الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المال هو العُهر المشترك للجنس البشري

حامد رمضان المسافر

2014 / 4 / 28
الادب والفن


لا يمكن مقارنة الشهرة التي اكتسبها أي كاتب آخر بشهرة شكسبيرعالمياً على كافة المستويات، فقد دخل إلى جميع الثقافات والمجتمعات الأدبية والفنيةوالمسرحية في كل بلدان العالم. وقد اعتمد في مسرحه وشعره على العواطف والأحاسيسالإنسانية، مما عزز من عالميته واستمراريته. فأبطال مسرحياته المأسوية شخصيات تتميزبالنبل والعظمة والعواطف الإنسانية، وتؤثر في الجمهور والقراء أينما كانوا، ولاتزالالشخصيات الكوميدية تضحك الجمهور لما في تصويرها من ذكاء ودقة وفكاهة. وتتركشخصياته النسائية، مثل كليوباترا وجولييت والليدي ماكبث وروزالند وبورشيا وبياتريسوميراندا، أكبر الأثر عند القراء وجمهورالمسرح والسينما أينما كانوا. وتكمن براعةشكسبير في القصص المثيرة التي يستخدمها في مسرحياته، والمخزون الغني من الشخوص التييمتزج فيها الخير والشر والعاطفة والعقل، واللغة الشعرية البليغة، والبراعة فيالتلاعب بالكلمات والألفاظ، والمفردات الجديدة.
وعندما أصبح كارل ماركس - مؤسس الفكر الشيوعي مؤلف كتاب ( رأس المال ) الذي يعتبر واحدا من اعظم الكتب في التاريخ البشري- رجلا كان يحكي مشاهد من شكسبير ، عندما كان يقود عائلته صعودا إلى هامبستيد هيث في رحلات الآحاد. وكان لديه مقتبس لكل مناسبة: عند سحق عدو سياسي، أو إضفاء الحياة على نص جاف، أو تضخيم دعابة، أو تأصيل شعور ما، أو بعث الحياة في تجريد ميت، كما حدث عندما تكلم رأس المال نفسه في صوت شايلوك (في المجلد الأول من “رأس المال”) لتبرير استغلال عمل الأطفال في المصانع.ولإثبات أن المال هو بغي مشترك ، يقتبس ماركس حديثا وللبرهنة على أن النقود النقود النقود هي لعنة الانسان، ليس هناك لعنة أكبر.. النقود هي من يخرب المدن، من ينفي الرجال من أوطانهم.. تغوي وتخدع الارواح الفائقة الصفاء..تدفع الناس الى طريق الخسة والعار، يورد ماركس مقتطفا من تيمون الأثيني (شكسبير)’النقود هي البغي المشتركة بين البشر‘
يقوم تايمون بعمل مآدبة طعام يكون حضورها تقريبا جميع أفراد المسرحية، يبذر تيمون المال بسخاء ويتسابق كل المدعويين لنيل رضاه ما عدا أبيمانتس "فيلسوف وشاعر"، مذهبه الفلسفي لم يلفت بعد انتباه تيمون، يقبل الفن من الشاعر والرسام، والجواهر من الجواهرجي، أحد الأثينيين الكبار السن يغضب لأن خادم تيمون ،لوسيليس, يغازل أبنته، ولكن تيمون يدفع له ثلاثة مقادير نقدية، لأن سعادة خادمه تساوى الثمن. عند ظهوره الأول في الحفلة، يُخبر أن صديقه فينتيديوس, في السجن بسبب الديون، يبعث بالنقود لفك سجن صديقه فينتيديوس، ويصل صديقه لاحقاً إلى الحفلة. فيلقي تيمون خطبة عن أهمية الصداقة وتبدأ الحفلة التنكرية يتبعها الرقص, تنتهي الحفلة, ويقوم تيمون بإعداد خيوله (لليوم القادم) وأشيائه الخاصة لأصدقائه.مع محمد المسيحي
