الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحياه الحزبيه في مصر بين الماضي والمستقبل

عبد صموئيل فارس

2014 / 4 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


الجذر المصاب بالجمود والذي اصابه التعفن من الفساد كيف ينبت لك ثمرا ؟ وان كانت هناك ثمره فبديهي ان تكون مصابه بنفس الداء فهي فاسده هكذا هو الحال وهذه نتيجة الثمار التي نجنيها اليوم في الحياه السياسيه الحزبيه في مصر في تلك المرحله الهامه من تاريخ الوطن والتي تتصارع كافة القوي لركوب الموجه الثانيه من ثورة الشعب

بعد اتقلاب يوليو 52 برعاية الاخوان المسلمين تم تدمير الحياه السياسيه والحزبيه في مصر من كافة النواحي وهو ما سنتطرق اليه بعد ان نقارن بين ماقبل 52 وما بعدها ففي الفتره شبه الليبراليه من 1919 الي 1952 كانت الحياه الحزبيه تتسم بالتعدديه والانفتاح فقد شكل دستور عام 1923 إطاراً دستورياً وقانونياً للحياة السياسية فى هذه المرحلة بشكل عام، وللحياة الحزبية والنيابية بشكل خاص حيث ساد البلاد مناخ ليبرالى اتسم باحترام الحقوق والحريات المدنية والسياسية، وفى مقدمتها حرية التعبير، وتكوين الأحزاب والجمعيات.

ورغم تزايد عدد الأحزاب التى تم تأسيسها، وتباينها من حيث التوجهات والأهداف وتشعب انتماءاتها، فإن الممارسة العملية أظهرت أن النظام الحزبى أنذاك غلب عليه سيطرة حزب واحد قوى تمتع بشعبية كبيرة، هو حزب الوفد فى ظل تدخل مستمر من جانب " القصر" باتجاه تزوير الانتخابات لصالح أحزاب الأقلية، وانتهاك الدستور، مما أدى إلى شيوع الصراعات الحزبية، وعدم الاستقرار الوزارى ومن ثم السياسى.

وفي هذا الشأن ، يشير البعض إلى وجود "سيناريو" عام للأزمة طيلة تلك المرحلة تمثل فى وصول الوفد إلى السلطة عقب انتخابات حرة، تم دخول الوفد فى صدام مع القصر، أو الإنجليز أو كليهما، فيقيل الملك الوزارة، ويكلف أحزاب الأقلية بتشكيلها، فتؤجل تلك الأخيرة انعقاد البرلمان ذى الأغلبية الوفدية، فيحل الملك البرلمان، وتجرى انتخابات جديدة تُزيف لصالح الأقلية، فيقوم الوفد بسلسلة من الإضرابات الجماهيرية، مما يدفع الملك إلى إجراء انتخابات حرة يعود بعدها الوفد إلى الحكم .

ويمكن تصنيف الأحزاب السياسية التى ظهرت خلال هذه الفترة إلى خمس مجموعات رئيسية هى:
الأحزاب الليبرالية: وهى تشمل حزب الوفد الذى استمد تسميته من الوفد المصرى الذى تشكل عام 1918 عن طريق الوكالة الشعبية للمطالبة باستقلال مصر، إلى جانب الأحزاب المنشقة عليه ، وهى الأحرار الدستوريين (1922)، والحزب السعدى(1937)، وحزب الكتلة الوفدية( 1942).
الأحزاب الاشتراكية: ومنها حزب مصر الفتاة (1933)، والذى أصبح يسمى فيما بعد بالحزب الاشتراكى، وعدد من التنظيمات اليسارية مثل حزب العمال الاشتراكى الشيوعى، والحزب الشيوعى المصرى( 1922)، وحزب الفلاح المصرى، والحركة الديمقراطية(1947).
أحزاب السراى "الأحزاب الموالية للملك": وهى حزب الشعب، وحزب الاتحاد الأول، والثانى .
الأحزاب النسائية: وهى حزب بنت النيل السياسى ، والحزب النسائى الوطنى ، والحزب النسائى السياسى.
الأحزاب والجماعات الدينية: وهى الإخوان المسلمون ، وحزب الله ، وحزب الإخاء، وحزب الإصلاح الإسلامى .

مرحلة مابعد 52 اتصفت بالحزب السياسي الواحد
بدأت هذه المرحلة باتخاذ مجلس قيادة الثورة عدة إجراءات فى سبتمبر عام 1953، كحل الأحزاب السياسية القائمة، وحظر تكوين أحزاب سياسيه جديده، وبذلك انتهت مرحلة التعدديه الحزبيه، وبدأت مرحلة جديده اتسمت بالاعتماد بصفه رئيسيه على التنظيم السياسى الواحد، حيث تم تأسيس تنظيم "هيئة التحرير" فى يناير عام 1953م ، وتم إلغاؤه، وتأسس بعد ذلك تنظيم "الاتحاد القومى" فى عام 1956، ثم "الاتحاد الاشتراكى العربى" فى عام 1964 كتنظيم سياسى شعبى جديد يقوم على تحالف قوى الشعب العاملة بدلاً من الاتحاد القومى.

مرحلة التعددية الحزبية المقيدة من عام 1977- 25 يناير 2011.
جاءت هذه المرحلة بعد فترة من سيادة التنظيم السياسى الواحد خلال الفترة من عام 1953 وحتى عام 1976، وقد شكل دستور عام 1971، وقانون الأحزاب السياسية رقم 40 لسنة 1977 بتعديلاتهما المتتالية، الإطار الدستورى والقانونى لهذه المرحلة التى بدأت إرهاصاتها الأولى مع قرار الرئيس السادات فى مارس عام 1976 بقيام ثلاثة منابر حزبية فى إطار الاتحاد الاشتراكى تمثل اليمين والوسط واليسار، ثم تحويلها فى 22 نوفمبر من نفس العام إلى أحزاب سياسية كانت النواة الأولى للتعددية الحزبية المقيدة فى عام 1977

مرحلة ما بعد يناير كان بديهيا ان تظهر بهذا الشكل نتيجة نسف الحياه الحزبيه من يوليو 52 الي الان فما نراه هي مرحلة فوضي فلا كوادر سياسيه ولا تنظيمات شبابيه مترابطه ما يحرك مصر في خلال تلك المرحله هو الرأي العام القوي داخلها الذي تكون بفعل التطور في وسائل الاتصال والتكنولوجيا الحديثه

لذلك لن تجد حزبا قويا سيصمد لعوامل كثيره منها النرجسيه والانكفاء علي الذات وصراع المصالح وقلة الموارد والتخبط في القرارات السياسيه الي جانب سوس التيارات المتشدده التي تتمدد وتنتشر داخل الاحزاب المدنيه بعد فشلها في تجربة الحكم وهو ما يجعل نظرة الشعب لتلك الاحزاب نظرة ريبه الي جانب ان الدوله بمؤسساتها لم تتكيف الي الان

مع فكرة وجود احزاب فقد تربت وتعاملت مؤسسات الدوله طوال 60 عاما مع فكرة الحزب الحاكم الواحد الذي يترأسه رأس الدوله وحاكمها غير ذلك هي رافضه الي الان لفكرة التعدديه الحزبيه وتقف في مواجهتها وما سيأتي بعد الانتخابات الرئاسيه هو شبيه بذلك فالرئيس القادم سيتخذ لنفسه حزبا سياسيا من داخل البرلمان القادم سيتم تكوينه بمجموعة تحالفات

اما باقي الاحزاب فالرؤيه لها واضحه تماما لن تتخطي دور الكومبارس ولن تكون هناك حياه حزبيه قويه في مصر قبل عشر سنوات قادمه فالامل في جيل الشباب القادم من رحم الثوره بنقاءه الذي ستساعده اجواء التغيرات السياسيه في فهم كيف تدار اللعبه وكيف يتعامل معها فقد شاخت الدوله الي الحد الذي لن تستطيع معه مجاراة المستقبل في محاولة البقاء لآدارتها الكلاسيكيه للحياه السياسيه في مصر

مراجع
الهيئه العامه للاستعلامات
ارشيف ذاكرة مصر المعاصره








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السيسي يحذر من خطورة عمليات إسرائيل في رفح| #مراسلو_سكاي


.. حزب الله يسقط أكبر وأغلى مسيرة إسرائيلية جنوبي لبنان




.. أمير الكويت يعيّن وليا للعهد


.. وزير الدفاع التركي: لن نسحب قواتنا من شمال سوريا إلا بعد ضما




.. كيف ستتعامل حماس مع المقترح الذي أعلن عنه بايدن في خطابه؟