الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رحلتي مع السياب / ج2 السياب مترجما

شاكر الخياط
كاتب ناقد وشاعر

(Shakir Al Khaiatt)

2014 / 4 / 28
الادب والفن


ربما لا يعرف البعض ممن لم يطلع بشكل واسع او لم يقرا كثيرا عن السياب غير الشاعر، والسياب كانت لديه ابداعات اخرى رائعة كالترجمة مثلا، وانا اذ اقف هنا عند هذه النقطة اراني قريبا من السياب وشان الترجمة كوني احظى بفرصة تتيح لي ان اكون مترجما في اكثر من لغة...والذي يخوض غمار الترجمة يعرف مثلما اعرف انا ان هناك انواع من الترجمة كلها يستطيع المترجم ان ينقل من لغة الى لغة مع بعض الانتباه المشروع والحذر الوارد...لكن الترجمة بمجملها فن وحرفة جميلة للمترجم الذي يحاول التعبير عن كتابة معينة عادية وهي عملية ترجمة بعض المقاطع او الجمل او النصوص التي لا يكون فيها المترجم مسؤولا عن حيثيات تلك الترجمة... اما مانحن بصدده فيختلف اختلافا كبيرا وربما ليس له صلة بما تترجم في النص العادي...الا وهو ترجمة النصوص الادبية سوآءا كانت شعر ام نثر ام مسرح .. حيث يستوجب شرط الترجمة ان يكون المترجم للنص الشعري شاعرا او على اقل تقدير ملما بالهم الشعري وتفاصيله.. لان النص المترجم سيحكم المترجم بحيثيات روحية عليه ان يفقهها والا اصبح النص وثيقة اكاديمية عادية مترجمة خالية من الروح...وان احسن المترجم ادواته عارفا وخبيرا بالشعر وتقلباته وحاول ان ينقل النص الشعري الى قصيدة بالعربية فهذا قمة الابداع والاخلاص في امانة الترجمة التي تميز مترجما عن آخر... وهذا ما جرى حاله على شاعرنا المبدع السياب الذي كان يترجم النصوص الادبية ( الشعر والقصة )...بل اجاد فيهما وهو الشاعر الذي يعرف بشؤون الشعر والكتابة فكانت ترجمته واعية وبمنزلة الحرفي الخبير منها، ويحكمه في هذا امران الاول ان الرجل اضافة الى كونه اختصاص لغة انكليزية وعاشقا لها هو شاعر وهو خير من يقدر للشاعر او للناثر صاحب النص جهوده وبهذا يكون بمثابة المترجم الامين.. يقول بعض المهتمين بشأن السياب :
" لم يقتصر نشاط بدر شاكر السياب الادبي على الشعر بل تعداه الى حقول اخرى، كالمقال دالا على وعي الشاعر العقلي وذوقه الفني وميله الى التجديد وتوخيه الاختلاف في الابداع واسهامه الخلاق في ثورة (الشعر الحر) لكن لم يتيسر لنشاطه في الترجمة ان يحظى بالاهتمام نفسه الذي حظي به شعره . "
ويذكر آخرون: " لقد كان السياب يتحلى بقدرة على التقاط ما يراه مبدعا في الآداب الاجنبية ومناسبا للقارئ العربي ومتفقا مع ميوله التجديدية في الشعر حتى ليعطي دليلا على ان ما انتقاه للترجمة كان محفزا له على الاستمرار في ( الشعر الحر)، في الوقت نفسه كان ما ترجم من نصوص ادبية يؤدي دورا ثقافيا منفتحا على تجارب الشعوب ومعززا للحركة الثقافية في العراق ، هذه الحركة التي كانت تهدف الى التغيير الاجتماعي والرقي الحضاري والتي اسهم فيها جل معاصريه من شعراء وكتاب قصة وفنانين تشكيليين ومثقفين واساتذة جامعات في شتى حقول المعرفة "
أن ترجمات السياب الادبية توزعت كما يأتي:
اولاً: في الشعر:
قصائد مختارة من الشعر العالمي الحديث، عددها عشرون قصيدة لعشرين شاعرا اجنبيا، ظهرت في كتاب مستقل بمائة واربع صفحات من دون ذكر لتأريخ نشره ومطبعته، ويقدر كل من الدكتور عبد الواحد لؤلؤة في كتابه (النفخ في الرماد) والدكتور احسان عباس في كتابه (بدر شاكر السياب) انه صدر في خريف او شتاء 1955. ذيل السياب القصائد بملاحظات قليلة تفسر او توضح او توازن جميع القصائد المختارة لشعراء اوربيين وامريكيين شمالا وجنوبا الا من قصيدتين لناظم حكمت التركي وطاغور الهندي خلا الكتاب من أي تعريف بالشعراء الا من الصفة التي تنسبه لقطره.
عيون الزا: للشاعر الفرنسي اراكون ،
في كتاب صغير صدر بالبصرة في اواخر العهد الملكي اسمه (من الشعر البصري الحديث)، ضم جملة من قصائد للسياب وسعدي يوسف وزكي الجابر وغيرهم
ثلاث قصائد عن العصر الذري للشاعرة الانكليزية ايديث ستويل نشرت معا في مجلة (التضامن العراقي) بتوقيع ابي غيلان منعا لتكرار الاسم الصريح في مكان اخر من المجلة حيث نشرت فيه قصيدته
(مرحى غيلان).
في المسرح
ترجم السياب مسرحية قصيرة من فصل واحد هي (الشاعر والمخترع والكولونيل) للكاتب الروسي بيتر اوستينوف نشرت في مجلة الاسبوع العراقية ، ذكر الاستاذ خالص عزمي صاحب المجلة ورئيس تحريرها ان السياب لم يرد ان يذكر عليه اسمه معللا ذلك (ان ظروفي وجو المسرحية يمنعان نشرها باسمي كمترجم) ، اعاد الاستاذ خالص نشرها في كتاب صغير له بعنوان (صفحات مطوية من ادب السياب))
في القصة
الأعمال النثرية
الالتزام واللاالتزام في الأدب العربي الحديث: محاضرة ألقيت في روما ونشرت في كتاب الأدب العربي المعاصر، منشورات أضواء، بدون مكان للنشر ودون تاريخ.
ترجم السياب بالاشتراك مع الدكتور عبد الواحد لؤلؤة قصة قصيرة (اطول من المعتاد) للكاتب الامريكي ناثانييل هوثرون بعنوان (فنان الجمال) نشرت في المجلد الاول من (ثلاثة قرون من الادب) عن دار مكتبة الحياة بيروت، احتلت القصة من هذا المجلد الصفحات (300-325) وهي تتناول (حساسية الفنان في مجتمع عملي مادي ، مما اعتاده الرومانسيون)، مهد للقصة المذكورة بترجمة نبذة عن حياة الكاتب نفسه في نحو اربع صفحات ونصف من المجلد الاول
دراسات ادبية: ترجم السياب في هذا الحقل نصين هما ( البحث عن الاسطورة ): نشر في مجلة (التضامن العراقي) (بتوقيع كنيته ابو غيلان) للسبب نفسه الذي وقع فيه على ترجمته (ثلاث قصائد عن العصر الذري) وكان في العدد المذكور قصيدة باسم السياب الصريح (العودة لجيكور) فلم يشأ القائمون على المجلة تكرار الاسم ايضا
تعود اهمية هذا المقال بصورته الملخصة والمركزة الى ان السياب قد اعتمد عليه في تسويغه استعمال الرمز والاسطورة في الشعر فكثير من احاديثه وتصريحاته والمقابلات الصحفية التي اجريت معه تتناغم
في اكثر من رأي مع هذا المقال. حاول السياب في المقدمة القصيرة التي مهد بها للمقال المترجم ان يعد هذا المنحى موجودا في الشعر العربي القديم ولاسيما عند ابي تمام ولأمر مجهول لم يورد السياب اسم كاتب هذا المقال المهم والمصدر الذي استقاه منه.
الحركة الرومانسية بأجزائها الثلاثة : (الى ما تسعى الرومانسية، الفن الادبي، والرمزية )، نشرت في المجلد الاول من (ثلاثة قرون من الادب) لا تكتفي هذه الدراسة بتقصي احوال الرومانسية في الادب الامريكي بل تذهب الى ربطها بمثيلاتها في الآداب الاوربية عامة والانكليزية خاصة، وهي صالحة لان تكون مصدرا للطلبة الجامعيين في مادة (المذاهب الادبية).
أن النصوص التي ترجمها السياب تدل على ثقافته الادبية وغير الادبية من كتابه النثري فهي ذات مستوى فني رفيع يتجلى شاخصا حتى في لغته العربية ويدل على وعي متطور بالصورة التي يجب ان يتوافر عليها الادب الجاد المتطور الخلاقْ
(عيون الزا: للشاعر الفرنسي اراكون ( لم يتم العثور على هذه الترجمة على الرغم من الجهد المبذول ، كل مايعرفه انها وردت في سيرة السياب ضمن مانشر من مؤلفاته في كتاب صغير صدر بالبصرة في اواخر العهد الملكي اسمه (من الشعر البصري الحديث)، ضم جملة من قصائد للسياب وسعدي يوسف وزكي الجابر وغيرهم.
ثلاث قصائد عن العصر الذري) للشاعرة الانكليزية ايديث ستويل نشرت معا في مجلة (التضامن العراقي) بتوقيع ابي غيلان منعا لتكرار الاسم الصريح في مكان اخر من المجلة حيث نشرت فيه قصيدته (مرحى غيلان)..
ولكون السيّاب يجيد اللغة الإنجليزية ساهم مساهمة فعّالة في ترجمة الكثير من الأعمال العالمية لأدباء العالم، وممن ترجم لهم السيّاب الإسباني فدريكو جارسيا لوركا والأمريكي إزرا باوند والهندي طاغور والتركي ناظم حكمت والإيطالي أرتورو جيوفاني والبريطانيان تي إس إليوت وإديث سيتويل ومن تشيلي بابلو نيرودا.
وقد أصدر السيّاب مجموعة ترجماته لأول مرة عام 1955 في كتاب أسماه: (قصائد مختارة من الشعر العالمي الحديث).
وهذا نموذج من ترجماته، ففي ترجمته الرائعة لقصيدة «الوطن» للشاعرة البلجيكية إميلى كامير يقول السياب: «إنه صوت بذاتهِ:
صوت جرس فى برج بعيد،
وهو ضوء الشمس على الغبراء بين الشجر،
أو غبّ ديمة من المطر،
وهو سقف بذاته،
تحت سماء بالذات،
وأريج ممشى في شارع بالذات،
وحدورٍ تجثو لديه مزرعةٌ،
وإحساسك بالعشب تحت الأقدام،
ونظرة خاطفة،
واهتزاز يد بيضاء،
شيء من الماضي،
يعيا على الفهم من سرعته،
هو ما تُحسّ به وتعجز أن تقول،
حتى إذا غنّيت،
وخير ما يقال فيه:
إنه كلّ هذه الأشياء،
هو ما تذوق وما تراه،
هو ما تتنفس وتسمع،
التبغ والجبنة والرغيف،
وأوراق شجر زاهية،
وزفيف ريح،
والمشاهد المألوفة والأصوات،
ومائدة فى لقاء،
هو ما تُحسّ وتعجز أن تقول،
حتى إذا غنيت،
وخير ما يقال فيه إنه كل هذه الأشياء.
هو غبطة البدن ونعماه وخفق القلب للأطفال،
تحملهم على الصدور،
وهو رائحة الطريق،
وهو طعم الأغنية،
هو الحلم، وتباريح الثواء».
امجد ناصر / لم تعرف العربية الشاعرَ المترجِمَ قديما. أصلا لم يترجم العرب شعرا، وحسب ما متوفر من معلومات، إلا في مطالع القرن العشرين، أو ربما قبل ذلك بقليل، وأغلب الظن أن الأمر تعلَّق حينها بترجمة مسرحيات شعرية كما فعل اللبناني نجيب حداد عندما نقل عمل شكسبير "روميو وجوليت" إلى العربية.
قبل ذلك كانت هناك عصور انحطاط حضاري لم تنجز خلالها آثار أدبية يعتد بها. ينبغي علينا أن نعود إلى العصرين الأموي والعباسي، لنقف على أبرز آثارنا الإبداعية على كل صعيد ومنها الانفتاح بلا حرج على "الآخر" عبر الترجمة. ولكن عندما عرف العرب الترجمة، وراحوا ينقلون آثارا إنسانية (جلّها في الفلسفة والعلوم والطب) إلى اللغة العربية، لم يفكروا قط، على ما يبدو، في نقل آثار شعرية من الأمم السابقة عليهم حضاريا (اليونان والرومان والفرس والهنود). فقد يكون الإغريق، في عرف العرب آنذاك، متقدمين في الطب والفلسفة والفلك والرياضيات ولكنهم ليسوا متقدمين عليهم البتة شعريا.
للحديث بقية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم #رفعت_عيني_للسما مش الهدف منه فيلم هو تحقيق لحلم? إحساس


.. الفيلم ده وصل أهم رسالة في الدنيا? رأي منى الشاذلي لأبطال في




.. في عيدها الـ 90 .. قصة أول يوم في تاريخ الإذاعة المصرية ب


.. أم ماجدة زغروطتها رنت في الاستوديو?? أهالي أبطال فيلم #رفعت_




.. هي دي ناس الصعيد ???? تحية كبيرة خاصة من منى الشاذلي لصناع ف