الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في ذكراه السنوية: سلام عليك محمد باقر الحكيم

ضياء رحيم محسن

2014 / 5 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


شهر رجب، هو الشهر الذي بعث فيه الرسول الأكرم بالنبوة، وهو شهر الرحمن الأصب، وفيه تصب الرحمة والمغفرة من الخالق على عباده صبا، ولا يسمع فيه صوت لقعقعة السلاح، ويعد من الأشهر الحُرم؛ التي حرم فيها أهل الجاهلية قتال تعظيما لهذا الشهر، وبمجي الدين الإسلامي زاده حرمة وتعظيما، وقد ورد عن النبي الأكرم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم أنه قال (( رجب شهر عظيم، يضاعف الرحمن فيه الحسنات ويمحو فيه السيئات)).
في مثل هذا اليوم، قبل إحدى عشرة سنة، وبعد وصوله بما يزيد قليلا من أربعة أشهر، إستشهد السيد محمد باقر الحكيم ( قدس سره)، زعيم المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق، وهو الذي يعد من الشخصيات المؤثرة في تأريخ العراق ما بعد سقوط نظام صدام الدكتاتوري، محمد باقر الحكيم (قدس سره)، هو الخامس من بين عشرة أولاد لزعيم الطائفة الشيعية ( قدس سره الشريف). والمفارقة العجيبة، أن تصادف ذكرى إستشهاده هذا اليوم، مع دخوله الى العراق، بعد سقوط نظام البعث الشوفيني.
حقيقة الأمر، أني أقف عاجزا، كما هي الحروف التي تقف حيرى، عما تنطق به وفاءاً لهذه الشخصية التي أعطت الكثير لبلدها؛ وذهبت للقاء ربها من غير أن تأخذ معها لا أبيض ولا أصفر، ذلك لأن من الصعوبة على أي كاتب، أن يختزل مسيرة أكثر من خمسين سنة لشخص مثله، في بضعة سطور، فقد تلقى العلم من الوالد الحكيم، الذي كان يغرس في نفسه وإخوته معنى التقوى الحقيقية، عبر التأكيد على أساسيات مهمة، من قبيل الصدق والأمانة، وتجنب المحارم التي حرمها رب العالمين، والتأكيد على ضرورة تحمل المسؤولية تجاه الأمة؛ كل هذا كان بموازاة تعليمه الحوزوي والأكاديمي.
مع إعدام الشهيد الصدر الأول (قدس سره)، إبتدأت مرحلة جديدة للسيد شهيد المحراب (قدس سره)؛ حيث أعلن بعد خروجه من العراق الجهاد ضد نظام صدام الدكتاتوري، وقد كان حريصا أشد الحرص على الأمور الشخصية لمن معه من المجاهدين، بحيث يشعر من معه بأنه معه، وكان حريصا على عدم جر البلاد، الى أتون حرب على أسس طائفية وعرقية؛ ودائما ما يؤكد على أن الإسلام هو الدين السماحة والمساواة؛ وأن الإرهابيين هم ليسوا من الشعب، مهما كانت الأقنعة التي يتقنعون بها، وفي حديث له منشور في جريدة العدالة بأن ((منهج القوة لا يعتمد إلا بعد استنفاد كافة الأساليب السلمية والكلمة الطيبة والحوار والمنطق وهو ما لم يستنفد بعد.. وعلينا بذل الجهود المشروعة ذات الطابع السلمي لإنهاء الاحتلال)).
إن الإستشهاد كما هو قيمة إيمانية وإنسانية ذات مستوى رفيع الدرجات، فهو أيضا ليس دعوة للتفجير و القتل، إنما هو سموا ورفعة لكل ما يرسي أساس صلد لخير الإنسانية وتقدم البشرية.
في ذكراه السنوية، التي تصادف مع أيام الإنتخابات البرلمانية التي جاهد من أجل أن يرى ثمرة نضاله، فإننا في أحوج ما نكون الى حكمته وبصيرته وآرائه السديدة، ومع غيابه على أيدي الإرهابيين المارقين عن الدين الحق، وإنتقاله الى الرفيق الأعلى؛ ما زالت إشعاعات فكره ونهجه وتصوراته، عما يجب أن يكون عليه العراق الجديد، عراق ما بعد سقوط نظام صدام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. معبر رفح محور توتر بين مصر واسرائيل وضغوط لإعادة تشغيله


.. رفح: القاهرة تتمسك بانسحاب إسرائيل...هل يمكن العودة لاتفاق ا




.. شاشة الجزيرة تستحضر آلاف المفقودين تحت الأنقاض في قطاع غزة


.. غزة.. ماذا بعد؟| في ملعب من باتت كرة الاتفاق المقترح في خطاب




.. القسام: مخلفات كمين سابق استهدف قوة خاصة إسرائيلية