الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرئيس -المقعد- والعقلية الاقصائية العربية

خالد مخشان

2014 / 4 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


عرف ترشح عيد العزيز بوتفليقة جدلا واسعا في الأوساط العربية عامة والجزائرية خاصة، لان الرجل في أرذل العمر وبلغ به الدهر ما بلغ، لكن رغم ذلك فإنه في أخر المطاف اكتسح الانتخابات الرئاسية بنسبة بلغت أزيد من 80 % ، وأكثر ما أثار النقاش في الأوساط الشعبية والسياسية على صفحات المواقع الاجتماعية أو في وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة، إشكالية استمرار الرجل في الحكم لان الحكم يحتاج لإنسان ”قوي البنيان ذو صحة مقبولة“، وترك النقاش الأصلي الذي يجب أن يسود في الواقع على الهامش دون تعميقه ألا وهو النقاش حول انجازاته السياسية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية بعد المدة الطويلة التي قضاها على رأس هرم السلطة. فصحت ترشح بوتفليقة من الناحية القانونية والدستورية لا يمكن إن نجادل فيه، فمن حقه ذالك كما من حق كل مواطن أن يترشح، لكن من الناحية الواقعية والسياسية والأخلاقية في تصوري ما كان عليه إن يخوض معترك التنافس على مقعد الرئسيات لأنه لو بقي على رأس النظام فلن تعرف الجزائر أي تقدم على المستوى القريب على الأقل. وانطلاقا من النقاش الذي ساد إبان الانتخابات الأخيرة في الجزائر أسجل ملاحظتين رئيسيتين:
الأولى: تدور حول إمكانية الإعلام تحريف النقاش الحقيقي حول سياسية بوتفليقة وحكومته من حيث النتائج والحصيلة، بحيث اقتصر النقاش في الغالب على مدى قدرة الرجل على تسيير الدولة وهو مريض ومقعد، فكما هو معلوم فصناعة الحدث أمر من تخصص الإعلام الذي يستطيع تشكيل وعي زائف لدى الجماهير، وهذا ما حدث في الجزائر إبان الانتخابات الأخيرة بحيث قام الإعلام الرسمي وشبه الرسمي بمحلليهم السياسيين والصحافيين الموالين للسلطة بتشكيل وعي زائف لدى العامة من الشعب وإيهامهم بأنها تسير في طريق النقاش الحقيقي الذي يجب إن يسود، وبهذا انساق الكثير من أفراد الشعب لمناقشة إمكانية وقدرة بوتفليقة في تسيير الدولة وهو رجل عليل مقعد لا يستطيع الحركة أو الكلام وكأن الإشكال الحقيقي يقتصر على مدى إمكانية تسييره للدولة، لينزاح النقاش الحقيقي عن مدى تحقيقه لبرنامجه السياسي والاقتصادي والاجتماعي الذي "تعاقد بواسطته مع شعبه" مند أن تولى مقاليد الحكم. وهذا الإشكال (تشكيل وعي زائف) لاحظناه أيضا في مصر إبان حكم الرئيس المنقلب عليه محمد مرسي بحيث استطاع إعلام نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك من تجيش الشعب وتزييف وعي الناس وإظهار مرسي بمظهر الضعيف الذي لا يستطيع حكم وتسيير ولو مدينة واحدة وليس دولة بحجم ومكانة مصر، وكانت النتيجة هي سيطرة الجيش على مفاصل الدولة ومجازر يندى لها الجبين ووصمت عار على كل الديمقراطيين من أهل مصر خاصة والعالم عامة
الثانية: وهي تتعلق بإشكالية العقل العربي الإقصائي الذي ينبذ الاختلاف في جوهره ويدعي ذالك في الظاهر، فترشح بوتفليقة " المقعد" أثار موجه سخرية كبيرة بحيث تجلى لمتتبع شان" ذوي الاحتياجات الخاصة" أن الأمر يستهدف هذه الفئة عامة وليس شخص بعينه، وكأنهم غير قادرين على المشاركة في تسيير الشأن العام لكونهم "مختلفون" نوعا ما عن باقي أفراد المجتمع، وكان تسيير الشأن العام مقتصر على " الأسوياء" ففي تصوري الخاص إذا كان هذا الأمر يقتصر على العامة من الناس فيمكن قلوبه ولو على مضض لكن أن نجد هذا النقاش والتنظير منبعث من الساسة والمثقفين والساهرين على تسير الشؤون العامة للناس، فهنا الإشكال الحقيقي، والأدهى والأمر وهو انه حتى بعض الحقوقيين انساقوا وراء هذا الطرح والذي يتناقض مع رسالتهم التي "تدافع" عن هذه الفئة، وتدعو في كل المحافل الوطنية والدولية إلى دمجهم في الحياة العامة (الاجتماعية والسياسية) ومرجعهم الأساسي هو الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والذي يعتبر المرجع الأساسي لأغلب الدول في العالم، والذي ينص على أن كل الناس متساويين في الحقوق والواجبات، لذا يجب أن توفر لهم نفس الإمكانيات التي توفر لجميع أفراد المجتمع، كما أننا لن ننسى أن جل الديانات هي الأخرى جعلت الناس متساوون، فمقولة ”عمر ابن الخطاب“ الشهيرة والتي تأصل لهذا الأمر في الدين الإسلامي والتي خاطب بها ”عمر ابن العاص“، "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرار" كما أن الوقائع التاريخية تقدم لنا نماذج كثير من أشخاص في ”وضعية إعاقة“ استطاعت أن تأثر في التاريخ وان تكون فاعلة فيه ففي التاريخ الإسلامي نجد الكثير من النماذج التي استطاعت كتابة اسمها فيه، كما نجد في التاريخ الإنساني بصفة عامة الكثير منهم ففي مجال السياسة على سبيل المثال لا الحصر نجد الرئيس الأمركي السابق "فرنكلين روزفيلت" الذي كان مصابا بالشلل، كما نجذ في المجال العلمي، الفيزيائي الشهير "ستيفن هاو كنغ" العالم البريطاني المعروف الحائز على اعلي منصب أكاديمي في مجال الرياضيات. وغير أولائك كثيرون نحتاج فقط للقليل من البحث لكي نعرفه.
في الختام نخلص إلى انه رغم النقاش السياسي الذي دار حول ترشح بوتفليقة "المقعد" في الظاهر والذي يبدوا مقتصرا على شخصه إلا انه في تصوري الخاص أن هذا الطرح والتصور لا يمكنه أن نفصله عن بنية العقل العربي المتناقضة والتي في الغالب نجد فيها تناقض بين التنظير والواقع بين ما هو مثالي وما هو واقعي، والتي تظهر جليا في المحطات الفاصلة من تاريخه، والشواهد على ذالك كثيرة لا يسعنا أن نذكرها هنا بل تحتاج إلى بحث مستقل بذاته.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس كولومبيا يعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل ويعتب


.. -أفريكا إنتليجنس-: صفقة مرتقبة تحصل بموجبها إيران على اليورا




.. ما التكتيكات التي تستخدمها فصائل المقاومة عند استهداف مواقع


.. بمناسبة عيد العمال.. مظاهرات في باريس تندد بما وصفوها حرب ال




.. الدكتور المصري حسام موافي يثير الجدل بقبلة على يد محمد أبو ا