الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف أفهمُ الثورة؟

علي لّطيف

2014 / 4 / 27
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


كيف أفهمُ الثورة؟



هناك فرق بين الثورة والإصلاح, الثورة تكون نتيجتها الرئيسية (إيجابية أو سلبية) اسقاط الطبقة الحاكمة واستبدالها بطبقة آخرى قامت بفعل (الثورة), أما الإصلاح فيكون تغيير طفيف أو ضخم في الطبقة الحاكمة. لا يمكن أن نسمي الإصلاح ثورة صغرى, ذلك لعدم وجود تغيير جذري طرأ على السلطة, الثورة كائن حي بحد ذاته, يمكن أن يكون شراً أو يمكن أن يكون خيراً في تأثيره, بحسب العوامل المحيطة به, وبحسب العوامل التي خلقته, أستخف بنفسي أنني كنت من اولئك الذين كانوا يعتقدون أن الثورة فعل مقدس, وأي شيء مقدس هو شيء جيد, لكن هذا غير جائز دائماً.

الثورة تقودها (النخبة الثقافية الثورية) لا (النخبة الإصلاحية), النخبة المذكورة أخيراً هي من النخبة التي كانت تحاول الإصلاح, أي تحاول الحفاظ على النظام الذي اُسقط, واعيين بهذا الفعل أم لا.

الثورة تكون شعبية, كلمة شعبية تعني أن غالبية الطبقة الغير الحاكمة شاركت في فعل (الثورة), وهذه الحشود تتزعمها قيادات اُختيرت بلاوعي الحشود عن طريق الحشود, هذه القيادات تكون من النخبة الثورية المثقفة إلا في حالات شاذة.

أي ثورة يسبقها حراك ثقافي, تسبقها محاولات عدة لتحشيد الطبقة الغير حاكمة, ويسبقها كذلك تكوينات نخبوية ثقافية واعية بكيفية القيام بفعل (الثورة), أي بمعنى آخر الثورة تسبقها أيديولوجية تقدمية لا أيديولوجية قبلية أو دينية أو رجعية.

الثورة فعل (عنيف) ضد عسكر الدولة لا ضد الشعب, وتختلف نسبة العنف من اصرار طبقة حاكمة للبقاء في السلطة على آخرى.

ليبيا عام 2011 :

ما حدث في ليبيا في عام 2011, يتناول محتوى واحد فقط من مفاهيم الثورة لديّ, وهو اطاحة طبقة بطبقة آخرى لم تحكم سابقاً.

أما باقي المفاهيم, فللأسف ما حدث في ليبيا في عام 2011, لم يتناول أيا منها, فقد قاد الثورة الإصلاحيون المنشقون من النظام مع كتلة من معارضي الخارج, وبلغ العنف أوجه الحرب الأهلية, لم توجد نخبة ثقافية تقدمية ثورية, بل كانت توجد نخبة رجعية تريد اعادة الملكية, ونخبة رجعية آخري تريد اعادة الخلافة.

هل ما حدث في ليبيا ثورة ناقصة؟ هل سُرقت الثورة؟ هل يجدر بنا تسميتها ثورة أصلاً؟ هل الثورة مراحل؟ هل الثورة في حالة ليبيا مستمرة؟ لا أظن أن أحداً يملك اجابة مقنعة على هذه الأسئلة. ما حدث ويحدث في ليبيا صعب التحليل, ليس الأمر مقتصراً على ليبيا فحسب, بل على كل بلدان الربيع العربي.

أظن أن ما نحتاجه اليوم هو تحليل كل ما حدث بكامل تفاصيله, ومحاولة الوصول إلى اجابة واضحة ومقنعة, ليس فقط لفهم ما حدث لغاية فينا, بل احقاقا منا للحقيقة بذاتها, كحقيقة مبنية على أسس منطقية وعلمية في التاريخ, وليست كحقيقة آخرى مشوهة كسائر تاريخنا المزيف المتناقض.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -قد تكون فيتنام بايدن-.. بيرني ساندرز يعلق على احتجاجات جام


.. الشرطة الفرنسية تعتدي على متظاهرين متضامنين مع الفلسطينيين ف




.. شاهد لحظة مقاطعة متظاهرين مؤيدون للفلسطينيين حفل تخرج في جام


.. كلمات أحمد الزفزافي و محمد الساسي وسميرة بوحية في المهرجان ا




.. محمد القوليجة عضو المكتب المحلي لحزب النهج الديمقراطي العمال