الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا تزوروها كأنها الأندلس

باسم الخندقجي

2014 / 5 / 4
أوراق كتبت في وعن السجن


إن الوفود و الزيارات العربية الفردية و الجماعية القادمة من المحيط و العمق العربي لزيارة فلسطين المحتلة, تحمل في طِيّاتها و تعكس عدة دلالات من أهمها معنى هذه الزيارات و قيمتها في هذا الوقت الحسّاس المليء بالالتباسات و الضبابية التي تلفّ المسألة الفلسطينية, حيث أن الخوض في هذا الجانب لا يعني بالضرورة التعرض الى التهم النمطية ألا و هي التطبيع مع المحتل أو أن الزيارة هي تطبيع مع السجّان و ليس السجين. إذ إن المثير هنا للدهشة و الخوف هو أن التعامل مع الشعب الفلسطيني في ظل الاحتلال أصبح واقياً لا يمكن الفكاك منه, و بالتالي فإن الزيارة المصحوبة بعواصف الوقوف على الأطلال و ذرف الدمع و باقات المشاعر العواطف فوق الأرض الفلسطينية المحتلة إن كانت تعني شيئاً فإنها تعني أندلس جديدة يزوروها العرب مدفوعين بتباريح ماضيهم العريق, أهذا ما يمكن تصوره و فهمه من هذه الزيارات ؟ فنحن نعلم تماماً أن الوفود و الزيارات العربية أثناء عبورها للحدود المحتلة و مرورها بالسجان المحتل و تعرضها لعقده النفسية و تعسفه و اضطهاده تعاني و تتألم و لربما قد تندم على الزيارة, لأنها و للمرة الأولى ترى و تحتكّ رغماً عنها بالوحش الخرافي الذي هزم و حطّم أربعة جيوش عربية, لتتفاجئ هذه الوفود أنه كائن بشري لا يختلف و لا يزيد عنها بشيء سوى بضع انتصارات. و لكن لا تزوروها كأنها الاندلس , إذ هي ليست أطلالاً و لا خراباً, فالشعب لم يزل يروي التراب بدمائه لتزهر الأرض خضراء مفعمة بالسنابل و الشجر, لا تزوروها هكذا بل اتحدوا بها.. التحموا بقهرها و حزنها و آلامها , نعم نحن نعلم بأنكم تبكونها مدفوعين بحبكم لها , نعلم بأنكم تزورونها لتقبيل ترابها , فاشحذوا ضمائركم بها لعلكم حين ترجعون الى دياركم تقصّون على أهلكم و جيرانكم الحكاية الفلسطينية, لعلكم تُنظمون و ذلك أضعف الإيمان في هذا الزمن الرديء مسيرة تضامن معها في احدى الشوارع العربية التي دخلت موسوعة غينيس بأناقتها الفارغة , لعلم تصابون بارتعاشة العروبة و فعلها الثوري المقدس. تجيء الوفود.. تُعقد المؤتمرات .. تُؤخد الصور الرقمية.. تُذاع التقارير.. تُقام الجولات الميدانية ثم إنسياح في الأرض المحتلة محون بالقهر و العواطف و الحسرة ثم مصافحة على أمل بالتحرر و العودة ثم السفر ثم المحتل مرة أخرى .. هل يلتقون و هم يعبرون النهر ؟ هل يفتقدون انفسهم ماذا نسوا .. ماذا ينقصهم؟؟ ما الذي اعتراهم بعد الزيارة السريالية؟ لا شيء .. لا شيء سوى الكرامة و فلسطين..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحكم بالإعدام على الناشطة الإيرانية شريفة محمدي بتهمة الخيا


.. طفل يخترق الحكومة التركية ويسرب وثائق وجوازات سفر ملايين الس




.. أمهات الأسرى الإسرائيليين تنظم احتجاجات ضد حكومة نتنياهو في


.. الفيضانات تغرق خيام اللاجئين في بنجلاديش إثر الأمطار الغزيرة




.. كارثة وبائية تهدد النازحين وسط قطاع غزة