الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سوريا: معركة المعابر والنصر الموهوم

يوسف بوقرة

2014 / 5 / 1
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


شهدت الساحة السورية أواخر آذار مارس الفارط وبداية نيسان أفريل الحالي تحولا في العمليات العسكرية تجلى في سعي مختلف الأطراف إلى السيطرة عل المعابر الحدودية لا سيما تلك الواقعة على الحدود اللبنانية والحدود التركية فقد سيطر النظام وحلفاؤه على الجبهة النوبية بُغية قطع خطوط الإمداد للمعارضة إن وجدت مع لبنان, أما المعارضة المسلحة بمختلف تشكيلاتها فقد جعلت من السيطرة على المعابر الحدودية مع تركيا هدفها الأبرز وكان لها ذلك. هذا الكرّ والفر يبين أن المعادلة في الحالة السورية ديناميكية وسريعة التغيير وأن النصر العسكري الحاسم لهذا الطرف أو ذاك غير ممكن ضمن المعطيات الحالية أو حتى المستقبلية إذ ما إن أعلن النظام عن استعادته للقلمون وكسبه ثاني أكبر المعارك الاستراتيجية بعد القصير حتى أعلنت المعارضة المسلحة عن السيطرة عل معبر كسب على الحدود مع تركيا.
دخلت قوات النظام يبرود ورفعت العلم السوري على معابر وقلاع وحصون فقدت قيمتها منذ عهد الفتوحات وسارعت قنوات تلفزية إلى نقل الحدث بشكل حصري، قنوات لم ترصد طائرات تلقي براميل الموت عوضا عن لوازم العيش. ذات العلم الذي رفرف على المعابر الحدودية مع لبنان أنزل من على المعابر الواقعة على الحدود التركية إثر سيطرة الفصائل المسلحة على سابع معبر من أصل ثمانية وهي سيطرة لعبت فيها تركيا دورا كبيرا، تركيا التي لم تجن من انضمامها للحلف الأطلسي وسعيها المحموم إلى الالتحاق بالاتحاد الأوروبي إلا قاعدة «أنجرليك» سيئة الذكر لدى العراقيين خصوصا ولم يدرك ساستها أن دخول التاريخ يتطلب رجالا أمثال محمد الفاتح لا سلعا مقلدة ودراما تلفزيونية تتحلق لمشاهدتها زوجات وصديقات وعشيقات وتجني منها القنوات التلفزيونية مبالغ طائلة تنفق لاقتناء جزء ثان وثالث ورابع.
إن تركيز طرفيْ الصراع الدائر في سوريا على أطراف البلاد يعكس حالة من العجز عن الحسم الميداني في باقي المدن وأصبح النصر الإعلامي هو الطاغي حيث نشاهد مسؤولين نظاميين مصحوبين بآلات تصوير وفريق تلفزي لتفقد موقع «محرر» هوفي الأصل أطلال دون حاجة إلى حرب، ومعارضة توثق مشاهد تجسد دخولها إلى أشباه مدن وقرى لا تقل دمارا أو خرابا عن تلك التي دخلتها القوات النظامية، وبين المشهدين حقيقة مرة هي أن سوريا أصبحت بلدا مدمّرا وممزقا يتقاطر عليه المسلحون من جيش حر وجبهة نصرة وغيرهما من الفصائل من جهة ومقاتلون «أشداء» تدربوا لدى الملالي وفي الضواحي ودخلوا سوريا بحجج مختلفة تاركين خلف ظهورهم عدوا طالما هتفوا بالموت له في كل اجتماعاتهم.
في الولايات المتحدة الأمريكية عادة ما تبدأ الاستعدادات للانتخابات الرئاسية قبل حوالي سنتين من نهاية نيابة الرئيس المباشر، هكذا بنوا أمريكا الأمس ويبنون أمريكا اليوم والغد.
أما في شام الغد فإن آجال الترشح للانتخابات لا تتجاوز عشرة أيام من تاريخ فتح باب الترشح، إنجاز عربي آخر هذه المرة دون حاجة إلى تنقيح للدستور!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيمرسون بأ


.. شبكات | بالفيديو.. هروب بن غفير من المتظاهرين الإسرائيليين ب




.. Triangle of Love - To Your Left: Palestine | مثلث الحب: حكام


.. لطخوا وجوههم بالأحمر.. وقفة احتجاجية لعائلات الرهائن الإسرائ




.. الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا