الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المحقق الأيديولوجي

سمير هزيم

2014 / 5 / 1
الادب والفن


خرجت مع أصدقائي الشباب مظاهرة ضد الانقلاب .. كنا نمشي وراء الهتّاف ونصرخ وراءه ... حيدو نحن البعثية حيدو ...
وهيك كل شوي ...
حيدو نحنا البعثية حيدو ..
الى ان وصلنا في ساحة الشهبندر ..حيث كان مقررا ان تنضم إلينا هناك ثانوية حول جمال وثانوية ابن الأثير وفرق حزبية من المناطق القريبة ..
هنا وجدنا مجموعة أتت من طريق اخر عددهم 20 رجلا كانت أعمارهم فوق الثلاثين وصولا الى مافوق الخمسين .. ونحن كلنا شباب بعمر ال17-18
دخلو الساحة بحماس شديد وهم يهتفون جيش وشعب وشعب وجيش ..
وبعد ثواني دخلو بيننا وهم يهتفون جيش وشعب وشعب وجيش .. والدفش والطحش متل الثيران .. الله وكيلكن ..
وحيث كنت أقود المظاهرة كنت ارى أصدقائي يتساقطون على الارض كالذباب وكل واحد منهم واضعا يده على جزئه التناسلي .. وهو يصرخ من الألم ..
راقبت ما يحصل .. ان هذه المجموعة هم من المخابرات .. يريدون تفريقنا .. على طريقتهم وهي تهتف وتلوح بيد جيش وشعب وشعب وجيش .. كانت مجموعة المخابرات .. تستعمل اليد الاخرى بعصر أعضاء أصدقائي التناسلية بطريقة شديدة..
واتجه ثلاثة باتجاهي .. اتخذت وضعية انحناء لا يستطيعون ممارسة هواياتهم معي كما فعلو برفاقي .. ..
أخذت مافيه النصيب .. من ضرب ولبط . واخذوني الى سيارة زيل وقالو لي اطلع اقعد بها وكان يوجد اثنان يحرسها .. ثم تابعو بجلب شباب اخرين ..من المظاهرات الاخرى ..
واخذنونا الى كركون الشيخ حسن في باب الجابية ..
في الكركون حجزونا قرابة 15 شخص ..
بغرفة اعتقد ان مساحتها حوالي مترين - بمترين ...
وبقينا 13 ساعة واقفين ولا يستطيع أيا مننا التحرك إطلاقا .. رائحتنا وانعدام الأوكسجين قتلتنا ..منّا من يريد الحمام ومنا العطشان والجائع ..
بعدها هذا الزمن من التوقيف .. صارو يطلبوننا واحدا واحد ويعود ..
جاء دوري .. انهم لايعرفون اسمي .. قال السجان .. تعا ولا ...
ذهبت معه صاغراً ... دخلت الى غرفة المحقق ..
كان السوال الاول بعد اخذ اسمي والمعلومات الشخصية ..
سألني ... انت مأدلج ولا ..
غشيت من الضحك ..
قلت له شو يعني .. ماعرف يجاوب ..
قال انا عم أسالك .. بتجاوب وبس ولا ..
قلت له .. نعم انا مأدلَج ..
قال وماهي ايديولوجيتك ..
مرة اخرى ضحكت ..وقلت له شو يعني ..
أردت إطالة التحقيق معي .. لانه أريح بكثير .. من نظارة التوقيف ..
كرر واستعمل معي كلمة ولا بعصبية وهددني بالدولاب .. قلت له انا ما بفهم بهذه الكلمات .. أحب ان اسمع منك شو يعني كي استطيع الايجابة ..
قال لي .. جاوب ولا ..
قلت له انا .. مأدلَج والحمدلله عناصركم لبطوني بالساحة ولم اسمح لهم بمس ايديولوجيتي ..
خرجنا في اليوم التالي الى الحرية .. وتفاجأت بأغلبية أصدقائي الذين كانو معي بالمعتقل القصير .. وقد خرجو مسيرة تأييد للانقلاب ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لما تعزم الكراش على سينما الصبح ??


.. موسيقى وأجواء بهجة في أول أيام العام الدراسى بجامعة القاهرة




.. بتكلفة 22 مليون جنيه.. قصر ثقافة الزعيم جمال عبد الناصر يخلد


.. الكلب رامبو بقى نجم سينمائي بس عايز ينام ?? في استوديو #معكم




.. الحب بين أبطال فيلم السيد رامبو -الصحاب- ?