الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أخاف عليك يا أرشاد مانجي

ثائر زكي الزعزوع

2005 / 7 / 16
الادب والفن


بعد فترة قصيرة سيتولى محمود أحمدي نجاد رسمياً منصبه رئيسا لجمهورية إيران الإسلامية بعد أن انتخب على حساب الشخصية المعروفة الرئيس الإيراني الأسبق هاشمي رافسنجاني.
ونجاد الذي يعرف عنه بأنه متشدد يريد استعادة سيرة الخميني مؤسس الدولة الإسلامية في إيران، ونجاد أيضاً الذي وفور فوزه بالانتخابات الرئاسية بثت الولايات المتحدة الأميركية والنمسا معلومات تتهمانه فيه بالإرهاب وتدعيان بأنه كان وراء كذا وكذا من الحوادث التي تفقده روح التسامح، والدعوة إلى الحوار بين الحضارات التي دعا إليها سلفه محمد خاتمي، والتي ميزت جزءا كبيرا من خطابه السياسي.
أبدى نجاد لا اكتراثه بالعلاقة مع الولايات المتحدة، وقال إنها ليست ضرورية لإيران أي أن إيران لا تهتم كثيرا بتحسين صورتها كواحدة من دول محور الشر حسب التوصيف الأميركي لها، وأكد أن إيران ستمضي في تطوير منظومتها النووية لأغراض سلمية، وهي اللهجة المتشددة نفسها التي أسس الخميني الجمهورية الإيرانية على أساسها عقب إطاحته بنظام الشاه محمد رضا بهلوي في العام 1979، حتى صارت إيران، حسب ما بدا وقتها، العدو الأكبر للولايات المتحدة، وصارت الشكل الأكثر وضوحا للتطرف العالمي.
وبعد عشر سنوات من ثورته أصدر الخميني فتواه الشهيرة بهدر دم الكاتب البريطاني من أصل هندي سلمان رشدي مؤلف رواية "آيات شيطانية" التي تعرض من خلالها وبشكل واضح للدين الإسلامي، ولشخصية الرسول محمد. وقد صدر هذا الكتاب عن دار النشر البريطانية (فايكنج بنجوين) في 5/9/1988م، ويوم 14شباط عام 1989م أصدر مرشد الثورة الإسلامية في إيران (آية الله الخميني) فتوى تدعو إلى إهدار دم المؤلف بما نصه: (إنني أبلغ جميع المسلمين في العالم بأن مؤلف الكتاب المعنون (الآيات الشيطانية) الذي ألف وطبع ونشر ضد الإسلام والنبي والقرآن، وكذلك ناشري الكتاب الواعين بمحتوياته، قد حكّموا بالمـوت، وعلى جميع المسلمين تنفيذ ذلك أينما وجدوهم، كي لا يجرؤ أحد بعد ذلك على إهانة الإسلام ومن يقتل بهذه الطريقة فهو شهيد).
وبثت إذاعة طهران رسالة وجهها الخميني إلى مسلمي العالم جاء فيها (إنني أطلب من جميع المسلمين في العالم تنفيذ الإعدام سريعاً في الكاتب والناشرين في أي مكان في العالم لئلا يجرؤ أحد في المستقبل على الإساءة إلى الإسلام)
وفور صدور الرسالة انفجرت المظاهرات الشعبية التي عمت اغلب المدن الإيرانية تندد بالكتاب والكاتب كما اعتصمت جموع غفيرة أمام مبنى السفارة البريطانية في طهران فيما دعا وزير الخارجية الإيراني في 15/فبراير إلى عقد اجتماع طارئ لمنظمة المؤتمر الإسلامي لمناقشة قضية الكتاب.
من جانب آخر خصص (حسن صانعي) أحد العلماء البارزين في إيران مكافأة مقدارها 3 ملايين دولار لكل من ينفذ حكم الإعدام في سلمان رشدي، وكان من بين القرارات التي اتخذتها القيادة الإيرانية تجميد علاقاتها مع الدول الأوروبية التي سمحت بنشر الكتاب، وقد كلفها ذلك حسب ما ذكره احد المقربين من الحكومة ـ ملياري دولار أنفقتها إيران في وقت سابق لترميم علاقاتها بأوربا. وفي السابع من آذار من العام نفسه قطعت إيران علاقاتها مع بريطانيا ثم تابعت بقطع العلاقات مع دول أوروبا.
وقتها قامت الدنيا ولم تقعد ورفضت دول العالم كلها فتوى الخميني واعتبرتها دليلا واضحا على التخلف والتطرف والعنف، ولم تفتر همة الفتوى، ولم يتمكن (رشدي) لا هو ولا ناشروه أيضاً من الظهور بشكل علني إلا بعد وفاة الخميني، وعلى الرغم من أن مفعول تلك (الفتوى) مازال سارياً إلا أن ورثة آية الله العظمى لم يهتموا كثيرا بملاحقة (رشدي) والنيل منه.
المهم... أنهيت منذ فترة قراءة رواية (الخلل في الإسلام) تلك الرواية التي كانت قد صدرت قبل سنتين في كندا وأثارت ضجة، وهوجمت كاتبة الرواية بشدة من الكثيرين.
مؤلفة الرواية هي أرشاد مانجي وهي فتاة كندية مسلمة من أصول باكستانية، شاذة جنسياً، جريئة، استطاعت في روايتها التي تروي فيها سيرتها الشخصية أن تهاجم الإسلام دون شعور بالخوف، أو القلق، لا لتقلد أحداً حسبما قال بعض الذين قرؤوا الرواية، ولا لتحرز مكسباً ولكن لأنها أرادت أن تكتب ما انتابها وما أحست به تماماً، ولم تضع الخوف أمام عينيها وهي تخط روايتها، لم تخش مقص الرقيب ولا فتاوى الأئمة، ولم تتحفظ وهي تستطرد باحثة في سيرتها هي لا في سيرة أي أحد سواها.
وقد جعلني وصول أحمدي نجاد إلى السلطة لا شعورياً أخاف على أرشاد مانجي من فتوى مشابهة للفتوى التي صدرت بحق سلمان رشدي.
لست مع أي نصٍّ يتعرض بالسخرية أو الإساءة لأي دين، ولكن نص أرشاد مانجي لم يسخر ولم يهاجم الدين الإسلامي، هي كتبت وجهة نظرها، طبعا دون الرجوع إلى قاموس ثرٍّ من ألفاظ: هذا حرام الخوض فيه، وهذا لا يجوز التعرض إليه.
أخاف عليك يا أرشاد مانجي أقولها وأنا أغلق صفحات روايتك، وأتلذذ بالإصغاء إلى صوت بافاروتي وهو يغني.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت


.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر




.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي


.. شاهد: دار شوبارد تنظم حفل عشاء لنجوم مهرجان كان السينمائي




.. ربنا سترها.. إصابة المخرج ماندو العدل بـ-جلطة فى القلب-