الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثرثرة على الرافدين

راغب الركابي

2014 / 5 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


هذه ثرثرة سأستعير اللفظ فيها من الراحل العظيم نجيب محفوظ ، وسأبيح لنفسي الكلام والقول عن اشياء وقضايا في معنى أخر ومكان اخر ، وساحة الكلام سيكون هناك في بلاد الرافدين تلك البلاد التي قيل إنها لم تشبع من الموت ، وهنا سأحيي بطريقتي شعب الرافدين وقد مارس قبل ايام فيها حقه الدستوري في - الإنتخابات – فأليه التحية من القلب وله الشكر صادقاً ، نعم في الإنتخابات العراقية كدأب شعوبنا العربية والإسلامية نخرج من طابع الجدية والإلتزام والمنهج لنتنافح ولنشهر أسلحتنا بوجه بعضا البعض وكلنا يرفع شعار حق ويريد به باطل .
في هذه المعمعه الإنتخابية كنت مراقباً بدرجة وشاهداً بدرجة - أسمع وأرى - خروقات مهزلة ذوي الشعارات الكبيرة والنافخين بالبوق على صدى التغيير من غير هدى ، وكنت أراقب رئيس الوزراء في ردات فعله على تلكم الهجمة الشعواء ، فرأيته حكيماً شجاعاً صابراً متجاوزاً على الخروقات الأخلاقية للخُطب الطنانه التي عبرت حدود المتعارف عليه من أدب المتخالفين في الديمقراطية ، ولقد كنت أقول لقريبين مني وإلى أصدقاء : إن خيراً للعراق أولاً أن يكافح الإرهاب بشجاعة ومن غير تردد ومن غير إلتواء ، وبنظرة حيادية غير منحازة لم أجد من بين وجوه القوم الذين شاهدتهم من به عزم وعزيمة وقوة وشكيمة أو ممن يُحسن التصرف ولا يميل كل الميل ، نعم رأيت في رئيس الوزراء الإرادة الوطنية على ذلك في كل أشكالها وتلاوينها ، ولذلك أنا أردد الكلام هنا على الملأ ومن جديد ، ومن بعد ان وضعت الإنتخابات أوزآرها وتبين لنا إرادة العراق وماذا يريدون في الكيف وفي النوع ، أقول لرئيس الوزراء : تمسك بمفهوم - الأغلبية السياسية - وأجعلها خيار المرحلة وشعارها وهدفها للتخلص من عفن المحاصصة البغيض ومن تنازع القيل والقال ، ودع في ذلك من لا يريد المشاركة مع الأغلبية لخانة المعارضة ، وهذا هو شأن الديمقراطيات في العالم المتمدن ، والأغلبية السياسية ليست بدعاً ولذلك نريد لها أن تكون قانوناً وسنة ونهج حياة ، ولنرفض من الآن المحاصصة الطائفية والطائفية السياسية ولنرفض الحشر القهري والجمع المتخالف والمتناقض والذي لا يؤدي إلى خير ، بل إلى تبعثر وتشتت وفقدان إتزان .
إنتخابات شعب الرافدين قد كشفت عن طبيعة وهوية المُراد ، في الأمن ورفض الطائفية وبناء الدولة دولة القانون - الدولة المدنية - التي يكون فيها الحق للعدل والحرية والسلام وللعيش الرغيد ، هذا مايريده الشعب وتلك هي فلسفة الإنتخابات وإرادتها في بناء وتأسيس الدولة المدنية الحرة التي تُباعد بين الدولة ورجال الدين المتخلفين ، في المرحلة المقبلة لا وجود لأنصاف الحلول ولا مكان فيها لمن لا يفصح عن أهدافه بشكل واضح جلي وبعيد عن الزوايا والأقبية المظلمة وكلام أهل النفاق .
