهل وللحياة القاسية التي لم نعد نرى منها غير نتائجها.. فنحن المسؤولين عن فساد هذا المجتمع لا نقدر إلاّ على سبّ نتائجه.. أنا لا أبرّر فعل أيّ كان ولكن، ألم يئن الأوان كي نكفّ عن اللّوم والتّعالي عن مشاكل الشّعب؟ ألم يئن أن نعترف أنّنا جزء من الأسباب المباشرة لفساد مجتمعنا؟
أعتقد أنا حين ندرك ذلك سنتغيّر إلى الأفضل حتما.. أعتقد أن على الشعوب العربية التيقّظ لمرض نفاقها المستديم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - إلى الأستاذ سيف الدين عفانة
نضال الربضي ( 2014 / 4 / 25 - 02:27 )
تحية طيبة أخي سيف،

بائعة الهوي، لا تبيع الجنس لانها تريد بيعه، إن أنظمتنا الإجتماعية قد فشلت في تلبية الحاجات البشرية الاساسية فدفعت بالبعض نحو البغاء.

البغي إنسان ٌ مظلوم، و نحن نتحمل مسؤولية الظلم كمجتمع و كدين و كنظام.

المرأة تقدس الجنس بعد أن تطمئن إلى الرجل و تحبه و تريده، و لذلك فبالبغاء هو عكس طبيعة المرأة و لا ترضى به حتى البغي و هي تمارسه، فهل نلوم البغي التي تمارس الجنس لتأكل أم نلوم هذا المجتمع القذر الذي يرى في الصلاة و الصوم قداسة ً مزيفة و جارته تفتح رجليها لمن دفع لتأمن دواء أولادها؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

عار و أي عار، لا عليها لكن على أنظمتنا الإجتماعية و الاقتصادية.


2 - شكرا أخي نضال الربضي على التفاعل
سيف الدين عفانة ( 2014 / 5 / 10 - 12:10 )
أشكرك أخي على التفاعل وأشكرك على إحساسك الذي أشاطرك فيه تمام... ولو تمعنا في العنوان لوجدتني أدافع عنهن نظرا لوقوعهنّ في ذاك الشّرك نتيجة الفقر... الفقر من أرداهنّ بغايا حتما لذلك أنا لا أهاجمهنّ..
وكما قلت أنت، العار على أنظمتنا التي لم تنصف يوما الإنسان.

اخر الافلام

.. البنتاغون ينفي وجود خطط لانتشار الجنود الأميركيين في قطاع غز


.. هل يحمي الواقي الشمسي فعلا من أضرار أشعة الشمس؟| #الصباح




.. غانتس: قادرون على إدخال لبنان في حالة من الظلام وتدمير القدر


.. حرب غزة.. نازحون يعيدون استخدام أكياس الطحين لصنع خيام تؤويه




.. بعد اختفاء سيدة في جزر البهاما.. السلطات الأميريكية تحذر من