الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ايار وقفة ثورية لعمال العالم

جورج حزبون

2014 / 4 / 29
ملف الأول من أيار 2014 - تأثيرات الربيع العربي على الحركة العمالية وتطورها عربيا وعالميا


محقة الاسئلة المطروحة من هيئة الحوار المتمدن ، واعتقد ان الاجابة العامة اعمق اثرا ، واكير مضمونا ، وحرية في البحث او القول ،وبهذا المعنى اخترت هذا العنوان ، في محاولة لطرح الموضوع بشمولية واستخلاصات .
الاستغلال كان عنوان الازمة الانسانية منذ المشاعية الاولى ،وفائض القيمة ، نما بالاستغلال الى تقسيم المجتمع عبيدا واسياد ! وبغض النظر عن المسميات المتعددة التي اتخذها التطور الاقتصادي ، فقد احتاج الاستغلال الى دولة تقمع كما احتاج مالك العبيد الى السوط ! وفي خضم الصراع المتصل خلق الصراع الاداى القادرة على حسم الصراع التاريخي ووقف الاستبداد المستشري ، وعبر هذا الفرز كانت الطبقة العاملة .
طراء تطور كبير بفعل استمرار التفاعل في الحياة العامة ، واحدث اثرا على الطبقة العاملة ذاتها ، كما استطاعت البرجوازية ايضا الافادة من التجربة ، فاوجدت انظمة وقوانين معيقة للمسيرة الثورية للطبقة العاملة ، في محاولة لتحويلها الى طبقة استهلاكية مجدنة ومنتفعة ، وكونت نقابات صفرا لهذه الغاية ، مثل اتحاد نقابات العالم الحر وغيره !! وجعلها اقرب الى الطبقة الوسطى ، مستفيدة من التطور التكنولوجي الهائل ، والاتمتة ، بحيث لم يعد العامل يبيع قوة عمله ، بل يحتاج الى مؤهل ، يجعله ابعد عن عالم البلترة ، وهذا ما اغنى مضمون الطبقة العاملة بانضمام كفاءات الى صفوفها ، حيث ان الاستغلال بقي على حاله وان اختلف شكله .
فالمهمة التاريخية للطبقة العاملة اخذت تتعمق ، خاصة مع الاستغلال البشع الذي تمارسه الشركات المتعددة القومية ،الى حد استباحة الاوطان والتجارة بالبشر واستخدامهم حقل تجارب لمنتوجاتهم ، وليست الازمة المالية التي ضربت البلدان الراسمالية عام 2007 ، الا نتيجة لجشع الربح والمضاربة والاستغلال حتى بينهم بفعل قانون الصراع المطلق بين الراسمال الذي غايته الربح،ويحتاج الى الصراع واخراج الاخرين من السوق في المنافسة الغير اخلاقية.
لقد صنعت الطبقة العاملة يوم الاول من ايار ، بالدم والعرق، واتخذته شاهدا على عزمها ، وعلى عار الاستغلال والاستبداد ، ومن حيث هو حالة ثورية ، اعتبرته الانظمة الرجعية خادمة الراسمال يوما تحريضيا وعاقبت واعتقلت العمال المحتشدين لاحياء المناسبة ، في حين تحاول الراسمالية تفريغ مضمونه بتحويلة الى مجرد عيد ، وعطلة رسمية !!، وكل هذا لا يستطيع ان ينجح ما دام الاستغلال منهج مستمر ومتواصل ، وان راية ايار ستنشر عاليا حين ينتهي استغلال البشر ،
كتب ماركس عن اسلوب الانتاج الاسيوي ، وعن امكانية تعيش الانظمة المختلفة في وعاء واحد حسب التجربة الاسيوية ، وهذا ينطبق على الوطن العربي لاسباب عديدة منها عدم نضوج طبقة عاملة ، وتاخر التصنيع او حتى غيابه ، وتنامي الكومبرادور والنزعات الاستهلاكية ، وبالطبع وجود قطاعات فلاحية واسعة ، وتخذت الاحزاب الشيوعية العربية ، نهج بناء الحركات النقابية العمالية ، واعتمدت على اوساط مستنيرة ومثقفين مما جعل هذه الاحزاب نخبوية ، بغض النظر عما جاء في برامجها ، ولم تستطع ان تكون احزاب جماهيرية ، فقد تغلفت بكونها احزاب عقائدية ، على ضرورة ان يكون عضو الحزب مثقفا ومتعلما ، ولا يتقدم سواه في صفوف الحزب مهما قدم وضحى ، والتجربة الفلسطينية ظاهرة للعيان ، فبعد عشرات السنين بقيت اعداد الشيوعين محدودة ، وعندما قامت حركة فتح ضمت الالاف ، فهي حركة تحرر وطني لا تحتاج عضويتها سوى الارادة ، ومع التطورات التي اصابت الاتحاد السوفيتي تشظت الاحزاب الشيوعية ، بعضها للتنصل من المسؤولية والاخر لايجاد سبيل جديد وتجربة المشاركين في المعارضة السورية خير دليل ، من شيوعين وتروتسكين وغيرهم ... مع ان الواقع الراهن يحتاج الى حركة شيوعية بديلا عن فشل كافة القوى قومية او دينية ، لكن الى احزاب من طراز جديد .
ان الانفجار الشعبي في البلدان العربية ، خسر بوصلته ، واستغلته القوى الاسلامية ، فاعاقة التطور الاجتماعي وليس الثوري فقط ، وتغزلت فيه اميركا وعربها في المشيخيات ، وسماه بعضهم ربيعا !!لكنه كان ربيعا رجعيا وهابيا اسلاموي ، واظهر مدى ضعف اليسار العربي عموما ، وغياب طبقة عاملة مؤثرة ، مع استثناء خجول في مصر وتونس ، وقد وصلت هذه الردة الى اعادة البناء الاجتماعي والاقتصادي العربي الى ما قبل سنوات الاستقلال ، والطرف المنتصر كانت الرجعيات العربية وحلفائها في امريكا واسرائيل ، وليست العربدة الراهنة الغير مسبوقة لاسرائيل الا تعبيرا عن هذا ، لدرجة انهم اخذوا يداهمون المسجد الاقصى ويهددون بهدمه ، وقوى الاسلاموين تدمر دمشق وبغداد لتصل عبرها الى القدس !!!.
فالاول من ايار بالفعل حالة ثورية متجددة ، تتذاكر تحت رايته كل اطراف العملية الثورية والطبقات الاجتماعية تجربتها ، وتقراء واقعها لتدرك ان المستقبل الامن المشتمل على الحرية ومنع الاستغلال يتطلب تحشيد كل القوى خلف الطبقة العاملة وقيادتها السياسية لتحقيق هذه الغاية السامية ، فالمجد للعامل في يومه المجيد المخضب بالدماء ، وعاش الاول من ايار









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البنتاغون: أنجزنا 50% من الرصيف البحري قبالة ساحل غزة


.. ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟




.. المقاومة الفلسطينية تصعد من استهدافها لمحور نتساريم الفاصل ب


.. بلينكن: إسرائيل قدمت تنازلات للتوصل لاتفاق وعلى حماس قبول ال




.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تهدم منزلا في الخليل