الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأردن.الدولة العميقة

عدنان الأسمر

2014 / 5 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


الأردن.الدولة العميقة

شاءت الأقدار أن أمضي عاما من النفي والإقامة الجبرية في مدينة معان خلال مرحلة الأحكام العرفية ومن محاسن ذلك أن عايشنا أحداث انتفاضة نيسان المجيدة التي نقلت الأردن إلى مرحلة سياسية جديدة ما زالت معالمها تتشكل إلى يومنا هذا ومنذ ذلك التاريخ والأحداث تتعاقب في الجنوب وخاصة في مدينة معان وآخرها ما تشهده المدينة من أحداث عنيفة بين المواطنين وقوات الأمن في هذه الأيام والمستغرب وغير المفهوم استخدام القبضة الحديدية في مواجهة المواطنين وهو تناقض صارخ مع الإستراتيجية السياسية والأمنية التي اعتمدتها القيادة السياسية الأردنية للتعامل مع قوى الحراك الشعبي الأردني منذ انطلاقته كما أنه يتعارض مع التركيبة النوعية لكوادر جهاز الأمن العام فهم على درجة رفيعة من التحصيل العلمي والثقافة وهذا يعني أن الإدارة السياسية الحالية تعرض مستقبل الوطن للخطر فهي لا تأخذ بعين الاعتبار ارتفاع مستويات الفقر والبطالة والغلاء والدين العام وأن الخصخصة قد وضعت الكتلة الاجتماعية التاريخية في مواجهة النظام كما أن العديد من أركان النظام السياسي الأردني ما زالوا يتمسكون بمظاهر الدولة العميقة بحيث يتم إعلاء المصالح والمنافع الفئوية والشخصية على حساب المصالح العامة والتدخل الخفي لفرض ممثلين في الهيئات التشريعية والتمثيلية لمراكز القوى بدلا من تمثيلهم للقطاعات الشعبية وممارسة مراكز القوى للسرقة والاختلاس والسطو على المال العام ومقدرات الوطن لمصالحهم الشخصية وممارسة كل أشكال الدولة العميقة لإفشال ممارسة حقوق المواطنة وحقوق الإنسان والعدالة والمساواة بكل الأشكال الخفية والعلنية فأدوات الدولة العميقة يستغلون مواقعهم الوظيفية للممارسة كل أشكال منع تقدم الأردن وتسخير الهياكل الوظيفية والمؤسسات العامة لخدمة مصالح فئوية خاصة بهم مما يعمق الأزمة ويهدد السلم الأهلي بحيث يتم إنضاج الظروف الموضوعية لتناقض الشعب مع أدوات الدولة العميقة وهذا يعرض استقرار النظام السياسي للخطر علما أن ما يجري في الإقليم واضح وجلي فدول أمنية فولاذية تعرضت لهزات عنيفة فالدولة العميقة بملامح الفساد والاستبداد والأجهزة البوليسية الأمنية سقطت إلى الأبد لأن البديل الذي ينسجم مع التطورات الحضارية الراهنة هو الدولة المدنية دولة القانون والمؤسسات بدون عقلية عرفية فمهما كانت المبررات لا يجوز استخدام القوة بقسوة كما استخدم في معان واستسهال قتل المواطنين كما انه مرفوض مطلقا المس بهيبة أجهزة الدولة السيادية والمؤسسات العامة والتخريب وإشعال الحرائق فالحوار والنقاش والالتقاء على قاعدة الشراكة في الوطن هو الأسلوب الأمثل والأنفع فالمرجو من القيادة السياسية الخروج من حارة الصمت والتدخل لتصويب الأوضاع وعدم تكرار استخدام العنف ضد المواطنين فهذا أسلوب غير محمود ووخيم النتائج كما يجب الوقوف على المشكلات الاجتماعية والاقتصادية والديمقراطية التي تواجه المواطنين والتصدي الحازم لمظاهر الفساد وأدواته والعمل على تحسين مستوى حياة المواطنين بشكل جاد وفعلي ووضع حد لهستيريا الغلاء والفقر والبطالة وحماية الأردن من تدخل العدو الصهيوني .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ليس الحرب الحالية.. ما الخطر الذي يهدد وجود دولة إسرائيل؟ |


.. مجلس النواب العراقي يعقد جلسة برلمانية لاختيار رئيس للمجلس ب




.. هيئة البث الإسرائيلية: توقف مفاوضات صفقة التبادل مع حماس | #


.. الخارجية الروسية تحذر الغرب من -اللعب بالنار- بتزويد كييف بأ




.. هجوم بـ-جسم مجهول-.. سفينة تتعرض -لأضرار طفيفة- في البحر الأ