الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دولةالصمت

نبيل محمود والى

2005 / 7 / 18
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


القرائة المتأنية والمتابع للخارطة السياسية المصرية سيرى عن قرب وجود خمسة قوى أساسية فاعلة سلبا أو إيجابا فى المشهد السياسى فى بلاد الفراعنة على رأسها حزب عسكر يوليو 1952 والذى بدأ بهيئة التحرير وبعد عدة عمليات إستنساخ تفوق فيها المصريون على الغرب سلفا فى إستنساخ النعجة دولى كان الإتحاد القومى ومرورا بالإتحاد الأشتراكى العربى وحزب مصر حتى وصلنا الى الحزب الوطنى الديمقراطى المشتق اسمةتيمنا بالزعيم مصطفى باشا كامل إبان عهد الخديوى عباس حلمى الثانى وهذا الحزب الحاكم عديم اللون والطعم والرائحة غير ذى منهج حزبى متعارف عليه حيث يعتمد فى الحكم على نظرية الحاكم الفرد فى معبد الإله الفرعون وقد تمكن من بسط سيطرة نفوذه على الوطن بأكملة على مدى أكثر من نصف قرن .


وتأتى قوى المعارضة الحزبية مجتمعة المثخنة بقانون الطوارىء وتقيد حرية حركتها فى الشارع المصرى وتهديدات السلطة المستمر لها وملاحقتها مما جفف منابع التمويل لديها وأضعف من شعبيتها كثيرا إضافة الى إكتفاء غالبيتها بمقر وجريدة تجمع بين طياتها المقربين من رئيس الحزب فى صورة تتماثل مع منظومة العمل الحكومى المصرى للتمديد والتوريث مما حول تلك الأحزاب الى نمور من ورق أو معارضة مستأنسة وفى أفضل الأحوال بوتيكات لبيع الصحف التى لايقرؤها إلا نفر قليل من المهمومين بالشأن العام وبهذا النمط فهى لاتحوز على أغلبية مقبولة تعطيها الحق فى الإدعاء بأنها تمثل غالبية المجتمع إلا إنها رغم ذلك قادرة على إثارة جلبة صوتية فى الفضائيات وحركة شعبية محدودة من خلال الصحف الحزبية أو المستقلة تدل على أنها لاتزال على قيد الحياة.

أما جماعة الإخوان المسلمين المحظورة المحسوب عليهاالإرهاب الدينى المتطرف كأحد أذرعتها العسكرية السرية والتى بدأت تتحرك فجأة فى الشارع المصرىبعد أن كانت تحركاتها مقصورة على النقابات المهنية فقط تتبع تلك السياسة الجديدة لإعطاء إنطباع أنها القوة الوحيدة المؤثرة فى تحريك المجتمع وذلك وهم يفوق أكثر أحلام المتفائلون من أعضائها جنونا .
ونأتى الى بيت القصيد المتفرجون وهم غالبية شعب مصر المحروسة بمعنى الكلمةفهم ليس لهم لا فى العير ولا فى النفير جل إهتماماتهم تنحصر فى البحث عن لقمة العيش ومشاهدة مباريات كرة القدم والإستماع الى شعبولا والفيديو كليب والبورنو وتبادل النكات والتعليقات والقفشات ليرفعوا بها عن كاهلهم قسوة ظروف الحياة والفقر المدقع الذى طال الريف والحضر والقائمة طويلة وعريضة تحتاج الى كتب ومجلدات ومعارض ومجسمات لتوصيف حالة كل المصريين مما دفعهم للإنكفاء على ذواتهم على الرغم من كونهم الممثلون الحقيقيون فى دولة الصمت .

أما المعارضة المصرية بالخارج والتى تبذل جهودا حثيثة لا أحد يستطيع إنكارها أو غض النظر عن مدى وقوة تأثيرها العالمى المحدود لتغير المشهد السياس فى مصر فليس لهم قاعدة إرتكاز أساسية فى الداخل من الممكن الإعتماد عليها لبناء حزب سياسى فاعل يتحدث عن هموم والام ومعاناة العقول والطيور المصرية المهاجرة فى ظل تقاعس تام من وزارة الخارجية المصرية عن حمايتهم أو الذود عن مصالحهم ناهيك عن أن معارضتهم من الخارج جعلتهم عرضة لسهام التجريح بالعمالة أو الخيانة لأمريكا أو إسرائيل والتى تلاقى تفهما من الكثيرين فى الشارع والإعلام المصرى الميرى وبعص الصحف المستقلة مما يفقد هؤلاء المصريين الشرفاء الكثير من الأوراق الضاغطة على النظام ويذهب بالعديد من جهودهم الرائعة أدراج الرياح وفى ظل مناخ بمثل تلك الرؤى لايبدو فى المستقبل المنظور أى بارقة أمل فى تغير جذرى فى الخارطة السياسية المصرية إلا إذا قرر المتفرجون الصامتون التحرك بشكل جماعى حتى لو لم يكن منظما عندئذ تقع الواقعة وكما قال الرئيس جيفرسون يجب إنعاش شجرة الحرية من وقت لأخر بدماء الوطنين والأعداء .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا بعد سيطرة إسرائيل على معبر رفح وما موقف القاهرة ؟| المس


.. أوكرانيا تعلن إحباط مخطط لاغتيال زيلينسكي أشرفت عليه روسيا




.. انتفاضة الطلبة ضد الحرب الإسرائيلية في غزة تتمدد في أوروبا


.. ضغوط أمريكية على إسرائيل لإعادة فتح المعابر لإدخال المساعدات




.. قطع الرباط الصليبي الأمامي وعلاجه | #برنامج_التشخيص