الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يا عمال المغرب اتحدوا من أجل خلاصكم وخلاص شعبكم فاتح ماي 2014

البديل الجذري

2014 / 4 / 29
ملف الأول من أيار 2014 - تأثيرات الربيع العربي على الحركة العمالية وتطورها عربيا وعالميا


في مثل هذا اليوم التاريخي (فاتح ماي) من كل سنة تمتلئ شوارع المدن والعواصم العالمية قاطبة وعن آخرها بالأعلام الحمراء الشامخة على طول وامتداد المسيرات والمظاهرات بقبضات العمال الفولاذية، وتبح حناجرهم بالشعارات والهتافات المعادية للإمبريالية بشكل عام، ولأرباب العمل بشكل خاص؛ تعبيرا منها عن الاتحاد والتضامن الأمميين بين عمال العالم وإعلانا من خلالها عن محاكمات شعبية للامبريالية وللأنظمة الرجعية العميلة لها وسط الساحات العمومية من غرب إلى شرق الكرة الأرضية، ومن جنوبها إلى شمالها. إن استمرار تخليد هذا اليوم وبهذا الحجم لمدة تفوق 125 سنة رغم الضربات الموجعة للخط الثوري من طرف الأعداء المندسين من جهة، والعدو الطبقي من جهة أخرى، يعد انتصارا في حد ذاته لقضية الطبقة العاملة.
إننا نخلد هذا اليوم في ظل معادلات سياسية عالمية تطل في الأفق على إفرازات ستفضي إلى إعادة رسم خريطة سياسية جديدة تضمن للامبريالية والصهيونية والرجعية المزيد من إحكام سيطرتها على شعوب العالم المضطهدة وخيراتها وإعادة تقسيم مصالحها بالشكل المناسب لميزان القوى المتغير (قضية أوكرانيا مثلا..). أما على المستوى الوطني، فإننا نعيش هجوما شرسا من طرف الباطرونا على الطبقة العاملة وفي أجواء التواطؤات الطبقية والحوارات الماراطونية المغشوشة لربح الوقت وخلط الأوراق. فمسلسل الخوصصة لهيب مشتعل لا زال يكتسح المزيد من القطاعات الفلاحية والصناعية ويشرد العمال ويزج بهم في عالم البطالة والتهميش، وبالتالي إلقاء عائلات وأسر بأكملها تحت رحمة ورأفة الشارع؛ فكل قطاع تخوصص إلا وواكبه تسريح بالجملة في صفوف العمال والمكتسبات التي انتزعوها تضرب عرض الحائط، وهناك ملفات ظلت في المحاكم لمدة تزيد عن عشرات السنين... أما الزيادات المهولة في الأسعار، فلا تترك مجالا للعامل ليلتقط أنفاسه مع ذويه وأفراد أسرته، حيث الأجرة بالكاد تتزحزح ولا تغطي حتى حاجيات التنقل للعمل. وتبقى المعاناة اليومية والمآسي والحوادث التي يعيشها العمال أثناء مزاولة عملهم في وتيرة متصاعدة وكارثية. إن حالات الوفيات في صفوف العمال تجاوزت حدود المنطق والباطرونا لا تبالي، وهمها الوحيد هو در الأرباح ومراكمتها.. إن فقدان العاملين الحسين أوناصر وحميد فتوحي بجبل عوام والعامل فؤاد جلواجة في حوض للحامض الفسفوري بمجموعة OCP وما خفي أعظم يعتبر خسارة كبيرة للطبقة العاملة وللشعب المغربي. وتبقى لامبالاة الباطرونا وغطرستها وحماية النظام القائم أسبابا رئيسية في فقدان عمالنا ومعاناتهم. وأمام هذه المخططات الطبقية التصفوية في حق الطبقة العاملة، فليس من مخرج لهذا الرعب اليومي سوى المزيد من الاتحاد والتضامن في وجه النظام اللاوطني اللاديمقراطي اللاشعبي وخوض الاحتجاجات والإضرابات ضد أرباب العمل لانتزاع المطالب والمكتسبات. فرغم أن الشرارة الأولى