الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءات في ذاكرة عزيز محمد السكرتير السابق للحزب الشيوعي العراقي الحلقة الثامنة

سيف عدنان ارحيم القيسي

2014 / 4 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


الحلقة الثامنة
انقلاب عبدالسلام عارف والاتحاد الاشتراكي
في حقيقة الوضع العام الذي مر به انقلاب الثامن من شباط 1963 فإنه لم يستمر طويلاً وهذا يعود الى انقسام قادة الانقلاب انفسهم من بعثيين وعسكريين ثم الى انقسم في صفوف حزب البعث نفسه بين الجناح المدني والجناح العسكري إضافة الى تأزم الوضع العام فمن موقف متشدد من القوى الحزبية وعلى رأسهم الشيوعيين الى حرب قادها الجيش ضد الكرد بهذا وجد عبدالسلام عارف أحد أقطاب انقلاب الثامن من شباط 1963 بأن الفرصة أصبحت مواتية له للانقضاض على السلطة في ظل تصارع الانقلابيين فوجد ان الوقت المناسب لذلك في 18 تشرين الثاني 1963 وبهذا تبدأ مرحلة جديدة ولكنها أقل وطأها من سابقاتها.
والشيوعيين من جانبهم وصفوا الانقلاب بأنه في حقيقته "اندفاع بعض القادة العسكريين ممن ساهموا في الانقلاب الرجعي الفاشي للقيام بحركة انقلابية في 18 تشرين الثاني وأسرعوا في تنفيذها بعد ان شعروا بكابوس فقدان كراسيهم".
ويصف عزيز محمد بدوره الانقلاب استبدال عسكر بعسكر وهو جزء من الصراع على السلطة ضمن المؤسسة العسكرية التي أقحمت نفسها في الصراع السياسي،ولكنه في اعتقادنا اهون الشرين بسبب المجازر التي ارتكبها البعثيون بحقنا،واذكر انه بعد الانقلاب بفترة ليست بالقصيرة كتبت رسالة الى مركز الحزب في الخارج لكي استطلع الموقف ازاء الانقلاب وكان الرد ان نخفف من ظروف العمل حيث كنا نقود الكفاح المسلح في المناطق الكردية ومن جانب اخر ان لا نزكي هذا النظام لكونه بدأ ينأى بنفسه عن جرائم البعثيين وبدأ يشنع بالنظام السابق،ولكن في الحقيقة التي لا يمكن نكرانها انها كانت فترة تنفيس بالنسبة للقوى السياسية على الخصوص بالنسبة للشيوعيين بالدرجة الاساس حيث بدأ النشاط يدب في صفوف المنظمات الحزبية وعاد الارتباط بين الشيوعيين ومنظماتهم بشكل واسع وهو لم ينقطع حتى وان اشتد أوار الهجمة على تنظيمات الحزب بقى صلة الوصل بعد ذلك باقر ابراهيم في الجنوب وعمر علي الشيخ في المناطق الكردية،ولكن احد اسباب غض النظام النظر عن نشاط الشيوعيين هدفه التمييز عن النظام السابق قليلاً أو أكثر عما سبق والا عارف كان معهم ومن المؤيدين لإبادة الشيوعيين.
وهناك نقطة في غاية الأهمية وهي ان عارف بدأ بمغازلة الاتحاد السوفيتي للحصول على الدعم العسكري والفني وهو لا يمكن ان يحدث في ظل موجة الاعتقالات والإعدامات بحق الشيوعيين الذي ثاروا بدورهم عن موقف البعث من موقفهم تجاهنا.
فبدأ النظام اضافة لأطلاق سراح الشيوعيين من السجون المعتقلات وحل الحرس القومي ونشره وثائق تدين الحرس القومي ونشاطه واعتقال بعض القائمين عليه انذاك لا حبٌ بالشيوعيين بل الخوف من ان يتصدى الحرس القومي لحكم عارف.
وبسياسة التقارب بين عارف والاتحاد السوفيتي والتي توجت بعدد من الاصلاحات الداخلية بحجة التوجه نحو الاشتراكية التي توجت بالاتحاد الاشتراكي بحجة نهجه للاشتراكي وهي محاولة للتشبه بالنظام الذي سلكه جمال عبدالناصر في مصر،والاتحاد الاشتراكي بدوره قد احدث ضباب فكري حوله فبين معارض ومؤيد للقرارات الاشتراكية التي توجت بخط آب 1964 والتي جاءت بعد اجتماع اللجنة المركزية والتي أيدت الاتحاد الاشتراكي.
عزيز محمد سكرتيراً للحزب الشيوعي العراقي 1964
في ظل الظروف التي مر بها الحزب الشيوعي العراقي ومنذ اعدام قادته بعد انقلاب الثامن من شباط 1963 ومنهم من بقي رهن الاعتقال ومنهم من التجاء للمناطق الكردية والقسم الآخر بدأ يقود نشاط الحزب من الخارج لاسيما في براغ وموسكو لكي يبقوا بعيدين عن ضربات الامن ولكن كانت هناك قنوات للأتصال مع الداخل وكانت صحيفة الحزب"طريق الشعب"السرية ومطبعاته تصل الى قراءة بين آونة وأخرى حسب الظروف التي يمر بها الحزب والتي يمكن تسميتها بين(مد وجزر).
بهذا العرض كان الحزب الشيوعي العراقي يوجه من قبل المكتب السياسي وخصوصاً من قبل عبدالسلام الناصري وأصبح من الضروري انعقاد اللجنة المركزية لحسم موضوع سكرتارية الحزب التي بقت شاغله بعد اعدام سكرتير الحزب حسين احمد الرضي(سلام عادل)،فبدأ أعضاء اللجنة المركزية والمكتب السياسي يجتمعون في الخارج لانتخاب سكرتيراً للحزب الشيوعي العراقي فبدأت تطرح العديد من الأسماء ليكون السكرتير فكان من بينهم زكي خيري وعبدالسلام الناصري وغيرهم وأنا وكنت انا في الحقيقة ضد ترشيح نفسي لكوني اعتقد انني غير مؤهل لقيادة حزب بمكانة الحزب الشيوعي العراقي كوني لم امتلك من الثقافة الماركسية كما يجب ليؤهلني لذلك اضافة الى ما ذكرته في السابق ان الحزب الشيوعي العراقي ه من قضى على أميتي التي كنت اعاني منها وإثناء التصويت لاختيار السكرتير انني لم اصوت لنفسي لكوني حسبما ذكرت انني غير مؤهل لذلك ولكن الأصوات جاءت لصالحي لأكون سكرتيراً للحزب،ويمكن تسمية الاختيار بالتوفيقي يعود بالدرجة الأساس الى صراعات داخل الحزب الشيوعي العراقي،والتي وصف اختياره بالتوفيقي انه ربما يكون ذلك السبب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا تعلن استهداف خطوط توصيل الأسلحة الغربية إلى أوكرانيا |


.. أنصار الله: دفاعاتنا الجوية أسقطت طائرة مسيرة أمريكية بأجواء




.. ??تعرف على خريطة الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأمريكية


.. حزب الله يعلن تنفيذه 4 هجمات ضد مواقع إسرائيلية قبالة الحدود




.. وزير الدفاع الأميركي يقول إن على إيران أن تشكك بفعالية أنظمة