الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يستحق العراق قائد أفضل من المالكي ج3

عصام عبد الامير

2014 / 4 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


هل يستحق العراق قائد أفضل من المالكي ج3
منذ تأسيس الدولة العراقية ولحد الأن لم يشهد تأريخ هذا البلد تحول وتغيير نوعي كيفي في حياة المجتمع السياسي ألا وكان بفعل قوة خارجية فكل ألثورات والأنتفاضات الشعبية والجماهرية التي حصلت في العراق ما بعد سقوط الدولة العثمانية لم تسفر ولم تنتج تغيرا جوهريا في طبيعة النظام السياسي السائد في حينها بل كانت تؤدي الى تحولات شكلية وهامشية في سير الأحداث كما حصل في ثورة العشرين ولنأخذ الأمثلة على ذلك أولا أن تأسيس الدولة العراقية الحديثة وقيام المملكة العراقية وأخراج ألأستعمار العثماني من العراق كان بفعل دخول الأنكليز وأحتلالهم للعراق في الحرب العالمية ألأولى ولم يكن بفعل شعبي وجماهيري أي بأرادة داخلية نابعة من ذات المجتمع ثانيا أسقاط النظام الدكتاتوري وتصفية الدكتاتور صدام حسين كان على أيدي الأمريكان بعد أحتلالهم للعراق في عام 2003 وليس على أثر ثورة شعبية أو حركة مسلحة داخلية
وقدمت هذين النموذجين في الحدث السياسي العراقي بأعتبارهم أهم تحول شهده العراق على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والأجتماعية أما بالنسبة للحركات السياسية الداخلية التي أدت دورفي صنع الحدث السياسي أو حاولت فعل ذلك طلبا لتغيير الواقع نحو الأفضل فهذه الحركات الداخلية نوعان ألأول هو من النوع الذي يتحرك ضمن الدائرة المرسومة من قبل العامل الموضوعي الخارجي وداخل حلبة الصراع الأقليمي والدولي والذي لايسمح له بتخطي الخطوط الحمراء المرسومة له ومثال على ذلك حركة بكر صدقي 1936 ثورة مايس 1941 حركة الشواف عام 1959 أنقلاب شباط 1963 وأخرها أنقلاب 17 تموز 1968 وفي هذه الأمثلة الأنفة الذكر الجميع يعلم وبالتوثيق والدلائل كيف كان للعامل الخارجي الدور المحوري في خلق الحدث وتحديد مساره بالشكل الذي يخدم مصالحه وبالنتائج التي تصب في صالح الطرف القوي والمنتصر من تلك الأطراف الأقليمية والدولية
أما النوع الأخر من تلك الحركات الذاتية والنابعة من صميم الواقع العراقي والتي حاولت أن تخرج من دائرة مصالح العامل الموضوعي الخارجي وتحقق أرادة الناس في الحرية والتقدم فقد تم أحتواء هذه الحركات من قبل القوى الخارجية وأمتصاص أثارها وتغيير أتجاه فعلها وبالتعاون مع البعد الظلامي في تركيبة الذات العراقية الى مسار أخر أعادها مجددا الى حومة المصالح الغريبة عن الأرادة العراقية الخالصة وهذا النوع من الحركة يتمثل في ثورة 14 تموز عام 1958 وبالتحديد روحية ونفس عبد الكريم قاسم هذا الذي عفى عن من كانوا يريدون قتله
أن قيادة عبد الكريم قاسم للعراق بعد الثورة وعلى الرغم من كل الأخطاء التي رافقتها ألا أنها مثلت الذات العراقية الأصيلة التواقة للحرية النفس الطيب المحب للفقراء الشاعر للألام المعذبين والمحرومين من الحياة الكريمة كان الأحساس بالأطفال وأحتياجاتهم بالتعليم والصحة والرعاية كانت تلك الذات العراقية المحبة للسلام هاجسها السكن للمواطن الصحة والتعليم والعمل والرفاهية للجميع الروح العراقية الوطنية التي لا تفرق ما بين أنسان وأخر رجل وأمرأة مسلم ومسيحي الطوائف والقوميات كلها سواسية الوطن للجميع والمواطنون متساوون في الحقوق والواجبات
حين بزغت شمس الذات العراقيية وتفجرت طاقاتها شهد الجميع كيف حصلت النهضة وفي فترة قياسية وعلى كافة المستويات وبأمكانات ذاتية عمران وبناء قوانيين في صالح الوطن والمواطن تعبيد الطرق وبناء المدارس والمستشفيات وكما ذكرنا تم أحتواء هذه الحركة من قبل القوى الأستعمارية وبالتعاون مع بعض الفئات الداخلية التي تضررت من عملية الأصلاح والتجديد في العراق
في المشهد السياسي العراقي الحالي الصورة واضحة للجميع تم أسقاط نظام صدام حسين من قبل الأمريكان في الوقت والظرف الذي هم أختاروه ووظعوا قواعد اللعبة السياسية وما يسمى بالعملية السياسية وشجعوا الأطراف الطائفية السياسية وفتحوا الأبواب للتدخل الأيراني وغضوا الطرف عن دخول المجاميع الأرهابية الى العراق وتم تقسيم العراق على أسس واهية وقاموا بتغذية النزعات الطائفية والقومية المتطرفة وأن هؤلاء الذين يحكمون الأن وعلى رأسهم رئيس الوزراء نوري المالكي وكل أحزاب الأسلام السياسي سواء كانت شيعية أم سنية أو شخصيات تعزف على الوتر الطائفي المدمر للشعب والممزق لوحدته رضيت لنفسها أن تؤدي الدور المناط بها وتنفذ أستتراجية أميركا في تمزيق ليس العراق فحسب وأنما المنطقة بأسرها على أسس طائفية ودينية وقومية من أجل أبقاء المنطقة الغنية بالثروات ضعيفة وممزقة ومسلوبة الأرادة وأمام الشعب العراقي خيارات في الأنتخابات بعد يومين أما أن يلغي هذه المعادلة المفروضة من قبل الخارج موضوعيا ومن قبل الوجه البائس من تأريخنا ذاتيا وأن يكسر هذا الأستقطاب الطائفي بأختيار أناس وطنيين ومعروفين بالنزاهة والكفاءة وبذلك تتحرر الأرادة وتعبر الذات العراقية عن أصالتها في الحرية والتنوير وأما أن نستسلم للمعادلة التي ذكرناها قبل قليل وبذلك لن يكون هنالك أفضل من المالكي قائد يستحق الشعب العراقي أن يقوده








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ريبورتاج: الرجل الآلي الشهير -غريندايزر- يحل ضيفا على عاصمة


.. فيديو: وفاة -روح- في أسبوعها الثلاثين بعد إخراجها من رحم أم




.. وثقته كاميرا.. فيديو يُظهر إعصارًا عنيفًا يعبر الطريق السريع


.. جنوب لبنان.. الطائرات الإسرائيلية تشن غاراتها على بلدة شبعا




.. تمثال جورج واشنطن يحمل العلم الفلسطيني في حرم الجامعة