الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المصالحة الفلسطينية وانتهاء الحسم العسكري

كور متيوك انيار

2014 / 4 / 26
السياسة والعلاقات الدولية


في الانتخابات التشريعية الفلسطينية في العام 2006م حققت حركة حماس مفاجاة غير متوقعة بفوزها باغلبية المقاعد في المجلس التشريعي ، مما اربك المشهد الفلسطيني الفلسطيني ودخل حركة فتح وحماس في خلافات سياسية ، حيث رفض بعض اعضاء حركة فتح فكرة المشاركة في حكومة تقودها حركة حماس بينما دعا الرئيس محمود عباس الحكومة القادمة الى الالتزام باتفاقات منظمة التحرير ونهج السلام ، شكلت حركة حماس حكومتها برئاسة اسماعيل هنية بعد رفض العديد من الفصائل الفلسطينية المشاركة في حكومة تقودها ، إلا إن حكومة حماس واجهت حصاراً اسرائيلياً وفلسطينية ( فتح ) و لم يستطيع حكومة حماس اداء واجباتها كما يجب بسبب رفض المؤسسات التعاون معها خاصة الامنية ، وحركة فتح تتمتع بنفوذ كبير داخلي و دولي باعتبارها الجهة الوحيدة المعترفة بها كممثل للشعب الفلسطيني وذلك منذ مؤتمر رؤساء الدول وحكومات الدول العربية في الرباط ومنحت مكانة العضو الكامل في منظمة المؤتمر الاسلامي وجامعة الدول العربية في العام 1974م .
في العام 2007م بعد عدة وساطات قطرية وسعودية تجددت الاشتباكات بين فتح وحماس انتهى بسيطرة حماس على قطاع غزة فيما عرف بالحسم العسكري ، ومنذ ذلك الوقت ظلت حماس تسيطر على قطاع غزة بحكومة يقودها رئيس الوزراء المقال اسماعيل هنية ؛ لو لا الدعم الخارجي الذي تم توفيره على حركة حماس في غزة وتهميش السلطة الفلسطينية في رام الله لما صمد حماس و الحكومة المقالة طيلة كل تلك الفترة لكن الاموال القطرية و التركية ظلت تتدفق بلا إنقطاع الى حماس وكذلك الدعم الايراني و الذي وظف حركة حماس وفصائل فلسطينية اخرى وحزب الله في لبنان لمحاربة اسرائيل في إطار حربها مع اسرائيل من اجل إجبار اسرائيل للاعتراف ببرنامجها النووي .
لو لا الإطاحة بالاخوان المسلمين ومرسي في مصر لكان من الصعب الحديث اليوم عن مصالحة فلسطينية لان الاخوان في مصر كانوا يوفرون كامل احتياجات حماس في قطاع غزة وهو ما جعل حماس تتشدد في احراز اي تقدم لتحقيق المصالحة الفلسطينية الفلسطينية ؛ الإطاحة بمرسي اطاحت باحلام حماس وذلك بعد إن شدد الجيش و السلطات المصرية الجديدة الخناق على قطاع غزة من تدمير لالاف الانفاق المخصصة للتهريب و إغلاق معبر رفح لذلك لم يكن امام حماس خيار سوى الانخراط الجاد في عملية المصالحة باعتبارها افضل الخيارات المتوفرة لديها ، إلا إنها كانت تفضل إن تظل تحكم غزة كما تحكم فتح الضفة الغربية .
في يوم 23 ابريل الجاري تم الاعلان عن اتفاق فتحاوي حمساوي على إنهاء الانقسام واتفقأ على ضرورة احترام الاتفاقيات التي وقعت عليها الجانبان في القاهرة و الدوحة بما يؤدي الى تشكيل حكومة موحدة وإجراء الانتخابات ؛ إن الخطوة الفلسطينيين مهمة جداً .
