الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كتاب مفهوم الإرهاب في القانون الدولي الحلقة 35

ثامر ابراهيم الجهماني

2014 / 4 / 26
دراسات وابحاث قانونية


خاتمة
يظهر لنا جلياً من خلال دراستنا التي بين أيديكم ، أن الإرهاب الدولي ليس جريمة بحد ذاته ، وفق مقاييس وقواعد القانون الدولي العام ، تبعاً لعدم تعريفه ، وعدم فرض العقوبات عليه بموجب القانون الدولي . ومن مبادئ القانون المعترف بها عالمياً أنه " لا جريمة ولاعقوبة ولا تدبير أمني إلا بنص قانوني " . كما أن هذا الوضع رسم له ليبقى كذلك حتى تبقى الدول الإرهابية – وعلى رأسها الولايات المتحدة – هي المتحكمة في فرض العقوبات أو بالأحرى إلصاق التهم وتجريم البريء على هواها . ولا تخضع هي أو من على شاكلتها تحت وطأة القانون . كذلك للتأكيد على فرض قراراتها على العالم مباشرة أو بشكل غير مباشر ، عن طريق هيئة الأمم المتحدة ، هذه المنظمة التي قامت لحفظ السلم والأمن الدوليين ، والتي أقرت بأن كل أعضائها متساوون . وكلهم يخضعون لقراراتها . فما بالك إن كانت لا تستطيع اتخاذ قرار انفرادي ، أو حيادي ، دون موافقة الولايات المتحدة الأمريكية ، والتي تستخدم سلاح الالتزامات المالية التي ترفض دفعها حتى وقت وضع هذه الدراسة قيد الطباعة . ومن جانب آخر فهي تستعمل حق النقض ( الفيتو ) في وجه أي قرار لا يتماشى مع مصالحها ، وخير مثال ما حدث مؤخراً في ترشيح العالم أجمع للأمين العام للأمم المتحدة الدكتور ( بطرس غالي ) لفترة ثانية . ورفضت الولايات المتحدة وكان لها ما أرادت دون العالم .
وجدنا سابقاً أن هيئة الأمم المتحدة تحاول جاهدة البحث عن تعريف موحد لظاهرة الإرهاب . لكنها لم تستطع الصمود في مواجهة هذه الظاهرة ، إلا بالشجب والاستنكار لكل أعمال الإرهاب وأساليبه وممارساته ، أينما ارتكبت وأياً كان مرتكبها ، بما فيها الأعمال التي تهدد العلاقات الودية بين الدول وتعرض أمنها للخطر .
نستطيع القول أن إيجاد تعريف للإرهاب الدولي متفق عليه عموماً سيسمح للعمل ضده ومكافحته . وبدون هذا التعريف فإن المكافحة لا يمكن أن تعطي ثمارها . فهل يعقل أن نكافح المجهول ؟ وهل يعقل أن نصل إلى العدل الإنساني ونحن لا زلنا لم نتفق بعد على المفهوم العام للعدل ؟ ومازلنا نشاهد الازدواجية في التعامل مع قرارات هيئة الأمم ، تبعاً لنظرة كل دولة نحو بعض المفاهيم ومنها الإرهاب . فالإرهاب في نظر الولايات المتحدة لم يزل هو مجموعة الأفعال التي يقوم بها الضعفاء ، والمناضلون ، ضد مصالحها – أي أمريكا – في العالم . أما موقف الدول الضعيفة فهو على العكس من ذلك .
أما الأمم المتحدة فتحاول تبني موقف معتدل بين الرأيين فتأخذ برأي الدول الضعيفة وتعتمده في نشراتها وأدبياتها ، في بعض الأحيان ، أما التطبيق فيكون وبكل تأكيد كما تريد أمريكا .
من نقطة أخرى لابد أن نؤكد على وجوب دراسة الإرهاب من كل جوانبه الاجتماعية والنفسية ، والعقائدية ....إلخ ، لما لذلك من فوائد جمة على تقليص القائمين به ، إن كانوا أفراداً أو جماعات . لأن ما يظهر لدينا جلياً أن الإرهاب المنظم يعود بصورة خاصة إلى خصوصية المجتمعات الاستهلاكية ونظام اقتصاد السوق ، والخصخصة كما في الولايات المتحدة واليابان ، وبعض الدول الأوروبية ، حيث أن هذه المجتمعات قد انهارت فيها كل القيم الإنسانية وأصبح الإنسان فيها مجرد آلة يعمل بنظام ميكانيكي لتحقيق أهداف هذه الأنظمة .
ولنأخذ لأنفسنا وللعالم أجمع قدوة ، ذلك البلد الصغير الذي لا يكاد يُعرف ألا وهو ( ( جزر القمر ) هذا البلد الذي لا يوجد فيه جهاز للشرطة ولا حتى شرطة تنظيم السير . وحتى شوارعه تخلو من الشاخصات المرورية . لنسعى جميعاً لتكون الأرض حديقة بلا سلاح ونقتدي بهذا البلد الصغير ، ونحميه بأفئدتنا وعقولنا ، فربما انتبهت أمريكا له ، فلن تتركه هانئاً....
خلاصة القول :
نؤكد بأننا لا نستطيع معالجة موضوع بهذه الخطوة إلا بإيجادتعريف جامع مانع يشمل كل الأفعال التي تهدد الأمن والسلم الدوليين . وكذلك الابتعاد الشامل عن الحساسيات والدوافع الذاتية لنصل إلى حقيقة موضوعية مجردة . لكننا نحن أبناء العالم الثالث كنا ولم نزل الهدف الأول للإرهاب ، بكل صوره وأشكاله . فلنسعى جميعاً لمحاربته والقضاء عليه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسائل إعلام إسرائيلية تتناول مخاوف نتنياهو من الاعتقال والحر


.. تونس.. مظاهرة في مدينة العامرة تدعو لاجلاء المهاجرين غير الن




.. إخلاء مركز للمهاجرين في تونس ومظاهرة لترحيلهم ورفض توطينهم


.. الأمم المتحدة: دارفور معرضة لخطر المجاعة والموت




.. آلاف الإسرائيليين يتظاهرون للمطالبة بإبرام صفقة تبادل فورية