الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رئيس عربي ينافس عادل إمام في مسرحية هزلية

سيلوس العراقي

2014 / 4 / 29
كتابات ساخرة


كان السيد ابو مازن الرئيس الفلسطيني يحاول منذ فترة العثور على مناسبة مثلى ومؤاتية ، ليعلن كلاما مغايراً لرأيه وموقفه المعروف المتوازي مع رأي أغلب القادة الفلسطينيين ، وبشكل واضح بشأن الهولوكوست النازي. ولا يمكن أن ننسى اليوم ولا غداً بأن أحد قادة الهولوكوست النازي ضد اليهود ومسانديه علنا وفعلياً في الحرب العالمية الثانية وفي أعمال الابادة الجماعية لليهود، كان شخصاً من يعتبره الفلسطينيون (وكثير من العرب) البطل القومي والوطني، وهو المدعو الشيخ أمين الحسيني .
ففي عام 2011م صرّح ابو مازن بأنه لم ينكر المحرقة بتاتاً ، ويضيف على هذا بما يدعو للسخرية : "وانه يقبل بأن ضحايا المحرقة كانوا ستة ملايين" .
صرّح أخيراً في هذه الأيام التي تقع فيها الذكرى السنوية للمحرقة، بأن المحرقة هي من أبشع الجرائم في التاريخ البشري المعاصر. وهذا كلام جميل.
لكن وراء كواليس تاريخ أبو مازن ما يدعو للشك في تصريحاته مع أهميتها، لأن كواليسه الشخصية وماضيه كله يشكك في مصداقيتها وثباتها المبدئي ، وبالتالي يمكن أن توضع في خانة التكتيك والتهريج السياسي ليس الاّ ، ولا يمكن اعتبارها بانها جاءت عن قناعة مبدئية راسخة.
لماذا هذا الشك ؟ تكشف عنه العديد من الصحف الاوربية والاميريكية التي صدرت في هذين اليومين الأخيرين وسنقتبس مما جاء في بعضها نتفاً، وبشكل خاص من الصحيفة الايطالية الكورييري ديللا سيرا .
حينما كان أبو مازن طالباً جامعياً في جامعة موسكو، لم يتردد للحظة واحدة في تقديم اطروحته لنيل شهادة الدكتوراه حول موضوع يعتبر معاكساً ومضاداً جداً وتماماً لتصريحه الأخير أمس .
فشكك في اطروحته بالمحرقة ـ الهولوكوست ، واعتبر أن هناك تهويل كبير من ناحية اعتبارها جريمة ابادة جماعية اضافة الى التشكيك الكبير في عدد الضحايا .
والأطروحة التي تم حصوله فيها على شهادة الدكتوراه تعتبر وثيقة ، وفي هذه الحال ، تعتبر أيضاً وثيقة سياسية دافع عنها من أعدها وحضّرها ويعتبرها تعبيراً رصينا وعميقاً عن ايمانه وقناعاته حولها . كما انه تم نشرها. وتعتبر احدى الوثائق التي تدين صاحبها اليوم في معاداته وكراهيته لليهود ولانكاره المحرقة كجريمة ابادة جماعية ذهب ضحيتها ستة ملايين من اليهود وغيرهم بأعداد كبيرة أيضاً.
وبينما كانت عملية السلام بين اسرائيل ومنظمة التحرير جارية، لم يتردد ابو مازن في طباعة اطروحته في كتاب ليقرأ ويطلع الرأي الفلسطيني والاسرائيلي والعالمي من خلاله على رأي وقناعة السيد ابو مازن في المحرقة وعدد ضحاياها !!
ان السيد ابو مازن الاكاديمي الذي أنكر أوجها وتفاصيل عديدة بشأن المحرقة ، راح بعد أن تولى موقع الرئاسة بدلا من أبو عمار يبحث عن فرصة (للتلاعب) بتغيير قناعاته ومواقفه المبدئة الاكاديمية حول المحرقة.
انه بكل تأكيد مأزق أخلاقي ليس بالهين قد وقع فيه ابو مازن. فليس كافياً أن يصرح بالاعتراف بان المحرقة كانت أكبر كارثة وجريمة في تاريخنا المعاصر، بل في أبسط الأحوال تترتب على تصريحه مواقف اكاديمية توجب الغاء حق ومصداقية اطروحته في الدكتوراه من الجامعة التي منحته اياها إن كانت تحترم نفسها.
يبدو أن أبو مازن شخصية سياسية ـ محتالة ، لا يمكن الثقة بها كثيراً. خاصة وأنه تخلى عن الصفة أو الفضيلة الأدبية الأكاديمية التي يتحلى بها الأكاديميون، ولا يمكن والحال هذه الاعتماد على كلمتها وموقفها.
ليس هذا فحسب ، بل انه انكشف وزيفه أمام الرأي العالمي، وفي الصحافة العالمية، وقبل ذلك وهو المهم هل انكشف عدم صدقه كرئيس أمام الرأي الفلسطيني ، والرأي العام العربي ؟
وما يبرر الشك في موقف ابو مازن والتشكيك في قناعاته ، انه يتفق مع حركة حماس التي تدعو الى إبادة دولة اسرائيل والشعب ليهودي في دستورها وقانونها وممارستها وايمانها. بنفس الوقت الذي يعترف فيه بالهولوكوست كأبشع جريمة في تاريخنا المعاصر. هل يُعقل هذين الموقفين المتناقضين تماماً في لحظة واحدة من ذات الشخص !؟
يمكن أن يُعقل هذا حين يكون صاحب الموقفين ممثلا مسرحياً يقف على خشبة مسرح في مدينة ما ، مقنّعاً ليغير شخصيته بحسب الدور المسرحي على خشبة المسرح في مسرحية هزلية.
لكن أن تمسك بيد من يدعو الى ابادة الشعب اليهودي بيدك اليمين حليفاً لك ، وتمد اليد الأخرى للشعب اليهودي تبحث عن تفاوض من أجل ما يسمى بعملية سلام ، فهو أمر لا يمت بالسياسة بأية صلة ، لأنه أمر يتعلق بشؤون انتاج فيلم سينمائي في هوليوود مثلاً أو أنه من عالم المسرح والتمثيل الهزلي.
مع اعتذاري واحترامي لعادل الامام الرجل والانسان الجدي مع انه الفنان والممثل الهزلي ، لورود اسمه كاستعارة فنية في مقالي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - احتكار نتنياهو للكارثة
على عجيل منهل ( 2014 / 4 / 29 - 10:46 )
عباس، كما يجدر التشديد، لم ينفِ الكارثة ابدا. كان شك في عدد اليهود الذين قتلوا فيها. ‘إن احداً لا يمكنه أن يؤكد أو أن ينفي بان ستة ملايين يهودي ابيدوا’، كتب في رسالة الدكتوراة، ‘بحيث أنه يحتمل أن يكون عدد الضحايا بالفعل ستة ملايين، ولكن في نفس الوقت يحتمل أن يكون هذا العدد اقل من ذلك، اقل من مليون’


2 - ياسر عرفات
على عجيل منهل ( 2014 / 4 / 29 - 10:48 )
ذات- نتنياهو الذي في 1998، في ولايته السابقة كرئيس للوزراء، ذعر من مبادرة أرون ميلر، مستشار كلينتون الكبير في شؤون المسيرة السلمية-، لدعوة ياسر عرفات الى متحف الكارثة في واشنطن-. والضغط الذي مارسته اسرائيل على ادارة المتحف وعلى المنظمات اليهودية نجح، فالغيت الدعوة التي كانت صدرت. ورغم ذلك، فان الضغوط السياسية للادارة الامريكية أدت الى أن ترفع دعوة جديدة الى عرفات، ولكنها لم تخرج الى حيز التنفيذ.


3 - وولتر رايخ
على عجيل منهل ( 2014 / 4 / 29 - 10:51 )
- كان مدير المتحف وعارض بشدة زيارة عرفات. يحتمل أنه لو كانت الزيارة خرجت في حينه الى حيز التنفيذ، ان يكون عرفات هو الزعيم الفلسطيني الاول الذي يندد بالكارثة. وفي الوقت نفسه، يمكن التخمين بانه حتى لو كان عرفات ندد بالكارثة، ما كان ليلغي بذلك المقارنة التي عقدها نتنياهو بين م.ت.ف والنظام النازي.