لقد كان العراقيون جادين وهم يدلون بأصواتهم ، إنهم يستهدفون التغيير لا في الشكل بل في نمط السلوك السياسي والنظام السياسي ، وفي تغيير للوزراء ليكونوا عمليين لا يتحركون وفق ما تمليه عليهم طوائفهم بل ما تريده منهم الإرادة الوطنية و المصلحة الوطنية ، ولذلك نريد في كل خطوة في المستقبل أن تكون مختلفة ومغايرة لما سبق ، إن المهمة شاقة بكل تأكيد وتتطلب مزيداً من النزاهة والشرف وحسن النوايا والخوف من المسؤولية والخوف من المحاسبة ، ونحن نعرف أن ذلك يتطلب حسماً في التعاطي وسبق في إتخاذ القرارات والخطوات ، كما نعرف أن الثقة قد فقدت في البعض ممن كانوا في الواجهة ، ولذلك يريد الشعب التغيير ويريد ان يرى تضحياته ودماءه قد وجدت من يقدرها ، يريد الشعب تعليماً وطنياً نزيهاً يستمد روحه من عمق ومن قيم وقوة الأمة العراقية ومن حاجاتها وتطلعها لمستقبل مشرق ومتجدد ، كما يريد لجيشه وقواه الأمنية أن تكون مُبادرة تلاحق وتقتلع كل ما يُعكر صفو الحياة والأمل والمستقبل ، ويريد الشعب أن تتجدد ثقافته وتتطور ويسمح فيها للمبدعين برفد الحياة بما ينفع الناس ، لُيعزز فيهم روح العمل والمشاركة والبناء وعدم التخريب ، ويريد الشعب أن تكون الثقافة وسيلة لتنشيط القيم الأخلاقية قيم البناء والأعمار والمشاركة .
صحيح ان الطائفية قد باعدت بين شرائح الشعب وقسمته وجزئته وجعلته في وطنه غريباً مما أضعف فيه روحه الوطنية و مساهمته في العمل الوطني ، ولهذا يريد الشعب القضاء على قوى الإرهاب من غير مساومة أو تردد ، يريد الشعب أن يرى قيم العدل و الحرية والسلام سائدة وحاكمة في كل زاوية من زوايا حياته وعمله ، فهذه القيم هي غاية الإنتخابات ومقصودها الأول وضرورتها لهم كضرورة الأكل والشرب ، إن الشعب يريد تغيير في مسار وخطاب التربية السياسية ، لتكون الداعم له في تأصيل قيمه الإجتماعية والروحية تنمو معه وتكبر في ظل الدعم والتوجيه والإرشاد من قبل المسؤولين ، وقضية الوطن لا يجب ان تخضع للهياج ولا للتهريج ولا للمناكفة ، فالفرق بين الطاعة مع الإيمان والحب هي غير الإستسلام والإنقياد والخنوع ، وكل هذا لا بد ان تؤوسسه التربية الوطنية والعمل الصالح لتجعل من كل فرد من أفراد المجتمع راعياً ومسؤولاً عن رعيته ، ولانريد التعميم ولذلك نقول : إن بعض الشركاء السياسين قد أنحرف بعضهم وقد ضعف بعضهم وقلت عزيمت البعض ، وصار هم البعض البحث عن الوظائف و المناصب ، وكل هذا كان نتيجة لخطأ في تفكيرهم وقصر في نظرهم ، ومن يكون كذلك حاله فلايصلح ان يكون مع التغيير الغاية والوسيلة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المكسيك: 100 مليون ناخب يختارون أول رئيسة في تاريخ البلاد


.. فاجأت العروس ونقر أحدها ضيفًا.. طيور بطريق تقتحم حفل زفاف أم




.. إليكم ما نعلمه عن ردود حماس وإسرائيل على الاتفاق المطروح لوق


.. عقبات قد تعترض مسار المقترح الذي أعلن عنه بايدن لوقف الحرب ف




.. حملات الدفاع عن ترامب تتزايد بعد إدانته في قضية شراء الصمت