الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقهي بشارع الفوضي /الضرورة والصدفة

الشربيني المهندس

2014 / 4 / 28
الادب والفن


واضعا ساقا فوق الأخري فتحت صفحة الحوادث ، بعد أن وضعت نظارتي ذات العدسات السميكة جانبا علي الطاولة أمامي .. كان النادل يتململ من الوقفة ..
- خلص يا عم الحاج ما عندناش غير مشروب عادي ومشروب مخصوص ..
حملقت فيه .. عاد يقول : تشرب شاي" مصحوبة بعيون الرجاء
سألته حتنتخب مين يا عبده ..
- يا صباحي يا السيسي .. ودي عايزه فهلوة .. السيسي طبعا وأشار بأصبعه إلي صور المشير المعلقة
- ما سمعتش عن مرتضي
- هو الجورنال بيقول ايييه يا حاج
- الجورنال بيتكلم عن الرئيس الضرورة والرئيس الصدفة
- ودول اعلاناتهم فين لا مؤاخذة
- انت مش عايش يا ابني الاستاذ هيكل عارفه .. هز رأسه .. مع الرئيس الضرورة ..
- هرش رأسه طب والمرشح التاني مين
- هو نفسه ، بس عند الدكتور وحيد هو الرئيس الصدفة
- نافخا في الهواء .. واللـه العظيم ما حانتخب غيره
.. اختفي من أمامي وكلاكسات التوك توك لا تتوقف ، والأغاني إياها تمنعك من الكلام
.. سرحت بخيالي .. تشرب شاي كانت تعيدني إلي ذكريات فيلم "شاي وحنان" tea and sympathy بعنوانه المنقسم إلي شقين كانفراجة شفتي ديبورا كيرا ..
كأنهما ضفتا نهر أو غصنا زيتون وجنتا خجل أو شهيق وزفير، لا غني لأحدهما عن الآخر، فلا شاي بلا حنان، والحنان نفسه في حاجة للارتواء برشفة شاي، وقعدة شاي، وإبريق شاي يصب رحيق كهرمانيته بعضا عندها وبعضا عنده، فيحلو الكلام والسمر وتطول ليالي السهر.. يااااه كانت أيام .. كلاكس مستمر يوقظه من سرحانه ..
.. يعني لازم الزمارة ..
يعود للاسترخاء .. صحيح ايه الفرق بين الضرورة والصدفة
.. مع الزمارة عادت خناقة الزبون مع سواق التوك توك ، وانقسم الشارع ، فأدرت رأسي وحملقت في الساعة .. يااااااااه ..
ناديت علي النادل .. أنت نسيتني يا ابني أنا اتأخرت ..
– حاملا الشيشه .. خير يا عم الحاج
- فين الشاي يا ابني
- بص يا عم الحاج المشروب العادي بالصدفة خلص .. نفث دخان الشيشه الأزرق حلقات متصاعدة في الهواء .. راقبها وسط دهشتي ثم عاد يقول ..
والمشروب الخصوصي حيكون بالليل بالضرورة
أصابني الخرس وحلقات الدخان تختفي ، وميكروفون يطوف بالشارع معلنا عن انقطاع التيار الكهربي لمدة ساعات فقط ..
الشربيني المهندس
عضو اتحاد الكتاب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إعلان نشره رئيس شركة أبل يثير غضب فنانين وكتاب والشركة: آسفو


.. متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا




.. أون سيت - هل يوجد جزء ثالث لـ مسلسل وبينا ميعاد؟..الفنان صبر


.. حكاية بكاء أحمد السبكي بعد نجاح ابنه كريم السبكي في فيلم #شق




.. خناقة الدخان.. مشهد حصري من فيلم #شقو ??