للإضرابات العمالية التي أسست لهذا اليوم اندلعت منذ 125 سنة، فقد انتزعت في البدء مجموعة من المكاسب الاجتماعية والاقتصادية وعلى رأسها تحديد يوم العمل في ثماني ساعات. إلا أن هذا المطلب لازال منعدما في أغلب قطاعات الخواص، فالوضع العمالي في المغرب جد مترد وساعات العمل في اليوم تتجاوز 12 ساعة. وفي المقابل تحقق البورجوازية الكبرى (الكمبرادور والملاكون العقاريون) أرباحا طائلة وتراكم الثروات وتستمر في سحق العمال، ويتقاضى المديرون العامون للشركات الكبرى أجورا خيالية وتتربع الباطرونا على رؤوس هذه الشركات وتتباهى بإنجازاتها وعبقريتها، محتمية ومدعمة من طرف الأجهزة القمعية الطبقية. وتتزايد ثروات الباطرونا وأجور خدامها، بحيث يفوق بكثير الأجر اليومي لبعض رؤساء الشركات الأجر السنوي للعامل، مثل رئيس م. م.ش.ف. مصطفى التراب الذي لم تكلف مؤسسته نفسها حتى عناء توضيح حادثة وفاة العامل فؤاد جلواجة الذي كان يعمل في صيانة صهاريج الأحماض الكيماوية لدى شركة (SOMRAP) في"OCP" التابع للهولدينغ الملكي.. إنهم منشغلون بتوزيع الأرباح الخيالية للمساهمين التي تصل إلى عشرات الملايير من الدراهم في بعض الأحيان كحالة م.م.ش.ف أو شركة اتصالات المغرب.. إن المكتسبات والمطالب التي تحققها الطبقة العاملة من حين إلى آخر باستماتة قوية هي جد محدودة وتعتمد فيها على طاقاتها الخاصة وغالبا تكون طاقات محلية في غياب المدافع الحقيقي والفعلي على مصالحها، حزب الطبقة العاملة الحامل لمشروع التغيير الجذري في أفق بناء المجتمع الاشتراكي. إن الأحزاب المتواجدة في الساحة السياسية بكاملها لا تتبنى مشروع العمال بقدر ما تتخذ منه أذرعا خلفية تستغلها في الحملات الانتخابية أو بعض المناسبات الابتزازية، وذلك عن طريق صنع/فبركة نقابات على المقاس تكون تابعة لها، وإذا دعت الضرورة تفتيتها إلى"نقيبات" غير مبالية بمصالح العمال، كما حصل في الانشقاق الأول داخل الاتحاد المغربي للشغل الذي أنجب الكنفدرالية الديمقراطية للشغل والانشقاق الثاني داخل هذه الأخيرة الذي أسفر عن تأسيس الفدرالية الديمقراطية للشغل. وربما سنعيش انشقاقا ثالثا داخل الاتحاد المغربي للشغل بين ما سمي التوجه الديمقراطي والتوجه البيروقراطي.
وبالمناسبة نتساءل كيف تختفي الشعارات الجميلة والبراقة المرفوعة في كل المناسبات؟ وكيف تؤثث وتصعد فوقها حملات القمع والاعتقال والتهديد والوعيد وضرب مواقع وقلع الصمود والمقاومة؟ وماذا بعد كل الوصلات الإشهارية الخادعة غير الصمت على نيران الأسعار، والإجهاز على قوت الفقراء، وتزكية الضرائب المباشرة وغير المباشرة، وتبرير الإخضاع لما تبقى من خيرات الشعب لمصالح الرأسمالية العالمية، والتستر على كل بقع الاختلالات الواسعة الانتشار...؟
