الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدعاية الانتخابية / 6 ... العبور من الديني الى الدنيوي

اسماعيل شاكر الرفاعي

2014 / 4 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


انتهت العلاقة بين اطراف العملية السياسية الى حالة انسداد ، ويشكل الانفتاح نقيضها .. ولكننا اصطفينا مفردة " العبور " للتدليل على ان الانفتاح يحتاج الى تخطي اطراف العملية السياسية لما احاطوا انفسهم به من مفاهيم ، وربما من اوهام ، تمترسوا خلفها ...
يتجسد العبور باستراتيجية عمل تلتزم بها كل التنظيمات السياسية العاملة في الفضاء السياسي للخروج من شرنقة الحزب او الطائفة والانفتاح على فضاء الوطن بتنظيماته المختلفة ، ذلك ان التغيير الذي ترفع شعاره عالياً كل الحركات والتنظيمات التي تشارك في المنافسة الانتخابية ، عمل لا يتحقق الا اذا كان وطنياً تمتد مساحة فعله لتشمل البلاد كلها ...
لهذا يمكن القول ان التغيير لا يتحقق من غير انجاز مرحلة العبور ، التي تبدأ اولى خطواتها بالنقد الذاتي العلني من قبل كل اطراف العملية السياسية لممارساتهم السياسية خلال فترة 2010 ــ 2014 .. يبدأ النقد بتحرير مفهوم السياسة مما لحق معناه من تشويه وذلك باعادة دلالته الاصلية اليه على انه نشاط يتركز على معالجة التحديات التي تواجه الدنيوي وليس الآخروي ، وتركيز انتباه المجتمع ــ وخاصة الشباب منه ــ على هذا المعنى تحديداً ...
يتضمن هذا التحرير بالضرورة الخروج من شرنقة المطلقات ، والاعتراف العلني بنسبية الحقيقة ، وهذا ما يقود الى قطع الطريق على المتاجرين بالدين ...
يجب يالضرورة ــ لأجراء تغيير حقيقي وليس شعاراتي للاستهلاك ــ ان يتضمن النقد الذي توجهه الاحزاب الى نفسها ، نقداً صريحاً لتجربتها في توظيف الدين في السياسة ، بعد ان كانت المرحلة الانتخابية السابقة هي مرحلة توظيف الدين في السياسة بامتياز ..
ولهذا نرى بان العبور الذي يسبق بالضرورة مرحلة التغيير هو عبور من المطلق الى النسبي ، من الديني الى السياسي ، ومن شحذ همم الناس للتركيز على اليوم الآخر الى شحذ الهمم للتركيز على ما يواجهه المجتمع من تحديات في هذه الدنيا ...
فالعبور السابق للتغيير يتضمن خطى لا يمكن القفز من فوقفها : خطوة نقد تجربة توظيف المذهب الديني في السياسة والتي تم فيها التركيز على حماية المذهب وحماية رموزه وهو ما قاد الى بعث الخلافات المذهبية التي قادت ــ في العراق وفي سواه من الاقطار العربية ــ الى تكوين الميليشات والى تراجع حضور الدولة ...
قدم هذا التوظيف غطاء كبيراً للارهاب ، اذ يعتمد الارهاب على تبشير مذهبي يعتمد آلية التأويل ذاتها : حيازته على صحيح الدين .. التي تبشر بها كل المذاهب ، وحكماً كل الاحزاب الدينية التي تدعي الدفاع عن طوائفها وصحيح مذاهبها .. وبما ان الناس لا يتخلون عن معتقداتهم الدينية بسهولة كما يحلم باعثوا النشاط الطائفي ومحركووه الاجتماعيون ، فأن هذا التوظيف سيقود ــ وقد قاد ــ الى اشاعة الخوف بين اعضاء الطوائف وبالتالي دفعهم الى نشاط ميليشيوي عسكري ، وهو فعل عمق الى حد بعيد من تشويه وتزييف معنى السياسة الذي من المفترض ان تنحصر دلالته بمعاني التداول السلمي للسلطة عن طريق الانتخابات وما تقرره الصناديق من نتائج ...
نعتقد ــ وهو مجرد اجتهاد شخصي ، وليس بالحكم النهائي ــ ان العبور مفهوم سياسي طالما هو يتعلق بممارسة سياسية مطلوبة وضرورية ، تتطلب هذه الممارسة الخروج بداية الى رحاب الوطن بنقد ذاتي يوجهه كل فصيل سياسي الى ممارسته للسياسة في الفترة السابقة .. واول هذه الممارسات هي الممارسة التي قادت الى تكوين المليشيات وتكاثرها نتيجة لتشويه معنى السياسة ، واذاً فان البدء بتحرير معنى السياسة شرط لازم من شروط القضاء على الارهاب : طالما ان مرحلة سنوات 2010 ــ 2014 كانت مرحلة مارست فيها الاحزاب تكتيك الدفاع عن طوائفها ، والذي أدى ــ كما تقول وقائع التجربة السياسية العراقية ــ الى تكاثر المجاميع الارهابية ، والى تصاعد ارقام عملياتها وتطورها النوعي ... لهذا نرى بان التغيير الحقيقي يبدأ بتحرير مفهوم السياسية مما لحق بمعناه من زيف كرسته السنوات العشرة العجاف الماضية التي تركز فيها النشاط التبشيري للاحزاب الاسلامية السنية والشيعية : على ان مهمة السياسي تتلخص في ارشاد الناس على تركيز جهودهم للعمل لما بعد الموت ، للحياة الابدية ونسيان حياتهم الطارئة على الارض ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة ايريك سيوتي عضو اليمين الفائز بمقعد البرلمان عن نيس|#عا


.. قراءة عسكرية.. محور نتساريم بين دعم عمليات الاحتلال و تحوله




.. تفعيل المادة 25 قد يعزل بايدن.. وترمب لا يفضل استخدامها ضد خ


.. حملة بايدن تتعرض لضغوطات بعد استقالة مذيعة لاعتمادها أسئلة م




.. البيت الأبيض: المستوطنات الإسرائيلية تقوض عملية السلام والاس