الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المثلث.. وأبعاد الولاية الثالثة

عباس ساجت الغزي

2014 / 5 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


المثلث .. وأبعاد الولاية الثالثة
ان المثلث يعني عند العرب الجمال والرقي والامان, فالعربي يفتخر برسم المثلث في صناعة المنسوجات واللوحات, للتعلق بشكل سنَّام الجمل ونِصَال الرماح العوالي, وشكل شعر حبيبته وهي تقسم خصلات شعرها من منتصف الراس على شكل مثلثين لزيادة جمال وجهها, والاهرامات التي تعتبر من عجائب الدنيا خير دليل على ذلك العشق, أما الغرب فالمثلث يعني عندهم الهوية والتاريخ والرجل القوي صاحب الراس الشامخ والقاعدة القوية, ومنها استمدوا نظريات السياسة في العالم الثالث ورسم خرائط التغيير على ضوء الابعاد الثلاثة من اجل احكام السيطرة على العالم.
للمثلث اسرار كثيرة في عالم السياسة, ومن اسرار خارطته السياسية السلسلة المتينة للمثلثات التي صنعها الاستعمار العالمي, وفيها المثلث الاول وابعاده من اليمين السعودية والعراق ورأس الهرم اسرائيل, والاخر العراق وايران ورأس الهرم تركيا, ومثلث ايران افغانستان ورأس الهروم روسيا, افغانستان باكستان ورأس الهرم الهند ...الخ حتى نصل الى مثلث كوريا الجنوبية وكوريا الشمالية ورأس الهرم اليابان, وتلك الدول التي تمثل القواعد في شد وصراعات دائمة بفضل العقل الاستعماري, الذي يعمل بقاعدة ديناميكية فيزيائية تحقق مقدار مناسب في العلاقة بين قطبي القاعدة لتحافظ على قوة رأس الهرم.
نفس تلك الخارطة رسمت على الساحة العراقية, وكان هنالك مثلث يمثل السنة والشيعة ورأس الهرم الاكراد, في محاولة لصناعة سلاسل اصغر تحكم قوة الوعي وبركان ثورات التغير التي يطمح بها ابناء الشعوب الواقعة تحت تأثير السلسلة الاستعمارية الغربية, وللأسف البعد القصير في التفكير والرؤية الضيقة لبعض القادة السياسيين في العراق قد ساهم كثيراً في بلورة قوة واساس تلك القواعد التي يرغب الغرب من خلالها في احكام السيطرة على جميع دول قارة اسيا, وبالتالي تحقيق الحلم الكبير في مثلث افريقيا اسيا ورأس الهرم أوربا التي تعتبر نفسها العظمى, والتي نسيَّ اهلها وسط غرورهم ان العظمة والعزة لله جميعاً.
المثلث العراقي وما فيه من ابعاد الولاية التي تحمل معانٍ وابعاد دلالية هي بحد ذاتها بحاجة الى وقفة قبل ان تكون لها ابعاد ان تكررت, فالولاية هي الامارة, والبلاد التي يتسلط عليها الوالي او السلطان, والوَلاية بفتح الواو تعني النصرة, وبكسرها تعني (الملك), واظن بان التي يرددها الناس هي بالكسرة لسهولة نطقها ورغبة الناس بالطاعة والولاء للملوك دون الخالق, وكانت هنالك تجربة لولايتين لم نستطع من خلالهما كسر طوق المثلث الذي حُشر الشعب العراقي بين اضلاعه في صراع مرير بحثاً عن الحرية في وطن واسع الافق لا تحده ابعاد.
ليعلم الساسة والقادة في العراق, باننا شعب واحد, يجمعنا مصير واحد, وارض مشتركة بيننا, ولا يمكن للمثلثات رغم جمالها في نفوسنا ان تستوعب المد الروحي والحب الازلي الذي نحمل لبعضنا, وليس علينا أن نتقبل نتائج اتفاقاتكم التي قد تكون وخيمة او تتعدى الى الكارثية.
عباس ساجت الغزي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا والصين.. تحالف لإقامة -عدالة عالمية- والتصدي لهيمنة ال


.. مجلس النواب الأمريكي يصوت بالأغلبية على مشروع قانون يمنع تجم




.. وصول جندي إسرائيلي مصاب إلى أحد مستشفيات حيفا شمال إسرائيل


.. ماذا تعرف عن صاروخ -إس 5- الروسي الذي أطلقه حزب الله تجاه مس




.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح