الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الترجمة العربية لرواية ثيودور هرتسل - أرض قديمة، جديدة - ونقض الأدب الفلسطيني لها .. الكاتب أ.د. عادل الاسطة

أبو زيد جموضة

2014 / 4 / 28
الادب والفن


نّظم المنتدى التنويري الثقافي الفلسطيني " تنوير " في نابلس حوارا ثقافياً بعنوان: " الترجمة العربية لرواية ثيودور هرتسل " أرض قديمة جديدة " ونقض الأدب الفلسطيني لها: كنفاني وحبيبي ودرويش" تحدث فيها أ.د. عادل الاسطة، المحاضر في الأدب المقارن في جامعة النجاح الوطنية.
وأدار الحوار المهندس عمر شيخة عضو اللجنة الثقافية في المنتدى التنويري الذي أشاد بدور المنتدى الثقافي لطرح المواضيع الثقافية والفكرية الجادة التي تهم القضية والشعب الفلسطيني والأمة، ثم أشاد بدور المتحدث الضيف د. الاسطة لدوره الثقافي في إماطة اللثام عن الأفكار التنويرية للكثير من الأدباء والمفكرين الفلسطينيين والعرب بطريقة جميلة سلسة مما استدعى الكثير من الجامعات العربية دعوته لشرح أفكار كنفاني وجبرا ودرويش والنواب وغيرهم. ثم طالب شيخة الحضور قراءة الأدباء والمفكرين الفلسطينيين لإبقاء وهج ثقافة المقاومة الوطنية الانسانية متقدا.
أما المحاضر د. عادل الاسطة فقد توقف أمام الترجمة العربية لرواية الأب الروحي للصهيونية ( ثيودور هرتسل ) " أرض قديمة، جديدة " وأشار الى التزييف الذي آلم بها، وهو تزييف بالصورة، فقد ُألحقت بالترجمة صور عديدة في ثلاثة وثلاثين صفحة تقريبا، وكانت الصور هذه تقوم على ابراز ما كانت عليه فلسطين قبل مجئ الصهيونية اليها، وما غدت عليه بعد عشرين عاما من قيام دولة إسرائيل.
وأما التزييف فيكمن في أن المترجمين ووجهة النشر لم تدرج صور مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في المنافي من ناحية، وصور أخرى لما آلت إليه يافا أبرز المدن الفلسطينية المزدهرة قبل العام 1948، حيث ازدهرت تل أبيب على حساب عمار يافا، فعمار الأولى أدى الى خراب الثانية، كما أن سعادة اليهود قامت على أنقاض ممتلكات الفلسطينيين، وتعاستهم .
أتى المحاضر على رد غسان كنفاني في روايته " عائد الى حيفا " ( 1969 ) على الرواية الصهيونية، ورأى أن الفلسطينيين لو ظلوا في فلسطين لجعلوها أفضل بكثير مما جعلها عليه اليهود. وقال ان المعجزة التي يتحد عنها اليهود شيئ مبالغ فيه، وأنهم أرادوا أن يقولوا لنا، حين فتحوا لنا الحدود: أنظروا نحن أفضل منكم، ونحن من يستحق هذه الأرض لا أنتم. كنفاني رأى أن اليهود حلوا مشكلتهم على حساب الفلسطينيين. لقد عالجوا الخطأ بالخطأ.
وتوقف المحاضر الاسطة أيضاً أمام إميل حبيبي وروايته " المتشائل "، وقد ذهب حبيبي الى مذهبا مختلفا عن كنفاني، فقد رأى من عمَّر دولة إسرائيل هو الأيدي العاملة العربية التي بقيت في مدنها وقراها في العام 1948، ثم لاحقا الأيدي العربية القادمة من الضفة والقطاع، فهؤلاء هم من عبدوا الشوارع وزرعوا الأشجار وبنوا المباني .
الكاتب الثالث الذي توقف أمامه المحاضر هو الشاعر محمود درويش في قصيدته " طللية البروة " التي كتبها في سنواته الاخيرة.
وقال المحاضر: ان درويش يختلف في رده على الرواية الصهيونية عن كل من كنفاني وحبيبي، فهو يريد بلاده كما كانت، وقد كان مسرورا بها، لا يريد المصانع الحديثة، ولا الشوارع مسفلته. انه يريد البروة قريته، كما مازالت في ذاكرته: قرية بسيطة هادئة، فمن قال أن المصانع الحديثة تجلب له السعادة .. الخ
ويقاطع الصحفيُّ أغنيتي الخفيَّة : هل
ترى خلف الصنوبرة القوية مصنع
الألبان ذاك؟ أقول كلاّ. لا
أرى إلا الغزالة في الشباك.
يقول : والطرق الحديثة هل تراها فوق
أنقاض البيوت؟ أقول كلاّ. لا
أراها, لا أرى إلا الحديقة تحتها,
وأرى خيوط العنكبوت..

في نهاية الجلسة أشار بعض الحضور الى نظرية الاستعمار أنها لم تكن من ابتكار هرتسل، بل من ابتكار الأوروبيين الذين ابتدعوها لاستعمار العالم الثالث، وقد تقمص الشخصية الأوروبية ثم اقتبس جل عباراته من دعاة الاستعمار الامبريالي. ثم أبان آخرين عن منهجية الحركة الصهيونية في إبراز صورة اليهودي الفقير المحطم في اوروبا والذي يصبح قائدا وثيرا بعد هجرته إلى فلسطين، وهذا المنهج تستخدمه الماكينة الإعلامية للحركة الصهيونية لتشجيع اليهود للهجرة لفلسطين لان حياتهم تغدو فيها أفضل من حياتهم في المنفى.
ورأى البعض على جذرية رد كنفاني ودرويش على الرواية بأن الشعب الفلسطيني لوترك حرا لأبدع، أما رد حبيبي فكان توفيقيا، لأن اليد العاملة العربية ما كان لها أن تبني لولا العقل الصهيوني التي ورائها الذي يخطط ويرسم لها، وهذا تأكيد على خطاب بيغن بعيد توقيع معاهدة كامبديفد " بتحالف المال العربي والتكنولوجيا الأوروبية والعبقرية الصهيونية لتحويل الشرق الأوسط إلى عالم جديد ".
بعض الحضور أشار الى أهمية الرواية لدى الإسرائيليين حيث كانوا معنيين في نشرها في سجون الاحتلال بعد عام 1967 قاصدين من وراء ذلك غسل أفكار المعتقلين في تمييز وإبداع وتفوق وحضارية المحتل ودونية الفلسطيني وتخلفه، وقد تنبه الرعيل الأول لتلك المكيدة وكان الرد عكسيا على السجان.

وفي الإجابة على أن الفلسطيني محتاج للرد على رواية برواية مضادة، أجاب المتحدث، الفلسطيني ليس مجبرا، لكن تلقائيا ترد كونك تعيش تحت الاحتلال لتبيان تزييف الحقيقة من قبل الصهيونية.

التنوير طريق التنمية نحو الحرية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنانة الجميلة رانيا يوسف في لقاء حصري مع #ON_Set وأسرار لأ


.. الذكرى الأولى لرحيل الفنان مصطفى درويش




.. حلقة خاصة مع المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي وأسرار وكواليس لأ


.. بعد أربع سنوات.. عودة مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي بمشاركة 7




.. بدء التجهيز للدورة الـ 17 من مهرجان المسرح المصرى (دورة سميح