إن هذا التعاطي الانتهازي من طرف القوى السياسية صانعة القيادات النقابية البيروقراطية هو الذي يجعل قاعدة واسعة من العمال لا تثق في العمل النقابي، ولهذا فعدد المنخرطين بالنقابات جد ضئيل على الصعيد الوطني ولا يتوقف عن التراجع. والاتحاد المغربي للشغل الذي يعتبر أكثر تمثيلية عماليا لا يخرج بدوره عن هذه الحقيقة المرة، علما أن النقابات في غالب الأحيان لا تفصح عن عدد الأعضاء المنتمين إليها. إن حصار العمال يتم على مستويات متعددة، فمن جهة القوى السياسية في شخص بيادقها الممتدة إلى العمل النقابي، ومن جهة أخرى الباطرونا التي تتصدى إلى أي محاولة تهدف إلى تأسيس فرع نقابي جديد في قطاع معين، وغالبا ما تتواطأ معها بعض التيارات النقابية للحيلولة دون تأسيسه ضدا على هذه الأخيرة لكونه لا ينتمي إليها. ومن هذا المنطلق، كل القوى السياسية تحاول جاهدة أن تجد لها موطئ قدم في الحقل النقابي. وتجدها تخلد فاتح ماي وكأنها تعانق هموم العمال وتدافع عن مصلحة الطبقة العاملة. والقوى الظلامية، هي الأخرى، تحاول البحث عن موطئ قدم داخل النقابات العمالية (انظر مقالات العدل والإحسان على موقعها الالكتروني). إن القوى الظلامية والإصلاحية وحتى الرجعية وما لهذه المفاهيم من بعد اقتصادي وسياسي وليس الزعيق من أجل الإثارة وفقط، لا تسعى إلى الدفاع عن مصلحة العمال بقدر ما تسعى إلى القضاء على الفكر الثوري الذي يرى في الطبقة العاملة المضطهدة المشروع التاريخي للقضاء على العمل المأجور وإقامة سلطة العمال بقيادة البروليتاريا. إن المناضلين الجذريين لم يتوانوا تاريخيا في معانقة هموم الجماهير العمالية ولم ولن يترددوا في تخليد ذكرى فاتح ماي مرددين شعارات البديل الجذري الحقيقي للطبقة العاملة رغم كيد الكائدين من أذيال البيروقراطية التي تلجأ إلى الأجهزة القمعية لإسكات الصوت العمالي الثوري وتجند عصابات تقتات من الفتات التي تتركه لها بعض القيادات المتعفنة. ففي كل فاتح ماي يقدم النظام على اعتقال المناضلين الجذريين بدعم من هذه المافيات التي تدعي زورا وبهتانا مصلحة العمال. ورغم ذلك، فإصرار الجذريين في فضح هذه القيادات المتواطئة مع النظام القائم لن يثنيه عن هذا الخيار لا القمع ولا الاعتقال ولا التصفيات الجسدية ولا المؤامرات الخسيسة للمتخاذلين والوشاة...
ونحن على أبواب تخليد هذا اليوم العالمي، تحاك ضد المناضلين مؤامرات جد خطيرة وفي مواقع مختلفة (المعامل والحقول والجامعات والشوارع...). وفضيحة يوم 06 أبريل 2014 لازالت قريبة منا، حيث تم تقديم مجموعة من المناضلين هدية للنظام من داخل قلب المسيرة التسخينية للنقابات الثلاث..
إن فاتح ماي هو يوم إعلان التضامن والاتحاد بين عمال العالم، إعلان الفرز السياسي بين من يخدم الطبقة العاملة ومن يخدم الطبقة البورجوازية، هو إعلان الانتفاضات العمالية ضد أرباب العمل وضد ملاكي وسائل الإنتاج، مصاصي دماء العمال، من أجل القضاء على الاستغلال والاضطهاد الطبقيين...
فلنجعل من فاتح ماي الشرارة الثورية التي لا تنطفئ
تيار البديل الجذري المغربي
C.A.RA.M.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة.. الجيش الإسرائيلي يدعو السكان لإخلاء شرق رفح فورا


.. إسرائيل وحماس تتمسكان بموقفيهما ولا تقدم في محادثات التهدئة




.. مقتل 16 فلسطينيا من عائلتين بغارات إسرائيلية على رفح


.. غزة: تطور لافت في الموقف الأمريكي وتلويح إسرائيلي بدخول وشيك




.. الرئيس الصيني يقوم بزيارة دولة إلى فرنسا.. ما برنامج الزيارة