الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ألربيع ألعربي – الفُرصة الضائعة للطبقة العاملة .

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

2014 / 4 / 27
ملف الأول من أيار 2014 - تأثيرات الربيع العربي على الحركة العمالية وتطورها عربيا وعالميا


ألربيع ألعربي – الفُرصة الضائعة للطبقة العاملة .
بعد أن بلغ اليأس بالفقراء والمُهمشين ، العمال وصغار الكسبة ، الموظفين والطلبة ، مبلغا لم يعُد لهم به ما يخسروه ، سوى قُيودهم ، بؤسهم ، فقرهم ،إضطهادهم وقمعمهم من "أسياد " السلطة والمال ، هبّوا مُنتفضين ودفعوا أغلى ما يملكون لينالوا عيشا حرا ، كريما وإنسانيا .
كتبتُ وما زلت مقتنعا بما كتبتُ ،بأن الجماهير لقّنت "قياداتها " المُفترضة درسا قاسيا في القيادة ، فبدل أن تقود هذه الأحزاب التي تدّعي تمثيل الطبقة العاملة ، الجماهير ، تذيلت هذه الأحزاب النضال بدل أن تكون في الصفوف الأمامية .
ويعود إذدناب "الطليعة الثورية " ، في مؤخرة العمل الثوري الجماهيري ، بعد أن كانت في الطليعة سابقا ، لعدة أسباب ، نذكر أهمها كما نظن ونعتقد . وهي في المُحصلة عوامل ذاتية وعوامل موضوعية .
أولا : تعرضت هذه الأحزاب لحملة قمع مُمنهجة من جلاوزة الأنظمة ، والذي "قضى " على تواجدها بين الجماهير .
ثانيا : سياسات منظومة الدول الإشتراكية والتي فضّلت التحالفات مع الأنظمة الحاكمة ، وعلى حساب الأحزاب الشيوعية . مما أدى إلى أن أصبحت هذه الأحزاب "تُفضل" مصلحة الإتحاد السوفييتي وتتماهى مع سياساته ، تُفضلها على رؤيتها لواقع الطبقة العاملة في بلدانها .
ثالثا : الإخلاص لقوالب فكرية وتبني أنماط عمل جاهزة ، لا تُلائم بالضرورة ،الواقع المحلي .
رابعا : ألتّزمُت التنظيمي ، وخنق أجواء التفكير الحر بين كوادرها ، مما أدى إلى تشظيها وإنقسامها على نفسها ، ومع ذلك يدعي كل قسم بأنه الثوري الحقيقي ، أما الأخرون فإنهم إنتهازيون تحريفيون .
خامسا : تقديس القيادات والنهج الذي نهجته ، وإضفاء صفة "العصمة " عليها .
سادسا : التحالف والشراكة الشكلية في "حُكومات " النظام ، مما أضفى شرعية على كل موبقات النظام ، وتحمل هذه الاحزاب مسؤولية عن أعمال هذه الحكومات ، دون أن يكون للاحزاب دور يُذكر في تحسين أوضاع الطبقة العاملة في بلدانها ( الشراكة مع البعثين السوري والعراقي أضرت بالأحزاب الشيوعية ).
سابعا : الإستعلاء على الجماهير والإدعاء بأن هذه الأحزاب تعرف مصلحة الجماهير أفضل من الجماهير نفسها . مما أدى في النهاية إلى خلل كبير في التواصل بين الجماهير "ونُخبها " .
ثامنا : إنهيار منظومة الدول الإشتراكية ، والتي كانت الضربة القاضية( تقريبا) للأحزاب العمالية والاشتراكية العربية .
ويتضح بأن القطيعة مع الجماهير تركت فراغا في ساحة العمل السياسي ، ملأته قوى مُناهضة للتغيير الثوري ، من شاكلة أحزاب الإسلام السياسي والتي تُجيد لعبة السياسة وتجنيد الجماهير بشعارات بسيطة وساذجة ، لكنها تدغدغ عواطفها .
ومما ذُكر سابقا ، ورغم الحالة الثورية الرائعة ، التي تعيشها الجماهير العربية ومن ضمنها الطبقة العاملة ، والتي تجلت في الربيع العربي ، لكن وبغياب قيادة ثورية ، فالذي "يقود " هذه الحالة الثورية ، هو الأكثر تنظيما والأكثر إلتصاقا بالجماهير ، وهذا ما حدث على أرض الواقع .
إن مُحصلة الربيع العربي كانت إستبدال فكر إستبدادي قمعي ، بفكر أخر لا يؤمن بالتغيير الثوري ولا بالصراع الطبقي .
لقد كانت أمام الطبقة العاملة ، لو كان لديها طليعة ثورية ، فرصة للتغيير !!
لكن الربيع العربي ما زال الفرصة الضائعة والتي لن تعود ،إلا إذا تنظمت الطبقة العاملة ، في تنظيم طليعي من نوع جديد .
فالأحزاب القديمة ، وعلى ما يبدو ، قد لفظت أنفاسها الأخيرة ، منذ أمد بعيد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ألعزيز فارس فارس
قاسم حسن محاجنة ( 2014 / 4 / 27 - 15:07 )
تحياتي وخالص شكري

نعم وفي الحقيقة لم تتكون طبقة عاملة (بروليتاريا )
لكننا لا نستطيع إغفال تشكل نواة طبقة عاملة
في المجتمعات العربية
مودتي


2 - الربيع العربي
فؤاد النمري ( 2014 / 4 / 28 - 08:31 )
نا لا أرى الربيع العربي صراعاً طبقياً بل تضامناً طبقياً
الربيع أزهر في الجملكيات فقط وليس في الملكيات وكنت قد كتبت عن ذلك في الحوار بتاريخ 14/ 2 / 011

انهار مشروع البورجوازية الوطنية في شتى أنحاء العالم لأن الثورة الاشتراكية العالمية كانت قد بدأت بالإنطفاء كما بدا ذلك واضحا في نكسة 67
إذاك تسنى الأمر في بلدان البورجوازية الوطنية المهزومة لعصابات ن الأوغاد أن تختطف السلطة من أمثال الهواري بومدين وحافظ الأسد وصدام حسين وأنور السادات وعلي عبدالله صالح وحسن البشير وبن علي
هؤلاء الأوغاد هم زعماء عصابات ليست من الشعب ولا تمثل الشعب بشيء
عملت على قهر الشعب واستغلالة لامتيازاتها بموافقة السوفيات أعداء الاشتراكية
ثلاثين عاما والشعوب تحت هذه العصابات تتخلف وتجوع حتى انفجرت بالانتفاضة أخيراً
مختلف الطبقات ساهمت بالانتفاضة اشباه الرأسماليين قبل العمال والفلاحين ولذلك هي بعيدة كل البعد عن الصراع الطبقي

حكم العصابات لم يتواجد في الممالك ولذلك في مملكة كالبحرين لم يطالب الشعب باسقاط النظام بل بالاصلاح وكذلك في مملكة الأردن


3 - شرفتني أستاذ فؤاد
قاسم حسن محاجنة ( 2014 / 4 / 28 - 09:44 )
شكرا لك للقراءة والتعقيب
أتفق معك بأنها عصابات حكمت بأسلوب ملكي استبدادي وقضت على كل شكل من أشكال التطور الاجتماعي الطبيعي .
لكن ليست الملكيات بأفضل من الجملكيات ، لكنها -أعقل - .
شكرا مرة أخرى

اخر الافلام

.. لأول مرة منذ 7 عقود، فيتنام تدعو فرنسا للمشاركة في إحياء ذكر


.. غزيون عالقون في الضفة الغربية • فرانس 24 / FRANCE 24




.. اتحاد القبائل العربية في مصر: شعاره على علم الجمهورية في ساب


.. فرنسا تستعيد أخيرا الرقم القياسي العالمي لأطول خبز باغيت




.. الساحل السوداني.. والأطماع الإيرانية | #التاسعة