الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فلنرجم كلّ الفاسدين بإصواتنا

عبدالكريم الساعدي

2014 / 4 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


العراق بلد لاينقصه سوى الاخلاص والإدارة المبنية على أسس علمية ليكون في مصاف الدول المتقدمة ، لكننا نرى العكس من ذلك كلّه ، بلد في حالة يرثى لها ، وعلى عقود منصرمة والى يومنا هذا تعصف به كل ألوان الذل والاظطهاد ، ينخر جسده الموت المجاني ، الفساد على كل المستويات ، سرقات علنية وسرية ،انتهاك لحرية وكرامة الأنسان ، لانملك فيه أدنى مستوى للبنى التحتية ...والذي يدعى للعجب أننا نغرق في المأساة ، وآخرها الغرق في ( وحل الأمطار ) والفيضانات من جرّاء إغلاق سدّ الفلوجة ،ونحن نعيش بين مدّ الخنوع وجزر السخرية، نعرف الأسباب والمسببين ، ونكتفي بالنكات والتعليقات والسبّ والشتم ،وكأنها سلاحنا الوحيد في استرداد الحقوق، ونترك حبل المفسدين واللصوص على غارب راحتهم ، ولم نكتف بهذا ربما يصل الأمر بنا للصراع حول شخوص ومسميات ألبسناها لباس القداسة، وننسى الحقّ وأهله .بالأمس خرجنا نهلّل ونصفق فرحين بإنتخابهم وكررنا التجربة أكثر من مرة ، وسط الموت متحدين الأرهاب، ومرد ذلك أمّا لجهلنا أو لأنخداع الناس الطيبين بمعسول المواعيد والكلام، وإمّا لولاءات لانفقه من أمرها شيئاً ، وربما جمعتنا مصلحة الحزب أو العشيرة ، أو مصالح مادية ، أغلب المفسدين نحن انتخبناهم بإرادتنا، وبلا أدنى شك هم ينتمون الى الأحزاب والكتل نفسها مجرد تغيير الوجوه ... والآن وصلنا الى مرحلة ( كسر العظم ) فقد طفح الكيل ، فما العمل ؟ هل نكتفي بخنوعنا والتبجح بالنضال والجهاد ؟أين منجز الشهداء والسجناء ؟ أنعيش على سحر الأمنيات ؟ ونكتفي بالسخرية و( التصنيف ) على الظلم ؟والشعب يموت يومياً ألف موتة . و ( الظلم وحده لايكفي أن يصنع الثورة وإنما الآحساس بالظلم هو الذي يصنع الثورة ) وهذا ما جعلني أتساءل هل نحن فقدنا الأحساس بالظلم ، وتعودنا عليه حتى أصبح صفة ملازمة لنا ، وبالتأكيد من نتائج ذلك أننا ندور في فلك الخنوع ، وإلا ما معنى كل هذا السكوت أمام الأستهتار بحقوق الناس ؟ وكأننا نبارك للظالمين ظلمهم وللمفسدين فسادهم، و( بالعافية عليهم )، أنا لا أنكر جهاد الشعب العراقي ونضاله على مدى العقود الماضية، ولكن اتساءل ما هي نتائج تلك الدماء التي سالت على مذبح الحرية ؟ أمن أجل أن تنعم ثلة من المارقين بثروات البلاد، وكل ما أخشاه أن نتحول الى شعب يفقد وطنيته بمباركة الحاكمين وبطانتهم الذين قضوا أغلب حياتهم في أحضان الغرب والشرق ... وقد سمعت الكثير من الشباب العاطلين ، ومن الفقراء الذين نهشهم الجوع والمرض واليأس يرددون ما قاله الروائي ( عبدالرحمن منيف ) في روايته ( الأشجار واغتيال مرزوق ) : ( في هذا البلد .....المعادلة ببساطة ، اسرق ، اكذب ، ارتش، افعل كل شيء ثم تأكد إن الدنيا ستفتح لك أبوابها الكبيرة لتدخل كرجل مهذب ، محبوب مسموع الكلمة، وقد تصبح شيئاً آخر ، قد تصبح أكبر وأهم ما تتصور ومما تطمع به ، هذا العالم بحاجة الى نسف ، لو امتلكت قنبلة ذرية لما ترددت بإستعمالها ، لكن أشكر الله أني لاأمتلكها ) .
أمامنا فرصة كبيرة لتغير كل الوجوه النتنة والفاسدة من خلال رجمهم بأصواتنا في الثلاثين من نيسان القادم،ولتكن أصواتنا البركان الذي يزلزل عرش الطغاة وتنابلة السلطان ووعاظه واللامبالين بآلام شعبهم ومستقبله....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. النزوح السوري في لبنان.. تشكيك بهدف المساعدات الأوروبية| #ال


.. روسيا تواصل تقدمها على عدة جبهات.. فما سر هذا التراجع الكبير




.. عملية اجتياح رفح.. بين محادثات التهدئة في القاهرة وإصرار نتن


.. التهدئة في غزة.. هل بات الاتفاق وشيكا؟ | #غرفة_الأخبار




.. فايز الدويري: ضربات المقاومة ستجبر قوات الاحتلال على الخروج