الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاول من ايار عيد العمال العالمي : دور عمال النفط الطبقي والوطني الحاسم في الماضي والحاضر

التيار اليساري الوطني العراقي

2014 / 4 / 28
ملف الأول من أيار 2014 - تأثيرات الربيع العربي على الحركة العمالية وتطورها عربيا وعالميا


الاول من ايار عيد العمال العالمي : دور عمال النفط الطبقي والوطني الحاسم في الماضي والحاضر

صباح الموسوي*

تلعب الشخصيات العمالية النقابية اليسارية والوطنية العاملة في نفط الجنوب وخصوصاً البصرة وفي طلبعتها لجنة منتسبي نفط الجنوب دورا عماليا قيادياً نقابياً طبقياً ووطنيا بارزاً من اجل استحصال حقوق عمال النفط والحفاظ على الثروة الوطنية وانجاز قانون عمل تقدمي , ويخوض العمال كافة اشكال الكفاح السلمي المشروعة كالتظاهر والاضراب والاعتصام. في بلد يشكل النفط 93% من واردات ميزانيته , ولم يعد هناك مصادر اخرى ذات وزن فدمار الزراعة وقطع اكثر من 20 مليون نخلة وشحة وتلوث المياه وتحطيم البنية التحتية والصناعة الوطنية الخفيفة والمتوسطة, حول العراق الى مكب للبضائع الاجنبية.

يواجه كفاح عمال النفط بتعنت الطبقة البرجوازية الطفيلية الفاسدة الحاكمة وممارسة ذات الاساليب التي درجت على استخدامها الحكومات الرجعية والفاشية المتعاقبة على الحكم, فإضافة الى اجراءات التهديد بالفصل والقمع تعزف السلطة الراهنة ذات الاسطوانة المشروخة الناكرة لوجود الطبقة العاملة العراقية. وهاهي تتمسك بقانون صدامي فاشي بامتياز يجرد العامل العراقي من صفته ووظيفته العمالية ويمنحه قسرا صفة موظف.وسبق هؤلاء بكر صدقي صاحب اول انقلاب عسكري في تاريخ العراق والبلدان العربية عام 1936 قد انكر وجود الطبقة العاملة في معرض رده على اول بيان لجمعية مكافحة الاستعمار الصادر في 11 آذار 1935والذي جاء فيه ( يشترك الانكليز والطبقة الحاكمة اليوم في حلف يهدف إلى الإبقاء على الاضطهاد والاستغلال اللذين تعانيهما...ولقد أصبح النفط والمواد الخام الأخرى في البلاد حكراً على الإنكليز, وتحول العراق الى منفذ لبضائهم وفائض رأس المال....).حيث تحدى بكر صدقي الحركة العمالية اليسارية بقوله {أين هي مصانعنا وأين هم العمال ؟}فجاء رد الطبقة العاملة العراقية سريعا ,إذ أضرب عمال الميناء في البصرة وتبعهم عمال شركة السجائر الوطنية في بغداد وشركة النفط العراقية في كركوك. وانتشرت الإضرابات يومها الى مختلف مواقع الحفريات ومحطات ضخ النفط والى سدة الكوت وورشات السكك الحديدية في بغداد ومصانع الحياكة في النجف والقاعدة العسكرية في الحبانية.كما لاقى نوري السعيد مصيره المعروف وهو العدو اللدود للعمال.

تواصت مسيرة الحركة العمالية العراقية صعودا فاعلنت اضراب عمال النفط في كاورباغي اوسط الاربعينات الذي قوبل بالحديد والنار واستشهد فيه العمال الابطال, وشكل العمال السياج الجماهيري الحامي لاعلان تأسيس اتحاد الطلبة العام في ساحة السباع في 14 نيسان 1948 , وخاض العمال المعارك الوطنية في وثبة كانون 1948 وانتفاضة تشرين 1952 وهبة 1956 التي توجها الشعب العراقي باشعال ثور 14 تموز 1958 المجيدة التي حررت العراق من الاستعمار البريطاني واسقطت الحكم الملكي العميل وحققت للشعب العراقي عامة والطبقة العاملة خاصة مكتسبات اجتماعية - اقتصادية كبرى في مقدمتها قانون العمل وقانون الاحوال الشخصية وقانون 80 الخاص بحماية الثروة النفطية وقانون الاصلاح الزراعي وغيرها...وكان لمسيرة الاول من آيار 1959 المليونية في بلد تعداد نفوسه ثمانية ملايين والتي رفعت شعار { عاش زعيمي عبد الكريمي ...حزب شيوعي في الحكم مطلب عظيمي}اكبر الأثر في تحقيق هذه المنجزات.

لقد اجبر اضراب عمال الزيوت عام 1969 الحكم على تقديم تنازلات جديدة للعمال بتعديله قانون العمل لصالح العمال...غير ان استلام الدكتاتور صدام حسين الحكم عام 1979 وشنه الحرب على ايران جعل من الطبقة العاملة العراقية عرضة لاشرس هجوم برجوازي رجعي فاصدر قانونه سيئ الصيت المرقم 150 في العام 1987 القاضي ب"تحويل العمال الى موظفين" وبالتالي الغاء حقهم في التنظيم النقابي والتظاهر والاضراب, وقد عاني العمال كبقية الشعب العراقي على مدى ربع قرن 1980-2003 الحروب والحصار البربري الطويل., وقد لاقى صدام حسين مصيره المعروف هو الاخر.

يواصل اليوم الحكام الجدد وعلى مدى عقد من الزمان التمسك بقانون الدكتاتور المقبور في تعبير عن الهوية الطبقية الاستغلالية المشتركة للنظامين المقبور والراهن المعادية للطبقة العاملة العراقية ,وتحويل العراق الى مكب للبضاعة المستوردة في اطار نظام اقتصادي ريعي لا يسمح باعادة بناء الصناعة الوطنية ويعتمد على تصدير النفط الخام باشراف ونهب الشركات الامبريالية الامريكية .....لتبقى المعركة مفتوحة...المعركة الطبقية والوطنية من اجل استكمال سيادة العراق واستعادة سيطرة الشعب على ثروته النفطية وبناء الدولة الوطنية الديمقراطية التي تحقق العدالة الاجتماعية...ومما لا شك فيه إن كلمة الفصل في هذه المعركة تعود لعمال النفط نواة الطبقة العاملة العراقية ورأس حربتها اليسار العراقي.

* منسق التيار اليساري الوطني العراقي
التيار اليساري الوطني العراقي - المكتب الاعلامي
27/4/2014








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 9 شهداء بينهم 4 أطفال في قصف إسرائيلي على منزل في حي التنور


.. الدفاع المدني اللبناني: استشهاد 4 وإصابة 2 في غارة إسرائيلية




.. عائلات المحتجزين في الشوارع تمنع الوزراء من الوصول إلى اجتما


.. مدير المخابرات الأمريكية يتوجه إلى الدوحة وهنية يؤكد حرص الم




.. ليفربول يستعيد انتصاراته بفوز عريض على توتنهام