الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة قصيرة جدا إلى تجار الممانعة ومكافحة التطبيع مع العدو

وليم نصار
مؤلف موسيقي ومغني سياسي

(William Nassar)

2014 / 5 / 3
الارهاب, الحرب والسلام


قد تبدو تلك الرسالة غريبة .. أو مقطوعة الصلة عن الأحداث الساخنة التي تعصف بالمنطقة والشعوب العربية.
قد تبدو سباحة ضد التيار ... عند من يعتقد أن البطركية المارونية تمثل موارنة لبنان دون غيرهم ..
قد تبدو تلك الرسالة منسلخة عن الكوكب العربي الممانع .. مع التذكير بأنني على رأس مقاومي التطبيع .. دون تجارة أو إعلام أو شعارات.

أعرف تاريخ الكنيسة المارونية جيدا .. أعرفه منذ الراهب العنصري والقاتل شربل قسيس إلى تلاميذه بشير الجميل وإيلي حبيقة وميشيل سماحة وغيرهم .. وصولا إلى سمير جعجع ..
أعرفه منذ إطلاق الشعار "لن يبقى فلسطيني على أرض لبنان" ... وأدركه منذ إطلاق الرهبانيات "الانعزالية" شعارها "لو كان المسيح فلسطينيا لذبحناه" ...
أعرف هذا التاريخ ... ممتدا من السبت الاسود ومذبحة حارة الغوارنة ... وصولا إلى مذبحة صبرا وشاتيلا ...

ولم نكف يوما عن القول أن الموارنة في لبنان ينتحرون طوعا .. باختيار درب تحمل أبشع الدمار يلحق بمسيحيي لبنان وسائر بلاد العرب ..
لكني أعرف أيضا وجوها مشرقة في كنيستنا ... تضيء سراج الذاكرة وتعيد البسمة إلى وجه يسوع الفلسطيني ...
المطران غريغوار حداد .. مثالا لا حصرا ...

ولكي لا يخرجن أحد علينا من أبطال "الممانعة الكرتونية" .. وتجار "شعارات مكافحة التطبيع مع العدو" .. فانني أرمي في الوجوه حقائق .. وأمضي ..

ماذا نقول، ردا على تخوين البعض لمطران الكنيسة المارونية في لبنان وسائر المشرق بشارة الراعي لقرار زيارته فلسطين؟ ماذا نقول، ردا، كي نخفض نسبة ارتفاع "الأدرنالين الثوري" لديهم؟

أصعب الكتابات وأشقها وأعسرها على النفس ... تلك التي تنتقد بها رفاقك ومن يحملون نفس أفكارك!!! لكن الكلمة، متى جاءت شهادة حياة وحكاية تجربة تجاوزت الفكر لتبلغ عمق العروق، فهي تحمل بعض العذر لقائلها، وشفاعة ترد عنه ما لا يشتهي من تقولات المتقولين.

أعرف تماما أن خرافات البطولة .. واللبناني "المفتت للصخر" .. واللبناني مجترح أعجوبة "صدفة الأرجوان ولون الأورانج" .. لن تعفي أحدا من الجوع والعطش والاختناق والهزيمة .. وقد باتت تلك البطولات هزلية ..
لكنني في المقابل أرى تشابها بين خرافات البطولة "الانعزالية" المارونية تلك .. وبين شيزوفرينيا البطولة للانعزالية الجديدة المتطورة بثوبها الاسلامي "والوطني الممانع"...

أقولها وبصراحة .. كما كان أئمة الانعزال "الماروني" .. فان أئمة الانعزال "الاسلامي" الوطني القومي اليساري الممانع .. "صم، بكم، عمي" فهم لا يفقهون.

هل من مجيب على أسئلة لدي ..
ما هي الخطوط العريضة لمكافحة التطبيع مع العدو اليهودي "الاسرائيلي"؟
ما هو برنامج مكافحة التطبيع مع هذا العدو؟
إلى أي معايير سياسية وحزبية و"شخصانية" مصلحية إنتهازية يخضع؟
ما هي نظرة "الممانعين" إلى فلسطينيي الضفة الغربية .. وفلسطين التاريخية؟
هل أنتم فعلا تمارسون ما تطرحونه من شعارات؟

لدي الكثير والكثير من الاسئلة وعلامات الاستفهام والوقائع المخزية ... ولست هنا لاعرض أسباب الصمم وحالة "الانفصام الثوري" .. ولست هنا، في هذه الرسالة لأعرض مأساة الانسان الذي نواياه الوطنية صادقة .. لكن الرؤية الواضحة محجوبة عنه حتى بات نشاطه وبرنامجه مسيئا لفلسطين والفلسطينيين أكثر مما هو مفيد.