فلافيوس "المدير المالي لدى تيمون" حانق بشدة بسبب تبذير تيمون لكل ثروته، يبالغ في سخاءه بالإغداق على الكتاب والفنانيين، وينقذ أصدقائه المشبوهيين من الضيقة المالية، يعود تيمون من رحلة الصيد. ويحنق لأنه لم يخبر بذلك من قبل، ويلقي باللوم عل فلافيوس، الذي يخبره بمحاولاته العديدة لتنبيهه في الماضي دون جدوى -;- وهو الآن في النهاية حيث بيعت أرضه، يأتي الدائنون ليطالبوا بديونهم فيرسل تيمون خادمه لاستدعاء من يعتبرهم أصدقائه المقربين.
يعود خدم تيمون، واحداُ تلو الآخر، بأصدقائه الزائفيين، أثنان منهم يقوم بسرد مناجاة مطولة بغضب، في مكان أخر، أحد الظباط المبتدئيين أصدقاء ألكيبيادس "صديق تيمون" يبلغ غضبه أقصاه، يقتل رجل بدمٍ حام، يناشد ألكيبيادس عضو مجلس الشيوخ الرحمة، ويجادل في ذلك بقوله أن الجريمة بدافع العاطفة لا يجب أن تعامل كجريمة سبق الإصرار والترصد، ويرفض مجلس الشيوح، وعندما يثابر ألكيبيداس، ينفى للأبد، فينذر الأنتقام، بدعم من قواته ،ينتهي المشهد بمناقشة تيمور خدمه سعيه للانتقام في مأدبة طعام سيقوم بإعداداها. يقوم تيمون بإعداد مأدبة لهؤلاء الذين خانوه، تحضر الصينيات، ولكن لا يجد الأصقاء تحتها الطعام، ولكن حجارة وماء فاتر، يقوم تيمون برش رذاذا الماء عليهم، ويلقي بالأطباق في وجوههم، ويفر من بيته، وينذر فلافيوس نفسه لإيجاده.
يعبر تيمون أسوار المدينة، ويذهب للبرية ويقوم بعمل بيت بدائي في كهف، ويتغذى على الجذور، بعد حين ينتفض تيمون من شدة الدهشة فهناك في الكهف يكتشف مخبأ سري ملئ بالذهب، ويقوم بعرض بعضاً من الذهب لألكيبيادز الثائر ليدعم هجومه على المدينة، ولعاهراته ليقمن بنشر الأمراض، وبعضا من المتبقي للرساميين والشعراء، الذين وصلوا لاحقاً، تاركا قليلا لعضو مجلس الشيوخ الذي سيقوم بزيارته، أثنان من الباغيات يصحبن ألكيبيديادس، فرينيا وتيمندرا، يصل فلافيوس، يريد مال هو أيضاً, ولكن يريد عودة تيمون للمجتمع مرة أخرى، ويقر تيمون أن لديه صديق حقيقى وهو فلافيوس، ولكم للأسف هذا الرجل مجدرد خادم، يصل له أخر مندوب من الدولة من أثينا، والذي يأمل أن يسترضي تيمون ألكيبيديادس.
إن قصة "تيمون" لشكسبير كحلم للرعب البشري تخدم شكل عمل لرواية مكتوبة جديدة عن التدهور الاجتماعي والسياسي كالتي من الممكن أن نجدها في أي بلد ديموقراطي ومنظم جيداً. هذا المنتج يحتوي على هذا كله: إن الثورة في أعمال شكسبير، والمسرح الحديث أو ما بعد الحديث للعرض بأساليب وصور، وأحياء الخبرة المسرحية عن طريق الابتعاد بالمسرح عن المسرح ووضعه في مضمون حركي جديد ومحتوى مرتبط بواقعية اليوم ويصف بوضوح إحباط العالم ومعالجته بضحك ساخر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب


.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع




.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة


.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟




.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا