الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


‏نخبة النخبة وضحية الضحية وديمقراطية العولمة- القسم الاول

عبد الاخوة التميمي

2005 / 7 / 17
الصحافة والاعلام


‏ وانا اتفحص كعادتي صباح كل يوم بريدي الألكتروني توقفت عند بعض البحوث التي ارسلها لي ( المركز الدولي ‏لدراسات امريكا والغرب . تحت عنوان قراءات غربية) لعلماء اجلاء من المعروفين بأمكانياتهم العلمية ومواقعهم ‏المؤثرة في السياسة والأقتصاد على المستوى الأكاديمي والسياسي المتميز.‏
اضافة الى استطلاعات اجرتها منظمات تخصصية بالتعاون مع رموز صحفية وقنوات فضائية عريقة ومؤثرة في القرار ‏السياسي والعالمي.‏
ولعلاقة ذلك بما يجري في العالم ولسرعة وخصوصية الأحداث السياسية والأقتصادية والعسكرية ومن ثم تفاعلها ‏اعلاميا وتأثيرها المباشر على الوحدة الكفاحية للشعوب وتذويب قدراتها السياسية والفكرية ومن ثم توظيفها بما يلائم ‏تطلعات الحيتان العائمة للبحث عن اكل صفار السمك ومطاردة اثاره عبر البحار والمحيطات من خلال عالم العولمة ‏المحدث الذي افرز نخبة في عالم الجنوب التي اسمت نفسها بالمناضلة والمكافحة والمجاهدة .. ليس لخلق المناخ ‏الأقتصادي والسياسي البرنامجي السليم بل لمحاربة النخب وتطلعات الشعوب ومحاصرة الرموز المهيئة لأن تتعايش ‏بطريقة اسلم واكثر عقلانية في مواكبة التطور خدمة لأوسع الجماهير ولمنفعة اوسع الشرائح ... هذه مقدمة اردت من ‏خلالها الدخول الى عالم تشخيص الظواهر التي ستحكم مستقبل العالم وتقرير مصيره .. ولن اثقل على قارئي الكريم ‏بفتح ملفات او كتب لئلا تضيع متعة ما سيحصل عليه من معلومة لتقوية قدراته التركيبية على ربط الظواهر بعضها ‏بالبعض الأخر كما سأجتزء بعض نصوص من بحوث لعلماء اجلاء ومن بينهم ( تموثي غارتوآش) وهو يستشهد بقول ‏الجترال المتقاعد (ويسلي كلارك حين قال " نحن نصنع الأعداء" ) وكذلك الأستطلاع الذي اجرته منظمة (جالوب) ‏بالتعاون مع صحيفة(‏‎ (USA TODAY‏.وقناة‎ ‎‏ ‏CNN‏ لأستطلاع اظهر ان الأكثرية اكدت ان الحرب على العراق ‏جعلت الولايات المتحدة اقل امانا من الأرهاب.‏
اما (ستيف كول) مدير برنامج توجهات السياسة الدولية في جامعة (ميرلاند) الذي قال كلما حدثت تفجيرات قريبة منا ‏فانها تولد الخوف الذي يزيد من حدة القلق حول الأرهاب ويجعل الناس اكثر تقبلا لنوع الأطر التي يستخدمها بوش ... ‏هذه العبارات التي اجتزئتها من بعض البحوث القيمة التي لايكفي ان نقول عنها ملائمة ومشخصة للواقع الراهن ‏وحسب بل كونها ستصبح ستراتيجية علمية وسياسية واقتصادية لدولة العولمة وشركاتها المتعددة الجنسية كما انها ‏درسا بليغا للشعوب والدول وفقا لظروف المرحلة وتفاعلاتها المنسجمة اوالمتناقضة تبعا لمصالح الدول اوالشركات. ‏وبغض النظر عما تضمنته اقوال العلماء الأعلام من الباحثين في ثناياها والتي ساتطرق لذكر البعض الأخر منها ‏فالنتائج تكمن في الخط المتصاعد لعملية النمو والتطور الاقتصادي والتكنولوجي والمعلوماتي بجميع مكوناته واسبابه ‏التي تعزز مقومات النظام مابعد المجتمع الصناعي الذي ساهم في تقريب المسافات والغاء الحدود وتحويل العالم الى ‏قرية صغيرة للسيطره على نقاط الضعف فيه وتفعيل نقاط القوة التي لايملكها الا من يجيد فن الاحتواء والسيطره على ‏رؤوس الاموال والقوة بجميع انواعها واسبابها تلك التي غيرت مسار الافكار الشموليه من حاله الى حاله اكثر كيفيه ‏ومن بين مكونات الحاله الجديده كيفية التعامل مع مكونات الارهاب للسيطره على مواقع الرموز الدينيه والسياسيه بعد ‏الانتهاء من الرمز الاكبر الذي يمثل القطب الكبير في المواجهه التناحريه غير السلميه المتمثل بالمعسكر الشيوعي ‏وامتدادته وتاثيراته على بعض القارات اسواقا وثرواتا وتعبئة جماهيرية ولكي تتم السيطرة على تدفقات رؤوس ل ‏الأموال والهيمنة على الثروات والأستثمار المضمون .. لابد من الدخول في المرحلة التالية المتمثلة بتفتيت رموز دينية ‏وسياسية اقل خطورة من الرمز المنهار عالميا ... وهناك لابد من ايجاد حسابات ودراسات جديدة تتلائم والحالة الكيفية ‏الراهنة وما يتمخض عنها من قطبية ذات تركيبة كيفية جديدة يقول تموثي استاذ الدراسات الأوروبية في جامعة ‏اكسفورد (المركزالدولي لدراسات امريكا والغرب ) (( تصحو الأمة الأمريكية على وقع تراكم الديون والبطالة وصعود ‏الصين كقوة اقتصادية )). اما جوزيف.ئي.ستيجليتز.. الحاصل على جائزة نوبل للأقتصاد واستاذ الأقتصاد بجامعة ‏كولومبيا رئيس مجلس الأستشاريين الأقتصاديين للرئيس السابق كلينتن ونائب اول لرئيس البنك الدولي .. قال ونشر ‏في نفس المصدرفي 13/7/2005 ( ان اتفاق مجموعة الثمان على اعفاء الدول الفقيرة من الديون يعد بحد ذاته حدثا ‏كبيرا ولكن لاينبغي لنا ان نتحدث بالشهامة الظاهرية لهذا التحرك .. ذلك ان قدرا كبيرا من تلك الديون ما كانت الدول ‏الفقيرة لتسدده على اية حال والحقيقة ان الأمر يتطلب توسيع مسالة الأعفاء من الديون بحيث تشمل المزيد من الدول ‏والمزيد من الديون بما في ذلك الديون الثنائية .‏
‏(ويرى الخبير نفسه الذي اعطى وزنا كبيرا للدراسات الأحصائية التي اجراها صندوق النقد الدولي لقياس تأثير ‏المعونات الأجنبيةعلى النمو ويرجع هذا جزئيا الى ان النتائج ذاتها لاتبدو سليمة تماما . فالدراسات المختلفة التي ‏تستعين بمجموعة من البيانات المختلفة والتي تجري في دول مختلفة وباساليب مختلفة وفي اعوام مختلفة تؤدي في ‏النهاية الى نتائج مختلفة على نحو واضح فقد اظهرت مجموعة مبكرة من الدراسات على سبيل المثال ان المعونات ‏تحدث تأثيرا في الدول التي تتمتع بحكومات رشيدة وتتبنى سياسات سليمة في التعامل مع الأقتصاد الشامل وعلى نفس ‏القدر من الأهمية . فمن الثابت تاريخيا ان قدرا كبيرا من المعونات الأجنبية لم يكن يقدم لتعزيز النمو . بل لشراء ‏الصداقات وعلى نحو خاص اثناء الحرب الباردة فحين قرر قادة الغرب منح (موبوتو) الأموال كانو يدركون تمام ‏الأدراك ان تلك الأموال ستذهب الى حسابات في بنوك سويسرا بدلا من ان ينتفع بها شعب زائير (الكونغو) ولقد ‏استخدمت هذه الأموال كما كان مقصودا لها .ليس لدعم التنمية بل لأبقاء( زائير) في جانب المعسكر الغربي ).‏
هذه صورة ليست من صنع فنان تشكيلي ولاانشاء من وحي خيال اديب نال جائزة نوبل بل من ابراز المعماريين الذين ‏وحدتهم عوامل ومقومات بناء عمارة العولمة على سمعتها الكونية التي ميزتها عن باقي العمارات كونها لم تعد ‏اليابسة مكانا لأسسها بل جعلت من البحار والمحيطات الأساس الأكثر قوة وامنا لقواها الخارقة ... السؤال الذي ‏ايواجهنا ويطالبنا بالحاح في ان نكون اكثر واقعية في الأجابة عليه ماهي مواقع الخلل فينا نحن سكنة عالم الجنوب؟ ‏وكيف نصمد ومع من يجب ان نتحالف ومن نحن وماهي امكانياتناوباي ظل سنستظل من لهيب التناقضات القطبية ‏القادمة؟؟؟!!!.... للجواب لابد من ان نؤكد
ان ابرز مواقع خللنا .. كوننا لم نعش مكونات النهضة ومقومات ثوابتها وشروط استمرارها بل بقينا نتفاخر بامجاد ‏حضاراتنا التي لاتتجاوز منافعها حدود مراحلها التي كان الأنسان فيها غاية في السمو والأبتكار اذا ما حسبنا ذلك ‏بمقياس الحضرية المؤسسة على وسائل الأنتاج المعتمدة على الطبيعة كمصدر اساسي من مصادر العيش والعلاقه ‏المشاعيه البدائيه.‏
‏2_بعد ان تحولنا الى متلقين لم نحسن فن التفاعل مع غيرنا من اولئك الذين لم يترفعوا على اخذ المعرفه منا حين كنا ‏اكثر درايه منهم رغم صغرها وقلة تاثيرها عليهم.‏
‏3-تسلم زمام امرنا لولينا الذي لايحسن الا قهرنا وفن تسويغ التخلف في جماهيرنا كونه منحدر من عمق مثيولوجي ‏متخلف اولا ولان ذلك يتوافق مع مصلحته الشخصيه ثانيا.‏
‏4- مما لاشك فيه ان البدائل التي سميت بالنخب والتي كانت قد تصدرت لمواجهة من اسمتهم باعداء الشعب قد اصابة‏
الجماهير بخيبة امل كبيرة عند ما تحولت الى اكثر شراسه وافسد مفسده من تلك الحكومات التي اوهمت الامم ‏والشعوب في مكافحتها وجر الجماهير للثوره ضدها مما ساهم في وضع حواجز كبيره وعاليه في اقناع الناس ثانية ‏من الانخراط حتى في مؤسسات المجتمع المدني التي تاقلمت مع المرحلة الجديدة التي لم تكن مفردات مسمياتها مالوفة ‏لدى المجتمعات قبل اكثر من بضعة عقود والتي رددت شعارات الأشتراكية والكفاية والعدل ودفعت تضحيات جسيمة ‏ثمنا لها ولم تجني منها الا السجون والدمار والحروب التي استنزفت جل ثرواتها ناهيك عن القبور التي اصبحت سمة ‏العصر .‏
‏5- تحولت المديونات التي تسمى بعلم الأقتصاد بالكريهه وانتقلت الأموال في ال( ‏‎ (WALL STREETوفي بقية ‏بنوك العالم المتقدمة من حالة الى حالة كيفية اكثر عصرنه فيما يتعلق بالأصول المالية او ائتماناتها جراء التطور ‏الهائل في آليات انتقالها الكترونيا والتي انعكست تأثيراتها على الأسواق والأستثمار والبطالة من عالم الشمال على ‏عالم الجنوب وهذا يعني اللجوء الى خلق مناطق ساخنه على الصعيد العالمي وسينعكس ذلك كحصيلة حاصل على ‏النخب التي كانت مكافحة في عالم الجنوب لتغيير الأنظمة والتي ستؤول بعد معرفة مكوناتها العاطفية والغريزية ‏وانحداراتها الأجتماعية والأقتصادية تحت نعمة المال الوفير والأصابة بغرور داء السلطة وقلة مقاومتها لأغراءات ‏تحت تأثير الخوف من ازالتها من مواقعها ومعرفتها الحقيقية بدهاليز الوصول الى تغييرها كونها خبرت جميع الطرق ‏الغير مشروعة لتغييير انماط ولم تتكيف الأ لملئ الجيوب وانواع التسلط بعد ان تحولت من نخبة مجاهدة او مناضلة ‏الى سلطة فاسدة ومتعسفة وهنا نحتاج الى نخبة النخبة بانماط جديدة وقوانين جديدة ترتكز على دساتير جديدة تتوائم ‏مع واقع حال جديد لن يتحول فيه الضحية الى جلاد وهذا يعني وضع ثوابت تحد من اغراءات المال والسلطة باطر ‏جديدة قوامها مؤسسات اكثر عصرية للدولة الجديدة ورقابة علمية دستورية وشفافية ليست للأدعاء يحتمي بها ‏اللصوص والسراق لتذهب القروض والمنح من اسس منحها لترتحل الى جيوب من يشرف على تطبيقها أما كيف ‏نصمدومع من نتحالف .... فالجواب ان لانطنب بالحديث عن رقعة القيم الأخلاقية والتوسيع الأنشائي في مفاهيمها ‏الفكرية على حساب التطبيق الواقعي لعلاقات وسائل التطور الحضاري المادية التي تفرز موضوعيا اخلاق جديدة ‏تخضع لنواميس علاقات تطور وسائل الأنتاج وتطبيقاتها المنسجمة مع حداثة العصر وتربيته المنبثقة من رحم التطور ‏وعصرنة الحياة وهذا لايتعارض مع الجانب الروحي لما تفكر فيه شعوب الجنوب ولنا في اليابان خير مثال لهذه ‏التطبيقات والممارسات الروحية اما كيف نصمد ومع من نتحالف؟
لقد علمتنا الحياة عبر تاريخنا التعسفي الطويل ان اكبر هزائمنا وضعفنا يكمن في الأنفراد في السلطة وصعود ‏الديكتاتورية مما يسهل سحق الجماهير والتوغل في جريمة وأدها وابعادها عن مواجهة الأخطار المحدقة بها والتي ‏تعنيها حصرا بابعادها عن اتخاذ القرارات التي تعنيها والتي تؤثر وتتأثر بها وعدم وجود انظمة دستورية تساهم في ‏تداول السلطة والسماح بالراي والراي الأخر بالأظافة الى المرونة في التعامل الأقتصادي مقرونا بآلية اقتصاد السوق ‏وخلق تنمية مستدامة اساسها التنمية البشرية والأبتعاد عن فلسفة الخرافة وتسويغ العلم والمعرفة العلمية وان تكون ‏جميع دول العالم ميدان تحالفاتنا بما يخدم مصالح شعوبنا ويؤمن نجاح برامجنا وان نعيد النظر بجميع قوانينا بما فيها ‏من نحن وان نقر ما نحن الا امة عراقية لها من الحقوق وعليها من الواجبات وان نعي اننا امة من الجنوب المبتلاة ‏بعقم التطرف وتهور المغالاة التي تتفاخر بالجهل وتستهزء بالعلم وتتاجربالوهم وتستفز المناضلين والعلماء وتصادر ‏الحريات باسم التدين والأكثار من دور العبادة التي تحول الكثير منها الى اداة لثقافة التقتيل والترهيب والغاء الأخر ‏تحت عبارات واقوال لا يجمعها جامع مع الحياة والأنسان على حد سواء بل لمأرب في نفوس المستفيدين والسلاطين ‏الذين دفعوا وعاظهم الى تخدير بسطاء الناس وهم كثر وخلق بيئة ثقافية تهيئ الناس في ان لاتعترض على الحكام في ‏حالة ان يكونوا اعداء او اصدقاء لهذا القطب او ذاك وفق ما تشتهيه سياسة الأقطاب كون قطع الصلات بالشعوب من ‏خلال عدم وجود دساتير تتقرر بها العلاقات التي تحكم صلة الجماهير بالسلطة بعيدا عن الأمزجة الشخصية والرغبات ‏الخاصة وبالتالي تعزيز دستور و قانون تداول السلطة الذي تكون ورقة الأقتراع فيه الفيصل في مجيئ هذا الحاكم او ‏ذاك او مساومة السلطة لهذا القطب او ذاك وهذا يعني ابعاد الحكام المتهورين عن دست الحكم اولئك الذين اشعلوا ‏الحرائق للشعوب فتفحمت فيها اجسادهم قبل ثرواتهم وفي النهاية على الشعوب ان لاتسمح بصداقات رؤساء لدول ‏واستلام المنح والقروض لبناء مجد شخص وان لاتفرط باهداف الأمة وتخضع ارادتها للمزاج الشخصي بل ان يخضع ‏الجميع لمراقبة الجميع وان تتحالف الجميع لأقناع الجميع من اجل نبذ التعسفيين من حكم الجميع وهذا لايتم الا بارتقاء ‏نخبة النخبة وفرز الضحية الجلاد وتعزيز دور المضحي بعد ديمقراطية العولمة وعولمة الديمقراطية التي بها نستظل ‏وبامكانيات شعوبنا نحتمي وبثرواتنا نستقطب الجميع ولانُستقطب وننشد صداقة الجميع... ‏








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل حسن نصر الله: الأحزاب السياسية في لبنان تواصل إصدار بيا


.. صفارات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل وشوارع خالية من السكان




.. كيف يبدو المشهد في المنطقة بعد مقتل حسن نصر الله؟


.. هل تنفذ إسرائيل اجتياحا بريا في جنوب لبنان؟ • فرانس 24




.. دخان يتصاعد إثر غارة إسرائيلية بينما تصف مراسلة CNN الوضع في