الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نظرة على النظرية الكوربوراتية

عماد فواز

2014 / 5 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


الكوربوراتية كما عرفها "هوراد.ج. وياردا" هي نظام للتنظيم الاجتماعي والسياسي تقوم فيه الدولة بالسيطرة والتقييد وأحيانا احتكار، بل وخلق جماعات المصالح أو المجتمع المدني الذي يدور في فلكها، ومع بدء المجتمعات في التحديث ولاسيما إدخال مزيد من التعددية، فإن آليات السيطرة الكوربوراتية تبدو شديدة الجاذبية للنخبة الحاكمة، سواء كانت عسكرية أو مدنية ( وبذلك تكون الكوربوراتية متوافقة مع الحكومات المنتخبة)، باعتبارها وسيلة لكبح جماح القوي الاجتماعية المثيرة للاضطرابات والفوضى غالبا والتعددية التي لا مناص من مصاحبتها ولكن بدون إطلاق العنان للقوي السياسية التي قد تكون عوامل عدم استقرار، ومن الممكن اعتبار سيطرة الكوربوراتية على الجماعات الاجتماعية والسياسية واقعة عند الطرف المقابل لمنظومة الليبرالية، أو التعددية، أو الترابطية الحرة، أو الديمقراطية، ومعظم الدول تقع في نطاق هذه المنظومة بدرجات متفاوتة من نظام الكوربوراتية في مقابل الليبرالية.

والكوربوراتية، مازالت قائمة ومزدهرة في أجزاء مختلفة من العالم، فهي موجودة في شكلها التعددي، والديمقراطي وبالمشاركة وشكلها "الاجتماعي" في نظام التعاون المؤسسي وفي اندماج جماعات المصالح في عملية اتخاذ القرار في الدولة الحديثة، في معظم أوروبا واليابان وحتى في أمريكا الشمالية، وهى منتشرة على الأقل في شكلها الذي تسيطر عليه الدولة، والبيروقراطية والنخبة والتحكم في العالم الثالث ولاسيما شرق وجنوب شرق أسيا، وأمريكا اللاتينية والشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب الصحراء، وقد أدى انحسار أو اختفاء الكثير نظم الحكم الاستبدادي في العالم الثالث غالبا إلى اعتقادنا بأن نظام الكوربوراتية قد اختفى معها، ولكن في الواقع رغم أن نظام الكوربوراتية الواضح أو الإيديولوجي قد حل محله في العديد من البلدان نوع من الديمقراطية المحدودة إلى حد بعيد "غير ليبرالية، تفويضية، مقيدة" فإن آليات الكوربوراتية للسيطرة من اجل تنظيم أنشطة جماعات المصالح ظلت غالبا قائمة على حالها، والواقع أن استمرار آليات السيطرة الكوربوراتية فعليا بشكل كامل أو جزئي، هي التي تفسر الى حد بعيد السبب في أن الديمقراطية الجديدة فى العالم الثالث غالبا ما تكون محدودة وغير ليبرالية وفي أن ما نطلق عليه إصلاحات "المرحلة الثانية" أو "الجيل الثاني" – الشفافية والإصلاح القضائي.. الخ، التي روج لها دعاة الديمقراطية قد فشلت حتى الآن في معظم البلدان، في تحقيق الكثير من ذلك.

ولكن إذا أراد دعاة الديمقراطية والمجتمع المدني رؤية تقدم في برنامج عملهم، فإنه ينبغي عليهم بطريقة أو بأخرى، إن يتفهموا ظاهرة الكوربوراتية، فإما إن يتم تفكيك الكوربوراتية تماما (وهو أمر غير محتمل)، حتى تتمكن الديمقراطية الكاملة من الظهور، وإما التعايش والتكيف معها، وأيا كان البديل الذي سيتخذ فإنه من الواضح أن الكوربوراتية، كظاهرة سياسية مستمرة وموجودة ويجب التعامل معها بواقعية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن يوقع حزم المساعدات الخارجية.. فهل ستمثل دفعة سياسية له


.. شهيد برصاص الاحتلال الإسرائيلي بعد اقتحامها مدينة رام الله ف




.. بايدن يسخر من ترمب ومن -صبغ شعره- خلال حفل انتخابي


.. أب يبكي بحرقة في وداع طفلته التي قتلها القصف الإسرائيلي




.. -الأسوأ في العالم-.. مرض مهاجم أتليتيكو مدريد ألفارو موراتا