الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانتخابات..ورحلة الصيف الشاقة

عباس ساجت الغزي

2014 / 4 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


الانتخابات.. ورحلة الصيف الشاقة
رسالة قاسية بقساوة الاداء الفاشل للوزارات العراقية في فترة الحكومة الحالية, وقبيل عشية التصويت الخاص للانتخابات البرلمانية بسويعات, تؤكد كلام المرجعيات الدينية بضرورة التغيير وعدم اختيار الشخصيات التي ساهمت في تردي الاوضاع في العراق, وهي تنذر المواطن بعدم تكرار التجربة القاسية في سوء الاختيار, والتي اضاعت ( احدى عشر) سنة من عمر العراق, الذي عانى على مدى عقود بانتظار لحظات الفرج من بعد الشدة.
نعم.. هي رسالة قاسية في ليلة صيفية ريحها شرقية قاسية, في مرحلة من تاريخ العراق هي اشد المراحل قساوة للظروف الصعبة التي تمر بها البلاد ويموج فيها العباد بشدة الابتلاءات, فقد تزامنت هذه الرسالة الصعبة في القطع التام للتيار الكهربائي ليلاً عن مركز مدينة الناصرية مع حالة الارق التي يعشها المواطن الناصري وهو يتقلب على جنبيه لشدة التفكير بالحسابات المعقدة للمرحلة الانتخابية البرلمانية التي بدأت تدق اجراس انطلاقتها, وخوفاً من الوقوع بالخطأ الجسيم في سوء الاختيار والذي لا ينفع معه عض الاصبع ندماً.
ليلة كانت على اطفالنا كألف سنة من الصبر في حياتهم وهم يتألمون لشدة حرارة الجو, ولسع وقرص الحشرات المتنوعة التي لم تترك لنا اختيار سوى التحاف عباءات النساء لخفتها وبرودة قماشها, والحمد لله ان نجد بروفين المسك الجميل عطراً فيها يضاهي الشعور بنسمات الهواء الباردة, ولم نهتم لتلصص الجيران من الاشقاء, وكلمات العار الصباحية الشامة باننا كنا نرتدي عباءات النساء, لعلمنا بان للضرورة احكام, في بلد لا امان للمواطن فيه سوى التخفي من الحشرات التي تتطفل من اجل سرقة الدم ولحظات القيلولة وسعادة الشعور بجعلنا لكم الليل سباتاً.
ورغم تلك الرسالات القاسية بكل تفاصيل الحياة, كان همنا الوحيد ان نوفر الراحة لأبنائنا واخوتنا واحفادنا دون انفسنا لانشغالنا باللوم والحسرة والحرقة على السنين التي ضاعت من عمر الوطن, في التجارب المريرة والاختيارات الغير صائبة والاندفاع الغير موفق, نتيجة التسرع في اتخاذ القرارات والوقوع في الاخطاء الجسيمة بالحسابات, ولشدة صرخات التأنيب من النفس اللوامة التي تهز النفس البشرية بعدم تكرار الخطأ وهي تقض المضاجع بالتحذير.
صوتك مستقبلك.. لغد مشرق, وهو امانة في عنقك, فيه تتحقق الموازين ومنه تكون المعادلة الصائبة في حسن الاختيار, عليك ان تتذكر كل معاناة السنين وتتخلص من كل الاخطاء السابقة وتبعاتها وتركتها الثقيلة, وان تعيد لنفسك هيبتها في نيل حقوقك الكاملة, بتوجهك الى صناديق الاقتراع وغمس اصبع الامل في صبغة الحرية والديمقراطية البنفسجية, لتعلن ان الوطن للجميع وان صوتك مسؤولية, واعلم بان من ينتخب المسؤولون الفاسدين هم المواطنون الذين لا يدلون بأصواتهم.
عباس ساجت الغزي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تركيا: السجن 42 عاما بحق الزعيم الكردي والمرشح السابق لانتخا


.. جنوب أفريقيا تقول لمحكمة العدل الدولية إن -الإبادة- الإسرائي




.. تكثيف العمليات البرية في رفح: هل هي بداية الهجوم الإسرائيلي


.. وول ستريت جورنال: عملية رفح تعرض حياة الجنود الإسرائيليين لل




.. كيف تدير فصائل المقاومة المعركة ضد قوات الاحتلال في جباليا؟