الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المارشال السيسي و سؤال الهوية

محمد بن زكري

2014 / 4 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


بلا شك ، كان للفريق السيسي - ممثلا للمؤسسة العسكرية - فضل إنقاذ مصر من حكم الإخوان المسلمين و دكتاتورية الإسلام السياسي ، وبلا شك سيسجل له التاريخ إحباط مشروع الشرق الأوسط الكبير (الامبريالي) ، لكن مع التحفظ ؛ فالعبرة بالنتائج النهائية ، لجهة تحقيق العدالة الاجتماعية التي تشكل محتوى الانتفاضة الشعبية ضد الساداتية (في الاقتصاد و السياسة) ، التي كان يمثلها نظام مبارك .
و من خلال المؤشرات المتوفرة ، لا يبدو أن السيسي - رئيساً للجمهورية - سيقطع مع الراسمالية الطفيلية التابعة ، التي تضع يدها على مفاصل الاقتصاد المصري ، ولا اظن انه سيطبق برنامجا للعدالة الاجتماعية .. ولو على غرار النموذج الناصري ؛ إلا في حالة التزامه بإلغاء تشريعات الخصخصة الساداتية ، و الغاء خصخصة منشآت القطاع العام - و في مقدمتها المنشآت الانتاجية - التي بيعت للراسماليين ، و إعادتها إلى ملكية (الدولة المصرية) ، و ذلك ما لا يبدو واردا في برنامج السيسي الانتخابي ولا في توجهاته العامة كسياسي .. ولا في حسابات القوى المحلية والاقليمية (المؤثرة جدا) التي تدعم المارشال السيسي ..
نذكر أنه في مشهد تمثيلي لافت ، انحنى السادات أمام تمثال نصفي للرئيس جمال عبد الناصر ، و تعهد في خطاب توليه الرئاسة بأنه سيسير على خط عبد الناصر ، لكنه لم يلبث بعدها سوى بضعة أشهر ، لينقلب 180 درجة على نهج عبد الناصر ، و ليسير على خطه (بأستيكة) كما يعبر المواطن المصري بسخريته اللاذعة .
ولا اظنني أخطئ التقدير كثيرا ، عندما أربط انحناء السادات أمام تمثال عبد الناصر .. بزيارة السيسي لضريح الزعبم الراحل . و عندما أرى توظيف السيسي لاسم جمال عبد الناصر في حملته الانتخابية .. أتذكر تعهد السادات بالسير على الخط الناصري ، بما يمثله من تحرر وطني و عدالة اجتماعية و انحياز للفقراء و نظافة الذمة الشخصية .
وكم كان أفضل و أشرف للسيسي أن يبقى في موقعه العسكري قائدا عاما للقوات المسلحة المصرية ، و أن يكون - من موقعه ذاك - ظهيرا قويا لنظام حكم مصري وطني يتبنى العدالة الاجتماعية ، و يعبر في سياساته الاقتصادية والاجتماعية و التنموية عن مصالح عشرات ملايين الفقراء و المفقرين و سكان العشوائيات و المقابر ، بدلا من التورط في لعبة أمم معقدة ، سيجد نفسه فيها مجرد بيدق في أيدي المانحين .
نتمنى للشعب المصري الانتصار في معركة الخبز والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية ، و نتمنى لمصر تجاوز امتحان العبور الى نظام وطني عادل و مستقر ، فما يحدث في مصر ينعكس - سلبا او ايجابا - على كل دول منطقتي الشرق الأوسط وشمال افريقيا . و لذلك فكما وقفنا بكل الوضوح و الحسم ضد حكم مكتب الإرشاد و التنظيم الدولي للإخوان المسلمين ، منذ الأيام الأولى لانتفاضة 25 يناير ، فإننا الآن نتحفظ (من حيث المبدأ) على ترشح المشير السيسي لرئاسة الجمهورية المصرية ، بأمل أن تسفر الأيام عن خطأ توقعاتنا .. و نحن نعلم أن معركة الرئاسة محسومة سلفا للسيسي .
و حتى ذلك الحين تظل أسئلة الانتماء مطروحة : من هو و أين يقع السيسي من الثورة الاجتماعية في مصر ؟ و إلى أيّ حد سينحاز إلى حركة الشارع المصري .. باتجاه تحقيق أهداف العيش والحرية والعدالة الاجتماعية .. التي ليس من كرامة للإنسان دون تحققها ؟ و أين سيكون موقع مصر - برئاسة السيسي - من حركة التاريخ وصراعات القوى الدولية والاقليمية والمحلية ، المحكومة أساسا بالمصالح الاقتصادية ؟ و.. إنْ هو إلا حينٌ يسير من المستقبل المنظور ، و تعطي مصر الجواب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تأخذ استراحة بشكل صحيح؟ | صحتك بين يديك


.. صياد بيدين عاريتين يواجه تمساحا طليقا.. شاهد لمن كانت الغلبة




.. أمام منزلها وداخل سيارتها.. مسلح يقتل بلوغر عراقية ويسرق هات


.. وقفة أمام جامعة لويولا بمدينة شيكاغو الأمريكية دعما لغزة ورف




.. طلاب جامعة تافتس في ولاية ماساتشوستس الأمريكية ينظمون مسيرة