الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خطورة القوى الاستطانية على امن الدول واستقلاليتها

كوسلا ابشن

2014 / 4 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


احتلال روسيا القيصرية لاجزاء من شمال شرق اوروبا واحتلال اسيا الوسطى وشمال القوقاز ( القرنين 18 و19 ) و للحفاظ على وجودها سترسم روسيا استراتيجية ديمومة الاحتال والتحكم في خيرات مستعمراتها , بتشجيع الحركة الاستطانية وخلخلة التركيبة السكانية للمستعمرات وتعزيز هيمنتها الاقتصادية والثقافية واللغوية واضعاف الحس القومي والثقافي لدى الشعوب الاهلية , وباندثار الحكم القيصري , وخصوصا مع نهاية العشرينات من القرن 20 , ستنتهج الدولة الروسية - السوفياتية نفس الاسلوب لترسيخ السيطرة الروسية وثقافتها ولغتها في جميع مناطق الاتحاد السوفياتي على حساب ثقافات ولغات الشعوب المنظوية للاتحاد .
الفعل الروسي (غرس الاستطان ) نهج استعماري عرفه التاريخ البشري منذ القدم , لكن باساليب و اشكال مختلفة واخطرها الاستعمار الاستطاني العروبي – الاسلامي الذي استهدف في مراحله الاولى عمليات النهب والقتل والاستعباد لينتقل الى مرحلة تجريد الشعوب ( الشرق اوسطية والشمال الافريقي ) من هوياتها القومية , بفرض الافيون القاتل وثقافة تدمير الوعي الذاتي و فتح المجال للاستطان الاستعماري العروبي لتخريب العمران ونهب خيرات الشعوب و نشر الفساد وتكريس ثقافة البدو في المجتمعات المتحضرة المحتلة واحلال هوية الاعراب محل الهويات المحلية .
نهاية الاستعمار العروبي و نيل الامازيغ لاستقلالهم لم ينهي هيمنة لغة الاستعمار و تعاليم الدمار الشامل ( الاسلام ) , بل كرسها الحاكم الامازيغي واستفاد منها لتخدير الامة الامازيغية و اخاضعها لسلطته , من دون الادراك للعواقب المستقبلية , التي لعب فيه الاسلام واللغة العربية الدور الحاسم في اعادة السيطرة الاستطانية العروبية السياسية والاقتصادية بتحالف الاستعمار الاوروبي واخضاع الامة الامازيغية للاضطهاد القومي والاجتماعي .
التجارب العالمية تأكد التشابه بين انظمة الاستعمار الاستطاني ومخلفاتها بعد اجبارها على الانسحاب من المناطق المحتلة , بكونها تتعمد ترك وراءها اشد قنابل فتكا بالبشر و المتمثلة في جرثومة الاستطان القابلة للانفجار في اللحظة المدروسة لزعزعة الاوضاع الداخلية للدولة المقصودة وافساح الفرص للتدخل الخارجي , فماحدث في الشمال الافريقي مع الاستعمار الاستطاني العروبي واسياده الاوروبيين , لا يختلف عما عرفته ( بلدان الاتحاد السوفياتي) بعد استقلالها سنة 1991 , وما نتج عن ذلك من اهتمام هذه الدول المستقلة بهوياتها الثقافية المحلية ولغاتها الاصلية واستقلالية اقتصادياتها, الفعل الاستقلالي بما فيها رسمية اللغات المحلية سيواجه بالفعل المضاد للاقليات الاستطانية الروسية الرافضة للاندماج في المجتمعات المحلية والمتخيلة احقيتها في الهيمنة والسيطرة والقيادة , الفعل الاستطاني سينتج توترات سياسية واقتصادية في هذه الدول , برزت بوادرها الاولى في دول البلطيق منذ 1990 , لتأخذ مسار اكثر خطورة في جورجيا , بظهور حركات انفصالية واقتطاع اجزاء من هذا البلد وتكوين دويلات مستقلة تابعة لروسيا , و حاليا تقاوم اوكرانيا الحركة الاستطانية الروسية المطالبة باقتطاع شرق البلاد والانضمام لروسيا , ونفس المشاكل والتوترات ستعيشها بعض دول اسيا الوسطى في المستقبل وخصوصا البلدان التي يتواجد على اراضيها الاستطان الروسي باعداد كبيرة .
تشكل الظاهرة الاستطانية اكبر تهديد للحركات التحررية في نضالها التحرري ضد الانظمة الاستعمارية , كما تلعب دور بارز في اعاقة التطور المستقل للبلدان المحررة , و خصوصا القوى الاستطانية من بقايا الوجود الاستعماري والمنتمية لثقافة التخلف ( الاسلام واللغة ) المهيمنة كما هو حاصل في شمال افريقيا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تعبئة رياضية وسياسية في مباراة تركيا | الأخبار


.. لماذا سيواجه الرئيس الإيراني صعوبة في إخراج بلاده من العزلة




.. فرنسا.. موعد مع الجولة الثانية للانتخابات التشريعية | #غرفة_


.. استشهاد عدد من عناصر الشرطة الفلسطينية أثناء تأمين منازل الم




.. نشرة إيجاز - وزارة الصحة بغزة: مجزرة في مخيم النصيرات