الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عيدٌ بأية بلوى عدتَ يا عيدُ

عبدالله خليفة

2014 / 4 / 29
ملف الأول من أيار 2014 - تأثيرات الربيع العربي على الحركة العمالية وتطورها عربيا وعالميا



تكون عيدُ العمال بأوراق صغيرة زاهية كتبها ووزعها بضعة عمال خلال عقود صعبة في أزقة الحجر والألم وصاروا قلة الآن، يهذون فقط على مدى خمسين سنة بفاجعة عمال شيكاغو الميامين الأبطال. ولم يعد رئيسُهم يفارق العبادة والسيادة، ويراجع الأوراقَ الحمراء التي تبدلت بأوراق صفرا ء زاهية!
يقول بين جموع عدة منشقة تتضارب بأطباق الموائد الدسمة: أستغرب من هؤلاء الذين يقولون بأسماء ما: فائض القيمة، بل وفائض القيمة المطلق وفائض القيمة النسبي، ويأتون بالألفاظ التي لم يعرفها السابقون الخالدون والسلف الصالح، فيصورون العمال بأنهم هم الذين يصنعون الثروات كلها ومن عرقهم يكونون البضائع، فهل رأيتم شيئاً من ذلك فيما قاله أصحابنا الأوائل العظام؟!
البضاعة تتكون من عرق العاملِ الدساس، هل ثمة فريةٌ أكبر من هذه؟!
لا أعرف من هؤلاء الذين ينشرون مثل هذه البضائع المغشوشة على الكادحين، ويقولون أن الأجر هو معاش عال أُنزل بيد الملأ، ويقصدون بالملأ الأغراض التافهة من أرز وخبز وسكن وأولاد، فهل الأرز المنتشر كالهواء بحاجة لمثل ذلك فيما الأولاد وأنتم تعرفون أغلبهم يجرون خارج المدارس في الهواء الطلق! أيكون الأجرُ حساب هذه الأشياء التافهة، فلو حُسَب على أساس ذلك لكان كالهواء وما أرخصه في ديرتنا النقية! والطامة الكبرى أنهم أدخلوا النساء في هذا الحساب الغريب، ولكن لحسن الحظ نساؤنا محصنات قانتات، والبقية الضالة الشاردة ستعود للحظيرة.
ولكنه منطق المغرضين الذين هم عن الحق ساهون، يصورون الأشياء بغير حقيقتها، ويقولون إن الناس بحاجة إلى الوحدة القوية مثل الصخرة الشماء فهل نحن منقسمون متهافتون على أغراض الدنيا، وألا يرون كتائبنا منطلقة في كل مكان قوية متراصة؟ وليس هناك أناسٌ يشمخون بالوحدة مثلها، يكفيكم ما ترون في هذه القاعات الممتدة التي توحدت بالأطباق والكلمات والإكراميات والقبضات.
ويجعلون أصحاب الأجر الأدنى ضالتهم ويرفعونهم إلى السماء ويغذونهم بالأحقاد يفرقون بين الغني والفقير، بين الوزير والخفير، بين الرئيس والمرؤوس فيشعلونها حرباً ضارية، ولكنها حرب في رؤوسهم الفارغة من الحق والحقيقة فحسب.
ويزعمون إن مآل الدنيا لهم، وأن ليس ثمة عقاب أو ثواب، فهم سيخرجون من علبهم المعدنية ليرثوا الأرض وما عليها، بل سيظهرون من أكواخهم الرثة يرفعون قبضاتهم القوية رمز وحدتهم المشؤومة، وتصبح الدنيا بألوانها وبشرها ومتاجرها ومصانعها لهم؟ أرأيتم أكبر من هذا الضلال؟
وحمداً لله حيث آلت دعواهم للخسران المبين وأسترجع الأغوات وأصحاب الأطيان أملاكهم واسترجع أصحاب الرق عبيدهم الآبقين وصرنا نحتفل بالعيد آمنين مطمئنين على أجورنا ومصانعنا ومتاجرنا.
وأعظم الأجر الذي ستلاقونه هو أجر الحسنات الطيبات، نعمل بجد وكد لا نطمع في جار ودار، حتى لو خسرنا فضة وذهباً لا تـُحسبان بالحساب المغرض السابق ذكره، فحمداً لله على كل حال.
فاصمتوا أيها الصارخون على الوحدة والاتحاد وأجسامكم السياسية الكبرى هائلة موحّدة تزخرُ بالحياة ورخص المياه وكثرة سبل النجاة!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصادر مصرية: وفد حركة حماس سيعود للقاهرة الثلاثاء لاستكمال ا


.. جامعة إدنبرة في اسكتلندا تنضم إلى قائمة الجامعات البريطانية




.. نتنياهو: لا يمكن لأي ضغط دولي أن يمنع إسرائيل من الدفاع عن ن


.. مسيرة في إسطنبول للمطالبة بإيقاف الحرب الإسرائيلية على غزة و




.. أخبار الساعة | حماس تؤكد عدم التنازل عن انسحاب إسرائيل الكام