الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العبقريه والجنون !! ..(الجزء الثاني)

عدنان سلمان النصيري

2014 / 5 / 3
الادب والفن


مقدمه عامه من الجزء الاول:
المواهب والنبوغ طاقات روحيه وفكريه متفاعله، تتباين بدرجة خصبها بين المبدعين، وهي ملازمه لنمط معين نادرمن البشر ، ولطالما هي كامنه تحتاج الى لحظة تفجر وتحرر وانطلاق في ظروف مثاليه ، لاتتجسد الا بالمهادنه مع الذات قبل الوصول الى اقصى درجات الاستحضارالروحي والفكري الذي يسمى بالاستلهام والالهام . وهنا لايعنينا شيئ بقدرمعرفة الظرف المثالي لانطلاق هذه القابليه او الظاهره ومعرفة عناصرالقوه المساعده و المحركه لها التي تقود الى لحظة التفجر وتحقيق الابداع .
ومن خلال ذلك لابدمنا ان نخوض استعراضات الخلفيات التاريخيه التي تتناول الربط الجدلي والعلاقه بين طبيعة الميثلوجيات (علم العقائد) عند العرب القدماء والحضارات الاخرى العريقه مثل الاغريقيه (اليونانيه القديمه)،واوجه التشابه والاختلاف بطريقة التعامل والاعتقاد مع القوى الخفيه بالعالم غير المنظور. وتناول جدلية تسمية الابداع والمواهب المتميزه بالعبقريه التي تعني تلبس نوع خاص من سلالة جني عبقر .
اصل كلمة عبقري : هو صفة عبقر السيد وهي نفس التسميه باللغه اللاتينيه عندما يطلق جنيس Genius على عبقري.

شواهد داعمه للعلاقه بين الجن والناس :
ويعتبر القران الكريم من اهم المدونات المكتوبه التي وثقت لاهم معتقدات العرب وتؤكد على حقيقتها ، ووضحت طبيعة العلاقات الراسخه بين الانسان وعالم الجن التي اصبحت هذه العلاقه جدليه في الاعتقاد بوجود قوى خفيه من عالم اخر كالجن تؤثر على اكتساب القدرات الخارقه للبشر .وصارت تعطي دفعا بالربط بين كل ماقيل وما اشيع من روايات وحكايات مستمده من طبيعة هذه القدرات ، وخصوصا للشعراء الاولين في عصر الجاهليه ، مثل اشعار اصحاب المعلقات ،لتكون خير ادله توثيقيه منقوله لنا ، ولعلها بقيت تعتمد في زمانها على العلاقه والتسليم لقدرات العالم الخفي .
وقد تناول القران الكريم في عدد غير قليل من اياته،التاكيد على هذه الحقائق كما هو واضح بالايات التاليه :
وقوله تعالى : سورة الصافات آية رقم 36 ويقولون أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون
سبأ (آية:12): ولسليمان الريح غدوها شهر ورواحها شهر واسلنا له عين القطر ومن الجن من يعمل بين يديه باذن ربه ومن يزغ منهم عن امرنا نذقه من عذاب السعير.سورة النمل آية39: {قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإني عليه لقوي أمين .البقرة (آية:102): واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما انزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من احد حتى يقولا انما نحن فتنه.....النمل (آية:17): وحشر لسليمان جنوده من الجن والانس والطير فهم يوزعون ، ولقد آتينا داود منا فضلا يا جبال أوبي معه والطير وألنا له الحديد ولسليمان الريح غدوها شهر ورواحها شهر وأسلنا له عين القطر ومن الجن من يعمل بين يديه بإذن ربه ومن يزغ منهم عن أمرنا نذقه من عذاب السعير . سبأ41: قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنَا مِنْ دُونِهِمْ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ .
واهم ما تناولته الروايات والقصص القديمه عند العرب : يقول الأصفهاني ان العرب نسبوا كل شيء في الجودة إلى (عبقر) وهو سيد الجن بالميثولوجيا القديمه ، حتى أصبح يقال: لم أرَ عبقرياً مثله- واختلفوا في فهم المعنى، وتعيين نسبته، فمنهم قال: إن عبقر في أرض اليمن، أو في اليمامة ومنهم قال: إن عبقر اسم جبل في الجزيرة العربية .‏
أما ياقوت - في معجم البلدان فيقول : لعل عبقر كان بلداً قديماً وتخرب، ولما لم يعرفوه نسبوه إلى الجن، ونسب كل شيء جيد إلى عبقر .‏ أما المعاجم اللغوية تقول :‏ إن عبقر قرية يسكنها الجن وينسب إليها كل عمل عظيم .أما الشعراء فكانوا يزعمون أن الشياطين تلقى على أفواهها الشعر، ولكل شاعر شيطانه، ومن كان شيطانه أمرد كان شعره أجود .‏ والعرب عرفوا صلة الشاعر بمصدر وحيه وهذا المصدر منهل العبقرية . مثل:- لافظ بن لاحظ صاحب امرىء القيس, هبيد بن الصلادم صاحب عبيد بن الأبرص. هاذر بن ماهر صاحب النابغه الذبياني, مدرك بن واغم صاحب الكميت ...الخ .
وجاء الاعتقاد بعالم الجن وعبقر في اشعارعرب الجاهليه :وكما في شعر زهير ، وهو يشبه الفرسان، بقوله: إذا فزعوا طاروا إلى مستغيثهم .. طوال الرماح لا ضعاف ولا عزل
بخيل عليها جِنة عبقرية .. جديرون يوماً أن ينالوا فيستعلوا
وقال لبيد:ومن فاد من إخوانهم وبنيهم كهول وشبان كجنة عبقر
وذكر حاتم الطائي الفتيان الفرسان وهم يحملون رماحهم على ظهور الخيل ، وشبههم بـ( جن عبقر ) :
عليهن فتيان كجنة عبقر .. يهزون بالأيدي الوشيج المقوّما
ومثل ذلك ماكان يدعيه الأعشى بأن له جنياً اسمه (مِسحَل)، يلازمه ويلقي على لسانه الشعر، فينتصر به على الخصوم والأعداء، ويفحم به الشعراء الهجائين. وقد صور ذلك في قوله يهجو قوماً استعانوا عليه بشاعر يدعى (جهنَّام)، فاستعان عليهم بشيطانه.
لازالت جدلية عبقر قائمه وشغلت الذهن العربي، بالرغم من التردد والخجل في معظم الاحيان درءا من لبس الاتهام بالخرافه ، في تلبس الجن الذي يمنح الالهام بصفة العبقريه لكل العباقره .
(البقيه بالجزء الثالث )>>>




















التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ا?صابة الفنان جلال الذكي في حادث سير


.. العربية ويكند |انطلاق النسخة الأولى من مهرجان نيويورك لأفلام




.. مهرجان كان السينمائي - عن الفيلم -ألماس خام- للمخرجة الفرنسي


.. وفاة زوجة الفنان أحمد عدوية




.. طارق الشناوي يحسم جدل عن أم كلثوم.. بشهادة عمه مأمون الشناوي