الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تكريس رموز و زعامات وطنية

بثينة رفيع

2014 / 4 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


قال أحدهم :"يجب أن تضعَ نفسك مكانَ الناسِ الآخريـن ، فإذا شعرتَ بالضيقِ في وضعك الجديـدِ فاعلمْ أنَّ الناس في هذا الوضـع سيشعرون بالضيق أيضاً" وهذا مالم تجرؤ عليه قيادةُ سلطة أوسلو لعشرين َ عاماً من الذّلِ والاستلابِ والتغيّبِ الوطنيِ وضياع ِالحقوقِ بتكبيلِ الشعب الفلسطيني بأحقرِ وأذل إتفاقيةِ استسلام عرفها التاريخُ المعاصر ، لن أتحدثَ عن الملايين التي تهيمُ على وجهها في كلّ الشتاتِ القسري ، بعد أن أُجبروا على الهجرةِ لمراتٍ عدة وفي أكثر من بلدٍ ومن هؤلاء من لا يذكرُ عدد البلاد التي هاجرَ منها !!وكم من حربٍ أَثقلت عليه وعلى عائلتِه غربتَهُم ملقيةً إياهم في مجهولٍ تتقاذَفهُ أقدارٌ مؤلمةٌ .كما لن أتحدثَ عن المصالحةِ أومشروعها الذي أفشلتهُ عقليةُ المحاصصة الفصائلية بعد أن دفنت غزه في عزلتِها وأنفاقها وأنهكتها بمطباتِ الانقسامِ والشرخِ الفلسطيني الذي أصبحَ يقتُلنا حتى في بيوتِنا وبينَ أفرادِ أُسَرِنا!!، ولن أتحدثَ عن آلامِ الحصارِ والفقرِ والبطالةِ لأن غزة وأهلها سيبقون مع أوجاعِهم اليتيمةِ أكبر من كلّ الكلماتِ وأصحابِها مهما علا شأنِهم ،فالوطن الذي يُشكّل وعيه من قاماتِ الشهداءِ لا يحتاج لمن يتحدثُ عنه .لن أُذكّر بحقِ اللاجئين في العودة لأني على ذاتِ يقينِ شعبي بأنّ الحقوقَ لا تُعطى وإنما تُنتزع ،ولكن أسقطوا عنا كل الرموز و الزعامات ولا تكرّسونهم في وعينا ووعيِ أطفالنا ...الذي لايليقُ به أن يتزيّن بغيرِ صور ِ الشهداءِ الأطهار... لايوجد مايبرر الخيانةِ سوى الخيانة ...فيليب بيتان كان عسكري ورجل دولة فرنسي أُكرمَ بلقب ماريشال 1918 ووزيراً للحربيةِ عام 1934ورئيس الوزراء عام 1940، ورئيس الدولة الفرنسيةِ عام (1940-1944) لُقّب بمنتصر فيردان واستطاعَ أن يدفعَ الهجوم الألماني عام (1916)عندما كان القائد العام للقوات الفرنسية ووقفَ على خطِ ماجينو الدفاعي الفرنسي على الحدود الألمانيةِ الفرنسيةِ ليرُدَ على الجنرالِ الألماني الذي قالَ قبل أيامٍ من مواجهة خط فاجينو هنا سنُذلُّ فرنسا ....هنا سيتحطمُ الكبرياءُ الفرنسيُ ...فردَ عليه فيليب بيتان بكلمتهِ التاريخيةِ الشهيرةِ لن يمروا .....وانتصرت فرنسا بفضلِه . ولكن في الحربِ العالميةِ الثانيةِ كان من بين الضباطِ الذينَ وقّعوا على اتفاقيةَ هدنةٍ مُذلةٍ مع ألمانيا وقبلوا بتقسيم فرنسا لقسمين، قسمٌ تحتَلّه ألمانيا، وقسمٌ تحت إدارةِ حكومةِ بيتان وكان مقرها فيشي لذلك سُميت بحكومة فيشي ومع إنتهاء الحرب العالميةِ الثانيةِ حُكمَ عليه بالموت بتُهمةِ الخيانةِ العظمى العام 1945، ولكن شارل ديجول استبدل الحكم إلى السجن مدى الحياة. ليظل محتجزاًحتى فارق الحياة سنة 1951. فيليب بيتان قدّمَ مالم يقدّمهُ قائدٌ لفرنسا ...لكنّ فرنسا الحُرة لم تنسى أنه خانَ ولم يشفع لهُ كلَّ تاريخِه النضالي لدى الفرنسيين !لأنّ الشعوب الحرة تعي أنّ خيانة الأوطان ليست سقطة ولا زلة ...بل نهجاًمريضاً ووصمةَعاٍرتظلُ تُلاحقُ تاريخها في حاضرهِ ومستقبَلِه..وتُلاحقُ وعيَ وذاكرةَ الأبناءِ وتُشكّلُ مفاهيمهم الوطنيةِ بسلبية ممنهجةٍ تتهاون مع مفهومِ الخيانةِ كمصطلحٍ أخلاقي .لماذا نُكرّسُ في ثقافتِنا رموزاً خانت أمانةَ الشهداءِ ونحملهم على أكتافنا ونُعَلّقَ صورَهُم في حياتهم ...وبعد مماتهم على أبوابِ بيوتناً..ومكاتبنا ...وشوارعنا نصفَحُ عنهم ونتساهلُ لامتطائهم إرادتَناومستقبلَنا وتشويه صياغةَ هويتنا الوطنية والأخلاقيةِ ؟؟ لماذا نحتفظُ بنهجهم وببرامجهم السياسيةِ ...وخطاباتِهم ونصفقُ لهم في كلّ شوارع فلسطين التي سُطّرت بالدماء بعد أن تنازلوا عنها بإتفاقيةٍ مُذلّةٍ أفقَدت منظمةُ التحرير زخمها النضالي كحركة تحررٍ وطنيٍ في مواجهة الحركةِ الصهيونية كقوةِ إحتلالٍ ؟يقول براندن إنّ التقديرَ الذاتي الضعيف هو السبب الأساسي وراءَ معظم السلوكياتِ السلبية فهل كانَ تقديرُنا لذواتنا هشاً إلى هذا الحد الذي هان معه كلّ شيئ ٍ. ومتى سنُعيدُ صياغة واقعنا الوطني والسياسي المترهل بصورةٍ صحيحةٍ وشموليةٍ تضمنُ الحفاظَ على حقوقنا وأخلاقنا الوطنية دون إنتقاصٍ وتفريط .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كارولين مارليني وماريانا تختاران دراما كوين السوشيال ميديا


.. سيارات مدرعة وفسيفساء مذهلة.. شاهد ما رصدته مراسلة شبكتنا دا




.. تواصل سري بين إسرائيل والنظام السوري.. وثائق مسربة تكشف أسرا


.. مراسل الجزيرة: الكلاب تأكل جثامين الشهداء الملقاة في شوارع ش




.. بعد سقوط بشار الأسد.. مراسل الجزيرة يرصد الأوضاع من داخل مدي