الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دماء في عرس أنتخابي

محمد باني أل فالح

2014 / 4 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


تتصاعد حدة الاشتباكات السياسية بين القوائم الانتخابية مع قرب ساعة الصمت الانتخابي ليدخل الصراع مرحلة جديدة بعد التحول الخطير في سياسة بعض القوى والأحزاب في تصفية حساباتها مع خصومها السياسيين فكان التفجير المزدوج للمهرجان الانتخابي لكتلة صادقون خير دليل على ذلك والذي حدث بفعل هجوم انتحاري بسيارة مفخخة على مئات المواطنين الذين كانوا يحتشدون في مهرجان انتخابي عند أحدى مناطق بغداد وتشير الاحداث الى التخطيط المسبق للجريمة ومنها التصوير الذي كان يتابع السيارة المعدة للتفجير ثم تبني داعش للهجوم الانتحاري الذي اسفر عن عشرات الشهداء والجرحى من الابرياء الذين يدفعون ثمن تهور الساسة عندما ينحدرون الى قاع السفالة والانحطاط رغم الخطاب الرنان المفعم بالوطنية الملوثة بالحس الطائفي الذي يتوجهون به الى ناخبيهم بعد أن قسمت المناطق الانتخابية الى مناطق مذهبية وطائفية أفرزت شحن مذهبي وسياسي عزز مستوى الخلاف والتقاطع بين جميع مكونات الشعب حيث تتخندق الاحزاب في مناطق دون غيرها كلا حسب طائفته ومذهبه فكانت بذلك بداية لحملات انتخابية طائفية تروج لجماعة دون غيرها على نغم نيل الحقوق المستلبة والتهميش والاستهداف لشحذ الناخبين وسلب أرادتهم بشعارات طائفية مقيتة وخطاب تحريضي الهدف منه الترويج لبضاعة كاسدة وزرع الضغينة في نفوس أفراد المجتمع وكانت جريدة لافيجارو الفرنسية قد نشرت قبل أيام تقريرا عن دعم قائمة متحدون بقيادة أسامة النجيفي لعصابات داعش في العراق التي تبنت العديد من الاعمال الاجرامية في بغداد والمحافظات وكان أخرها حادثة جامعة الامام الكاظم ( ع ) بواسطة تفجير انتحاري مزدوج أدى الى سقوط عدد من الشهداء والجرحى هذا بالإضافة الى أحداث الفلوجة والدمار الذي عم جميع المناطق الغربية وسياسة حرب الموارد المائية وغرق قضاء أبو غريب بسبب العبث بالسدود المائية الامر الذي سينعكس سلبا على الواقع الانتخابي لتلك المناطق التي شهدت أعتصامات طويلة كانت سببا في تنامي عصابات داعش في الانبار وتناغم الخطاب السياسي لبعض القوى السياسية مع تلك العصابات التي مهدت الى قيام قوات الجيش بضرب مجاميع الزمر الارهابية في المناطق الغربية وحصول فجوة سياسية بين قائمة متحدون وأهالي الانبار وانعدام دورها هناك وانحسارها في مناطق الموصل مما أثار حفيظة رئيس القائمة وقيام سلسلة من التفجيرات الاخيرة التي تبنتها داعش والتي يأمل المنفذون لها الى زعزعة الوضع الامني وتقليل مستوى المشاركة في الانتخابات الداعمة للقوائم الشيعية بعد أن فشلت جميع المحاولات في تأجيل الانتخابات والتأثير على الوضع العام من خلال حرب الموارد المائية بعد فتح السدود على نهر الفرات في الفلوجة وإمكانية إغراق بغداد وتعطيل سير الانتخابات وقد باءت جميع تلك المحاولات بالفشل مما جعل بعض القوى الظلامية تفكر في هجمات انتحارية متلاحقة للتأثير في نفسية الناخبين وحثهم على العزوف عن المشاركة عبر استباحة دماء الابرياء ونشر الفوضى والخراب في المجتمع وما الدماء التي سالت في المهرجان الانتخابي لكتلة صادقون ألا دليل على فشل الفكر البعثي في اختراق القوائم الوطنية التي لها مواقف شجاعة وصادقة من قضايا العقيدة والمذهب بعد وقوفها سندا قويا لحماية المراقد المقدسة في سوريا وتقديم التضحيات الكبيرة من أجل ذلك وهو ما يدعوا بعض القوى والزمر الارهابية الى استهدافها في محاولة فاشلة للضغط عليها بالانسحاب لفك الحصار العسكري على قوى الارهاب المتشرذمة هناك في سورية وهو الحلم الذي ينبغي على داعش وغيرها من أحزاب التكفيري السياسي الاستفاقة منه ومعرفة حقيقة الايمان المطلق بالثوابت الاساسية لعقيدة بعض الكتل الوطنية في السير على طريق الشهادة من أجل أعطاء الاخرين رسالة واضحة أن لا تراجع في نهجنا عن المقدسات ولو تلون ذلك الطريق بدماء الشهداء فكانت تلك الدماء في ذلك العرس الانتخابي البرهان الصادق لغربان الشر ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موسكو تنفي اتهامات واشنطن باستخدام الجيش الروسي للكيماوي في 


.. واشنطن تقول إن إسرائيل قدمت تنازلات بشأن صفقة التبادل ونتنيا




.. مطالبات بسحب الثقة من رئيسة جامعة كولومبيا الأمريكية نعمت شف


.. فيضانات عارمة اجتاحت جنوب البرازيل تسببت بمقتل 30 شخصاً وفقد




.. بايدن أمام خيارات صعبة في التعامل مع احتجاجات الجامعات