الاطراف الفلسطينية اصبحت اكثر جاهزية اكثر من اي وقت مضى ، للقبول بالاخر سواء كان الحكومة سيراسها حماس او فتح و هو ما كان غير متوفر في العام 2006م حيث لم يكن عناصر فتح مستعدة لترك المجال لحماس لتعمل ، دعك من الضغوطات و الحصار الاسرائيلي ؛ لم يتغير الكثير منذ العام 2006م فالموقف الاسرائيلي مازالت كما هي و الرافض للتعامل مع اي حكومة يكون حماس جزء منه ؛ وسارعت الحكومة الاسرائيلية عقب الاعلان عن التوصل لاتفاق بين الحركتين الى الغاء جلسة تفاوض كانت مقررة في القدس متهمة الرئيس الفلسطيني محمود عباس بانه اختار حماس بدلاً من السلام بينما اعربت واشنطن عن خيبة املها من الاتفاق محذرة من إنه قد يعرقل جهود السلام ، موقف الاتحاد الاوروبي كان مختلفاً حيث رحبت بالاتفاق لكن يمكنها إن تتاثر بالضغوط الامريكية ، سيظل المشكلة الكبيرة هو هل سينضم حماس الى جهود السلطة الفلسطينية في المفاوضات ام ستظل تقصف اسرائيل من وقت لاخر بالاسلحة رافضاً التفاوض و هو ما سيضع السلطة الفلسطينية في مازق حقيقي من الناحية السياسية فهي لن تستطيع المضى للامام في اي مفاوضات دون مباركة حماس التي ستصبح شريكة في اي حكومة انتقالية سيتم تشكيلها او بعد الانتخابات ومن جانب اخر و هو إمكانية صمود السلطة الفلسطينية في حال نفذت اسرائيل تهديداتها بفرض عقوبات وحصار لها ولقد إتضح في السابق إن السلطة الفلسطينية لا تستطيع الايفاء بالتزاماتها تجاه مواطنيها عندما جمدت اسرائيل نسبة السلطة من اموال الضرائب التي تجمعها اسرائيل نيابة عنها في المعابر .
حماس بحاجة لتكون اكثر واقعية حتى يتوصل اسرائيل وفلسطين الى اتفاق يقضي بحل الدولتين ؛ إن الطريق الى حل الدولتين فقط عن طريق التفاوض وليس عن طريق الحرب فإسرائيل تطورت من الناحية العسكرية بصورة يجعل من الخيار العسكري غير مجدي لكن هذا لا يعني إن يتخلى الفلسطينيين عن السلاح لنيل دولتهم ؛ الاعتراف بحقوق كافة الاطراف هي الطريق الاسلم و الامثل نحو السلام .
موقف الرئيس عباس يؤكد إنه لا يعول على المفاوضات الحالية التي بذل فيها كيري الكثير من طاقته حتى يتحقق السلام بين اسرائيل وفلسطين و الشرق الاوسط إلا إن امال عباس كانت اقل من توقعات كيري وذلك بتوقيعه الانضمام الى 15 معاهدة دولية و الشروع في التوصل الى اتفاق مع حماس على الرغم من معرفته إن اسرائيل سترفض ذلك ، اسرائيل من جانبها وضعت شروطاً لاستمرار التفاوض منها تعهداً فلسطينياً باستئناف المفاوضات لمدة عام وعدم الانضمام الى المعاهدات الدولية و المنظامت الدولية مقابل الافراج عن اسرى فلسطينيين بينما يصر الفلسطينيون على الافراج عن الاسرى اولاً . الطرفين ابعد من التوصل لاي اتفاق .
يظل السؤال المهم هو هل سيدعم الدول العربية السلطة الفلسطينية مالياً للصمود امام العقوبات الاسرائيلية و الحصار ؟ وهل سيتعامل حماس مع فتح و السلطة الفلسطينية و التخلي عن نهجها الرافض للمفاوضات و الشروع بجدية في المفاوضات .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تركيا تدرس سحب قواتها من سوريا


.. أوضاع إنسانية صعبة في قطاع غزة وسط استمرار عمليات النزوح




.. انتقادات من الجمهوريين في الكونغرس لإدانة ترامب في قضية - أم


.. كتائب القسام تنشر صورة جندي إسرائيلي قتل في كمين جباليا




.. دريد محاسنة: قناة السويس تمثل الخط الرئيسي للامتداد والتزويد