الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رحيل المناضل الشيوعي بشير حسين في القامشلي

آلان كرد

2014 / 4 / 30
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


كسنابل القمح العطشى، استقبل فقراء الجزيرة السورية الأفكار الشيوعية، وحملوها في القلب والوجدان، رغم كل النوائب والرياح العاتية الآتية من كل حدب وصوب، وراحوا يبشرون بعالم جديد رغم إرهاب الطغاة وجبروت الإقطاع، واستطاعوا أن يبنوا منظمة عميقة الجذور في هذه البقعة من الوطن العالي ومنهم رفيقنا بشير حسين أبو عمار المناضل الشيوعي القديم الذي رحل عنا قبل أيام عن عمر ناهز الـ 75 عاماً إثر إصابته بمرض عضال.
بعد انتشار الأفكار الشيوعية في مناطق الجزيرة ومنها قريتنا رنكو، ونتيجة الحس الإنساني ورغبة الفلاحين في الخلاص من الفقر والفاقة، وجد فلاحو القرية أنفسهم في الحزب الشيوعي وعن ظروف انتسابه للحزب تحدث الرفيق لصحيفة قاسيون عام 2008 : «فقد كان أخي خليل ينقل لنا أخبار الحزب، وبدأت علاقتنا به عام 1953، وفي عام 1955 انتظمت في صفوف الحزب حيث دعانا الرفيق أحمد فرحة للاجتماع في قرية بليقية بفرقة ضمت الرفاق حسن ومحمد، وإخوتي خليل ونوري وبدران.. وفيما بعد صارت صلتنا مع الرفيق حكمت دوله، ثم أصبحتُ عضوا في اللجنة الفرعية مع الرفاق نذير وحميد صالح و خلف من (أبو دويل)، وكلفت عام 1956بالعمل في القرى المجاورة، وكنت أزور مع الرفيق نذير عبد القادر قرى (حاج ناصر، غزاليكه، توكه، اولجيا، جودارا) لنوصل إليهم مطبوعات الحزب ونشرح لهم سياسته ونجمع التواقيع ضد القنبلة الذرية، وأذكر أنني اقترحت أن يكون الرفيق خلف في عداد وفدنا إلى مهرجان الشباب العالمي في موسكو، وتمت الموافقة على اقتراحي.
وبتوجيه من الحزب بدأ الرفاق عام 1956- 1957 بالنشاط لتوزيع الأرض على الفلاحين، وتشكيل الوفود لمقابلة المسؤولين، وحاولوا وضع اليد على الأرض، فتدخلت الشرطة إلى جانب الملاكين، ولم يتمكنوا من الحصول على الأرض وكان الرفيق بشير من أوائل من خاض المعارك الفلاحية ضد الإقطاع.
يقول الرفيق الراحل: « أخذت رأي الرفيق أبو شهاب بالاستقرار في مدينة القامشلي للحصول على فرصة عمل بعد أن بقينا دون أرض فوافق، وهناك انخرطت في المقاومة الشعبية كشيوعي وساهمت في حراسة شركة الكهرباء والمياه والجسور،.. نجوت مرات عديدة من الاعتقال، وبقيت ملتزماً منذ انتسابي إلى الحزب في مختلف الظروف، رغم كل ما عانيناه لقناعتي الراسخة والدائمة أن الشيوعية هي أمل كل المظلومين بعالم لا ظلم فيه ولا اضطهاد، وسأبقى شيوعياً ما حييت، ولم أدخر جهداً خلال خمسين عاماً وأكثر في الدفاع عن الحزب وسياسته والأفكار الماركسية في مختلف المواقف ومواقع العمل، وما أتمناه أن يتجاوز الرفاق خلافاتهم ويتحدوا في حزب شيوعي واحد، حتى يزداد احترام الناس لنا، لاسيما وأن الخلافات القائمة لا تبرر وجود عدة تنظيمات شيوعية.. أحيي جميع الشيوعيين الحقيقيين أينما كانت مواقعهم التنظيمية، وأنا اليوم على علاقة جيدة مع جميع الرفاق المخلصين في كل الفصائل.. وأشكر صحيفة قاسيون على هذا اللقاء الذي أتاح لي أن أتحدث إلى كل الرفاق». وقد نشرت صحيفة قاسيون هذه المقابلة في العدد 373 السبت 19 أيلول 2008 واجرى اللقاء الرفيق محمد علي طه أبو فهد.
عمل الرفيق الراحل في حقول نفط الرميلان لمدة تتجاوز الـ 35 عاماً عاملاً نشيطاً ونقابياً يدافع عن حقوق عمال النفط.
شيع إلى مثواه الأخير في مقبرة حي الهلالية في مدينة القامشلي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصادر مصرية: وفد حركة حماس سيعود للقاهرة الثلاثاء لاستكمال ا


.. جامعة إدنبرة في اسكتلندا تنضم إلى قائمة الجامعات البريطانية




.. نتنياهو: لا يمكن لأي ضغط دولي أن يمنع إسرائيل من الدفاع عن ن


.. مسيرة في إسطنبول للمطالبة بإيقاف الحرب الإسرائيلية على غزة و




.. أخبار الساعة | حماس تؤكد عدم التنازل عن انسحاب إسرائيل الكام