4 - الاخ الاستاذ العراقى تحياتى لك
على عجيل منهل ( 2014 / 4 / 29 - 10:55 )
اين استاذنا ابراهامى مختفى الان
الماده اعلاه مقتبسه من المصدر المذكور
هآرتس 28/4/20تسفي برئيل-


5 - نريد فلسطينيين كالنعاج- جدعون ليفي
على عجيل منهل ( 2014 / 4 / 29 - 11:03 )
ما الذي تقوله اسرائيل بنيامين نتنياهو لفلسطين محمود عباس؟ إجلسوا في هدوء ولا تتجرأوا على المقاومة. إجلسوا في هدوء في مواجهة المستوطنات التي ما زالت تبنى بصورة وحشية في اراضيكم؛ ولا تتجرأوا على تعاطي الارهاب ولا على تعاطي الدبلوماسية التي هي كما تعلمون ‘ارهاب سياسي’، ولا على العصيان المدني ولا على المقاطعة مع المستوطنات. إشتروا فقط المنتوجات الاسرائيلية؛ ولا تتظاهروا ولا -تفكروا في احتجاج غير عنيف؛ وتعاونوا مع جيش الاحتلال واجهزته الظلاميه -

هآرتس 27/4/2014


6 - أوري أفنيري
على عجيل منهل ( 2014 / 4 / 29 - 11:19 )

هآرتس-
اان كل مواطني اسرائيل اليهود شركاء بشكل مباشر أو غير مباشر في الاحتلال والقمع، وهذا يضمنا نحن أيضا، المقاتلين ضد الاحتلال. فضرائبنا تمول المستوطنات. شبابنا يملأ صفوف جيش الاحتلال. كلنا نشارك في الانتخابات، وحتى عندما نصوت للاحزاب التي تعارض الاحتلال، فان الانتخابات تمنح الشرعية لحكومة الاحتلال. كلنا نتمتع بهذا الشكل أو ذاك بثمار الاحتلال (مثلا بحقيقة أن السوق الفلسطينية الاسيرة تضطر الى ان تشتري منتجات صناعتنا ومن حقيقة ان الفلسطينيين لا يمكنهم ان يصدروا البضائع التي تنافس تصديرنا.)25/4/2014


7 - المشكلة اليوم في الفكر النازي
سيلوس العراقي ( 2014 / 4 / 29 - 13:38 )
عزيزي الدكتور علي
ان المشكلةالاسرائيلية العبرية ـ الفلسطينية ،لا تتعلق كثيرا بالهولوكوست النازي المعروف أو بعدد ضحايا اليهود على يد النازيين
لكن المشكلة أن جهات فلسطينية تحمل ذات الفكر الهتلري النازي
ومع هذه النازية الجديدة لا يمكن أن نحلم بالسلام
فان اسرائيل ستتفاوض إن أرادت العودة الى التفاوض بثقة تكاد معدومة لأن الطرف الآخر يريد ـ بل من أهدافه ابادتها اليوم قبل الغد
نتمنى أن يتم القضاء على الفكر النازي والعنصري أينما كان ومع من كان

لكن يبدو أن العنصرية هي المرض الذي لن يغادر عالمنا ويدعنا بسلام
مع امنياتي لك عزيزي
ولكل الشعوب بالسلام والأمان


8 - شهادة الدكتوراة
آكو كركوكي ( 2014 / 4 / 29 - 14:23 )

السيد سيلوس العراقي كل الساسة لهم تكتيكاتهم ، ويظهرون عكس مايعتقدون ، وعلى المرء أن ينظر لهم دائماً بعين الشك والريبة والسخرية. وهذا صحيح .

غير إنني أود أن أشير الى جزئية أخرى فيما يتعلق بالدعوة الى التنازل وإلغاء شهادة الدكتوراة . لمجرد إن الباحث غير رئيهُ أو إن رئيهُ صار قديماً أو خاطئاً بحكم الزمن . وأعتقد إن هذا غير صحيح .

فشهادة الدكتوراة هي فقط شهادة لحاملها بقدرتهِ على إجراء البحوث وفق منهج علمي . ويمكن لأي رئي علمي أن يصبح قديماً أو خاطئاً بحكم الزمن والتطور في الوعي أو التكنولوجيا . فلا يقتضي هذا سحب الشهادة والعنوان من حاملها
.
وتقبل أحتراماتي


9 - نعم هذا صحيح
على عجيل منهل ( 2014 / 4 / 29 - 14:31 )
تحياتى لك اخى العراقى المحترم


10 - السيد آكو
سيلوس العراقي ( 2014 / 4 / 29 - 15:15 )
اهلا وسهلا بك
إن أطروحة في مجال الطب والهندسة وافيزياء من الممكن إن لم يكن من المؤكد سوف يطالها التغير مع الزمن
لكن أن تقوم بمحض إرادتك في بحث لاطروحة حول الهولوكوست النازي يستدعي منك أن تقدم فرضيتك بأنها مزيفة مثلا ثم تقدم ما نسميه بالأنتيثيسيس وتدحضه لتدافع عن فرضيتك
أو طرحك
وهذا تماما هو موقف عدائي مسبق ضد اليهود وقد دافع عنه السيد الدكتور
وتصريحه عكس هذا يدل على ثعلبة وحيلة ليس الا
فانه في داخله لم يغير شيئا من عدوانيته وكراهيته
لأنه وضع يديه بيد المنظمة النازية حماس
ولا يمكن اعتبار هذا تكتيكا
الا إذا في المستقبل المنظور برهن عكس ذلك بقيامه بضرب حماس وتجريدها من دستورها النازي علنيا
الى ذلك الحين يعتبر ابو مازن حليفا للنازيين
تحياتي


11 - الأخ سيلوس
آكو كركوكي ( 2014 / 4 / 29 - 15:39 )

السؤال هو : هل طالب الدكتوراة محمود عباس يستطيع أن يقوم ببحوث أكاديمية وفق منهج علمي ؟

على هذا السؤال أجاب أساتذة الجامعة ومنح شهادة دكتوراة بذلك.

أما الأسئلة الأخرى مثل هل يمكن أن يكونوا الأساتذة غير مؤهلين أو مطعون بذمتهم؟
ماذا كان دوافع ومشاعر محمود عباس السياسية فبلاً والآن؟
هل سيضرب حماس أم يتحالف معهم ؟
وغيرها...في رئيي ليس لهُ علاقة بطلب سحب الشهادة منهُ.
ودمتم


12 - الأخ العزيز آكو
سيلوس العراقي ( 2014 / 4 / 29 - 16:10 )
اهلا بالاخ آكو
ان موضوع سحب الشهادة مجرد دعابة وهزل

لا تنسى أن الموضوع هو في حقل الكتابات الساخرة

ولا قيمة لشهادة الدكتوراه
التي حصل عليها الحاقد والممثل الهزلي صاحبها
إن سحبها أم أبقاها
فهي كعلبة سمك سردين انتهت صلاحيتها
وقام برميها هو بنفسه في سلة المهملات بتصريحاته المتضاربة معها

ولا علاقة لاساتذته والمشرف عليه الذي ربما يتفق معه في كراهية اليهود
وهذا هو بيت القصيد : كراهيته لليهود
إضافة الى أن الشهادة منحت له من قبل جامعة سوفيتية سياسية بامتياز
كان يلجأ اليها أمثال بو مازن أيام زمان

تحياتي لك أخ آكو

اخر الافلام

.. حبيها حتى لو كانت عدوتك .. أغلى نصيحة من الفنان محمود مرسى ل


.. جوائز -المصري اليوم- في دورتها الأولى.. جائزة أكمل قرطام لأف




.. بايدن طلب الغناء.. قادة مجموعة السبع يحتفلون بعيد ميلاد المس


.. أحمد فهمي عن عصابة الماكس : بحب نوعية الأفلام دي وزمايلي جام




.. عشر سنوات على مهرجان سينما فلسطين في باريس