الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحزب السياسي في دائرة الشلليه

محمد الحاج ابراهيم

2005 / 7 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


ليس أقسى على المجتمع من تقزيم العمل الوطني وإدخاله دوائر المجتمع الضيقة، كاستثمار حزب لصالح فئة اجتماعية، أو عصابية، أو شبابية، ويصبح العضو فيه رهين الوطن المصنوع على القد الذي يختاره هؤلاء، فتُقاس إمكانياته على حساب الوطن كله، وتطلعاته بالحدود الفاصلة معه وتضيع الوطنية بين الأساس والمبتكر.
فكرة العصابة جاءت من العصبية المحدودة ومعيار وجودها قياس الانتصار والهزيمة على أسس فردية أو جماعية، ومن أسبابه ضحالة القراءة بدوائرها السياسية الأوسع والمدى القصير للتطلع، ما يفقدها الرؤية الاستراتيجية والرسم الكبير والبعيد، الذي يؤطر العملية العامة ضمن النسيج المجتمعي محدد البنى والمفاصل، بين كلاسيكية متخلفة ومشاريع مستجدة متوافقة مع ما هو ممكن وضروري.
تهافت النسيج العصبوي وتداعيه مرتبط إلى حد بعيد بإلقاح عقل هذا النسيج بالمعرفة العامة أو الثقافة الوطنية ضمن الحيز الأوسع لحالة الانتماء المجتمعي الكلاسيكي، الذي يُشكل نقطة انطلاق نحو تغيير يمر بسلام عبر بوابة المتحد الوطني، الذي ينفي من خصوصيته الانبهار الفردي الاتكالي حيث الفقدان للخاصية الاجتماعية، ومن مآسيه النزوع نحو التشرزم والأنانية المريضة /لأن هناك أنانية معافاة/،التي تولد مكونا اجتماعيا فاقدا القدرة على المقاومة، أو التحصين حيال أي اعتداء أو هجوم أو غزو يتعرض له هذا المجتمع أو ذاك.
الحزب السياسي يمكن أن يتعرض للتشرذم أو الشرذمة القسرية بحكم قصور الرؤية السياسية عند البعض من أعضاءه والقياديين على وجه الخصوص،وذلك عندما لا يتحرروا من ثقافة الإلغاء المبنية على النصية الثقافية، ما يفسح المجال للنم السياسي الذي يُنتج نما اجتماعيا والعكس صحيح، فيفقد القيادي مصداقيته بالاتجاهين، وبذلك يصطدم الحزب ببوادر التلاشي عبر الهزيمة النفسية التي يصنعها هؤلاء الأعضاء بحكم أدائهم غير المتوازن والفاقد مشاريعه الكبيرة التي تعني الجميع، والسبب الأساسي لهذا كله ضيق أفق الهم العام عندهم، باختزال نضال المجتمع بهم وعبرهم رغم أنهم منه وليس منهم باعتباره الكل وهم الجزء.
لايمكن للحزب السياسي أن ينجح إن لم يمر عبر بوابة الوطن، وأن يكون المواطن يمثل الحالة العليا له بغض النظر عن مكونه دون افتراضات عدوانية، عندئذ تتقاطع الأحزاب متحررة من عقلية المؤامرة وتعمل مع بعض لهذا البناء، ومامن حالة تعطيل لمشروع وطني إلاّ وبُني على أساس الفردية أو الشللية القاصرة وطنيا، لأن الوطن ليس وصفا أو شعرا أو بكاء إنه العمل على الأرض، وأنه الاقتراب أكثر من القوى التي تُشكله كبارا وصغارا أقوياء وضعفاء،وأنه المسؤولية التي يحملها العضو السياسي تجاه العضو من حزب آخر باعتباره مواطنا من بلده والكل من هذا الوطن لاغيا بذلك لغة التناحر، إنه الإنسان بما يحمل من طاقات يُسخرها خدمة للإنسان الذي يبدأ في البيت والشارع والوطن والعالم،فالكل متقاطع بتحقيق المصلحة للجميع احتراما للحياة التي يعيشها البشر والمحددة وسطيا بسبعين عاما تقل أو تكثر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا والصين.. تحالف لإقامة -عدالة عالمية- والتصدي لهيمنة ال


.. مجلس النواب الأمريكي يصوت بالأغلبية على مشروع قانون يمنع تجم




.. وصول جندي إسرائيلي مصاب إلى أحد مستشفيات حيفا شمال إسرائيل


.. ماذا تعرف عن صاروخ -إس 5- الروسي الذي أطلقه حزب الله تجاه مس




.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح