الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا يمكن العثور على الصندوق الأسود!

عبدالله خليفة

2014 / 4 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


لا يمكن العثور على صندوق الذاكرة المفقود في بحر المصالح.
ليس ثمة قائد للطائرة سجّل كلَ شيءٍ بدقة، فمصالح النظام أو الجماعة متباينة تبايناً شديداً.
إبتساماتُ المضيفات، وما يُقدم من طعام، ووجه القبطان الصارم، ربما هي كلها مجردُ طعمٍ لاصطيادِ مالكِ أو خطف حياتك!
هي طائرةٌ واحدةٌ لكن لها صناديق مختلفة، متضاربة الروايات، متعددة خرائط الوصول، بعضها يريد الوصول للشمال أو بعضها يريد الجنوب، وبعضها الانتحار وبعضها الحياة.
شركاتُ نقلٍ واجهة أخاذة لبلدان، تأتي في موعدها، وتقلع في موعدها، وتغدو الرحلة فيها متعة كبيرة، وحتى المطبات الجوية تغدو مثل الإهتزازات العابرة، وترى أن شركات الطيران هذه دعاياتها قليلة، ولكنها ذات دلالة قوية، وثمة شركات طيران أخرى تُعرف من عناوينها كذلك، فالمواعيد مضطربة، ولحظات التأخير والتقديم تجري بشكل عادي وكأنها هدايا ثمينة تُقدم لأعصاب الركاب المحروقة خوفاً من الطيران، ودهساً بهذه اللامبالاة والفوضى، ثم تُضاف إلى ذلك بهارات أخرى في شواية الطيران الصاعدة للشمس والبرد في الأعالي، كسوء الأكل والضيق، والإزعاج والقيادة المتهورة وما إلى ذلك من توابل.
هنا لا تجد شيئاً تطلبه، وكل شيء مؤجل أو ممنوع، أو إنه سوف ينفذ في الرحلة القادمة، أو الخطط القادمة لشركات الطيران هذه.
بين مجتمع الطائرة والشركة ثمة علاقة وطيدة، هي أنه لا شيء منظم، والفوضى تنعكس على جسم الطائرة الرقيق هذا الذي يحمل الأرواح، كما تسري في الحياة الإجتماعية، ومهما حاولت الشركة أن تخطط وتنظم فإن هذه الخطط تذهب أدراج الرياح.
حين يتشاحن فرقاء المجتمع اللامنظم وتصل معاركهم السياسية إلى النيران لا يجدون صندوقاً أسودَ يعودون لتسجيلاته، فكلٌ منهم لديه صندوقه الأسود، جراءَ ما أرتكبه من إستغلال للثروة الوطنية، أو ما سكت عليه من لهط للأموال، والمساكين في جسم الطائرة يندفعون للفضاء لا يعرفون ما جناهُ قائد الطائرة من طيران مفاجئ إلى أجواز الفضاء، أو نقص الوقود، أو الأخطاء الجسيمة التي توجد في هيكل الطائرة، ويرون الأعاصير في الفضاء ويعتقدون بقدرة القبطان على تجاوزها والتحليق خارج مداراتها، ولكن لم يحدث ذلك، وجاءتْ صاعقةُ وأنزلتها لقاع البحر، ليأتي المنقذون يبحثون عن البشر والصناديق السوداء!
بخلاف كوارث الطائرات فالحصول على صندوق أسود إجتماعي يبدو بعيد المنال بعد أي عمليات صراعية كارثية، فحتى الآن لم يجد اللبنانيون الصندوق الأسود الذي يعود للحرب الأهلية، رغم ذهاب مئات الآلاف من الأرواح، وعاد قباطنة الحياة السياسية يحلقون بالطائرة اللبنانية المختطفة في سماء الشرق الأسود، ومثلهم بقية الربابنة الكبار.
وليست الدول التي فقدت صناديقها السوداء، بل حتى الأحزاب فقدت وثائقها ومنشوارتها القديمة وبقية عقولها.
ومهما حدثت من صراعات وخلافات وتصالحات فالمنقبون لا يعثرون على الصندوق، وتغدو الكراسي والثروات في حرز حريز، يعاد تجديدها، وتتم صباغات مختلفة، لكن الصندوق الأسود لا يعثر عليه!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نادين الراسي.. تتحدث عن الخيانة الجسدية التي تعرضت لها????


.. السودان.. إعلان لوقف الحرب | #الظهيرة




.. فيديو متداول لحارسي الرئيس الروسي والرئيس الصيني يتبادلان ال


.. القسام: قنصنا جنديا إسرائيليا في محور -نتساريم- جنوب حي تل ا




.. شاهد| آخر الصور الملتقطة للرئيس الإيراني والوفد الوزاري في أ