صراحة، لا أعرف لماذا كل ذلك الهيجان اللبناني "الممانع" على زيارة البطريرك بشارة الراعي إلى فلسطين ...
قرأت في اليومين الماضيين ... كما من الكتابات والتعليقات والتخوينات والاتهامات بالتطبيع مع العدو للبطريرك الراعي وكنيسته .. ولم يُذكر في كل تلك الكتابات والاتهامات مبرر واحد لها .. عدا عن ختم جواز سفر البطريرك من قبل ضابط أمن "إسرائيلي".

إنطلاقا من هذا المنطق .. سأرد .. وباقتضاب شديد...

يزور البطريرك الراعي الاراضي الفلسطينية .. يزور فلسطين .. وليس "إسرائيل".. هذا أولا .. أم أن نصارى الضفة الغربية .. كما المسلمين .. ليسوا يشرا ولا يستحقون التواصل معهم؟
كيف بالامكان تحرير شعب وأرض من مغتصبها .. وأنت تسدي خدمة مجانية للمحتل بالابقاء على شعب كامل معزولا ومقطوعا عن محيطه الطبيعي؟

أليس منع فلسطينيي الضفة الغربية .. كما منع فلسطينيي الشتات ومخيمات اللجوء والدياسبورا من حقهم في زيارة الدول العربية مساهمة في عزل الفلسطينيين .. وانكشاف ظهرهم ... واختناقهم ووقوعهم تحت ضربات الابتزازات الاسرائيلية؟

لم كل تلك الهجمة التخوينية على زيارة رعوية للقاء رعايا فلسطين الموارنة؟ أم أن موارنة فلسطين هم أيضا كتائبيون و"جعجعيون" و "حراس أرز"؟ .. أو أنهم سيصلبون المسيح ثانية إذا ما تبين أنه فلسطيني؟
لماذا الغزل الذي مارسه وزير الخارجية الايراني ب "إسرائيل" بحضور وزير دفاعها .. ليس خيانة .. ولا تطبيعا .. ولا إهانة لنا نحن الذين قاومنا المحتل سلاحا وفكرا وأسلوب حياة؟

قد يقول البعض أن توقيت الزيارة ليس مناسبا ... أما أنا فأقول أن توقيت الزيارة أكثر من مناسب .. خصوصا في شهر ذكرى احتلال فلسطين ال 66 .. في غياب أي عمل أو نشاط فعلي يضع "إسرائيل" في الزاوية الصعبة .. ويجبرها على التخلي عن سياسة مصادرة الاراضي ... وبناء المستوطنات .. وسياسة الترانسفير والابعاد ..والاعتقالات التعسفية .. الخ ...

أسجل موقفي أخيرا وبالقلم العريض ...

أنا الشيوعي .. الملحد .. والمعارض لكل أشكال التطبيع مع "إسرائيل" .. دولة وشعبا "يهوديا"... أعلن أنني مع أي زيارة أو إقامة في فلسطين ... سواء كانت فلسطين الضفة الغربية أو فلسطين التاريخية ... فهذا تحد وكسر للتعنت اليهودي في منع لم شمل الفلسطينيين .. وإبقاءهم معزولين عن أشقاءهم العرب ... ومعتقلين في سجن كبير إسمه الوطن ..
أنا وليم نصار .. الملحد ... والشيوعي حتى آخر قطرة دم .. وغير المؤمن بالكنيسة .. أعتبر أن زيارة البطريرك بشارة الراعي .. ممارسة لحق العودة إلى فلسطين ... رغم أنف ضابط الأمن "الاسرائيلي" ..

لن يبقى الفلسطينيون وحيدين في الضفة الأخرى ... إنهم الأخوة وأبناء الجوع والقهر ... يشدنا إليهم رباط الرغيف والحرية ...
معا جعنا .. معا عرينا .. معا تظاهرنا .. معا أطلقنا النار على العدو .. ومعا جرحنا .. سنأتي إليهم رغم كل الدروب الشائكة ... وبكافة الوسائل والطرق الممكنة ..
سنعبر إليهم ... لنعود إليها ..


















التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الولايات المتحدة و17 دولة تطالب حماس بإطلاق سراح الرهائن الإ


.. انتشال نحو 400 جثة من ثلاث مقابر جماعية في خان يونس بغزة




.. الجيش الإسرائيلي يعلن قصف 30 هدفا لحماس في رفح • فرانس 24


.. كلاسيكو العين والوحدة نهائي غير ومباراة غير




.. وفد مصري يزور إسرائيل في مسعى لإنجاح مفاوضات التهدئة وصفقة ا