الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المنتدى العربي الدولي لدعم اسرى الحرية يترك بصمات مؤثرة

عباس الجمعة

2014 / 5 / 4
مواضيع وابحاث سياسية




بعد سنوات على ملتقى الجزائر لنصرة الأسرى ومؤتمر المغرب وتونس وجنيف ، يأتي انعقاد المنتدى العربي الدولي لهيئات دعم اسرى الحرية في سجون الاحتلال الإسرائيلي في بيروت ليشكل صوتا مدويا لدعم قضية الاسرى ، ومن هنا لا بد ان نثمن دور المركز العربي الدولي واللجنة الوطنية للدفاع عن الاسرى في سجون الاحتلال والهيئات المنظمة ، بغض النظر عن الملاحظات التي ابديت ، فانعقاد الملتقى على ارض لنان الشقيق ، لبنان المقاومة والانتصار له مكانة مرموقة في قلوبنا وعقولنا ، واسم حفر في سفر تاريخنا وثورتنا ، وتجربة لبنان بمقاومته شكَّل نموذجاً لنا ، بعد الانتصارات التي حققها على العدو الصهيوني .
فعلى أرضه جرت عملية تبادل للأسرى وجثامين الشهداء ، والشعب الفلسطيني لن ينسى ما قدمه لبنان من تضحيات في سبيل القضية الفلسطينية ، ودعمه ومساندته للقضية الفلسطينية ولأبناء الشعب الفلسطيني عامة ، حيث لا تزال تردد قولاً وفعلاً ، على المستوى الرسمي والشعبي .
و المنتدى العربي الدولي لهيئات دعم اسرى الحرية في سجون الاحتلال الإسرائيلي ، لم يكن تنظيمه عفوياً أو عشوائياً ، أو تظاهرة كما يحلو للبعض وصفه ، أو لمجرد مؤتمر انتهى بانتهاء جدول أعماله ، وإنما هو ملتقى تميز بحجم المشاركة الكبيرة وتنوع الشخصيات والمؤسسات المشاركة فيه ، وتناوله لكافة ملفات الحركة الوطنية الأسيرة .
وما مشاركة ممثلين أكثر من خمسين دولة عربية وأجنبية ، من خلال الكلمات و المداخلات وأوراق العمل التي قُدمت في الجلسة الرئيسية أو في ورشات العمل ، كما أن ما تمخض عنه من قرارات وتوصيات واقتراحات تُعتبر في غاية الأهمية .
وللمرة الأولى ومنذ بضع سنوات يلتقي كافة أطياف العمل السياسي الفلسطيني في قاعة واحدة دون أن يقلبوا أوراق الانقسام والخلافات الداخلية ، ويستمع كل طرف للأخر بهدوء واحترام ، رغم ما حاول البعض من العودة للماضي ، ولكن موقف الهيئة المنظمة وعلى رأسها الاستاذ معن بشور واضحة في الرد في مشهد نادراً ما رأيناه منذ سنوات .
من المنطقي والطبيعي أن يهدف المؤتمر للتأكيد على التضامن مع قضية الأسرى إلي بلورة رؤية إستراتيجية لتدويل ملف الأسرى الفلسطينيين وفضح الانتهاكات والجرائم اليومية المرتكبة بحقهم علي يد سجانيهم ومن ثم الإنتقال بهذا الملف المؤلم إلي أرحب الفضاءات وطرحه علي أجندة الإهتمامات العربية والدولية ، لمجابهة هذه الجرائم التي تتعارض تماما مع كافة الأعراف والمواثيق الدولية ، كما أن أحد الأهداف الرئيسية لهذا المنتدى تتمثل في اختراق جدار الصمت الذي أحاط بمؤسسات المجتمع الدولي التي ثبت بالدليل القاطع انحيازها المتواري للجلاد علي حساب الضحية ولربما يكمن السبب وراء ذلك في افتقار هذه المؤسسات إلي الجرأة المطلوبة لمواجهة السلوك العدواني لدولة الاحتلال المدعوم أمريكيا والمنطوي علي استهتار مطلق بكافة القيم الإنسانية وحقوق الإنسان والمتربص بالأصوات المنتقدة له ولكل من تسول له نفسه المطالبة بترسيخ مفاهيم العدالة الدولية والانحياز مع الحق ، بحيث أضحى كل من يصطدم مع الصياغة الجديدة لشعارات الديمقراطية الأميريكية والإسرائيلية الزائفة هدفا مشروعا يستحق الملاحقة او التهديد ، ويُنعت بالإرهاب كل من يشق عصا الطاعة لهذه المنظومة المستبدة ، فانقلبت بذلك الموازين وحُرفت الحقائق بما يتماشى مع مصلحة أمريكا وحليفتها إسرائيل..
وبغض النظر عن قدرة مثل هذه المؤتمرات في إحداث التغيير المطلوب وتعديل الموازين لمصلحة قضية الأسرى علي المستويين الإقليمي والدولي فإنه من المفيد بل من الضروري أن تُسلط الأضواء في إطار المؤتمر المنشود علي الجوانب القانونية والإنسانية لقضية الأسرى وقد يكون للتركيز علي الجوانب ذات الطابع الإنساني أثرا كبيرا في مخاطبة الضمائر الحية واستمالتها نحو حق الأسرى في العيش بكرامة دون قهر واستعباد وقبل كل ذلك حقهم في الحرية باعتبارهم مناضلين قدموا زهرات شبابهم سعيا وراء حق شعبهم في الانعتاق من سطوة آخر الإحتلالات في هذا العصر .
عموما فإن الرياح تأتي كثيرا بغير ما تشتهيه السفن ، فبالرغم مما يجول في الخواطر من الأجدر ألاّ ننشغل كثيرا بخلافاتنا الثانوية عن الهدف الأسمى الذي يعكف علي بلوغه كافة المخلصين في العمل من أجل قضية الأسرى العادلة ، وعليه فمن الضروري في هذه اللحظات أن يتركز الاهتمام وتتجه البوصلة نحو تكاتف الجهود لتحويل ما صدر الى برنامج عمل يسهم في صناعة حراك حقيقي مستفيض في مختلف المحافل وعلى كافة المستويات ، حراكٌ يستند في منطلقاته إلي حق أسرانا في نيل حريتهم والعمل على فضح الانتهاكات التي ترتكبها آلة القمع الاحتلالية بحق أكثر من خمسة الاف ومائة أسير فلسطيني وعربي يواجهون أشكالا متعددة من السياسات والخطط المعدة سلفا بهدف سلب إرادتهم والقضاء علي محتواهم النضالي والوطني في إطار ما بات يعرف بمحاولات صهر وعي الأسرى وتحويلهم إلي مجرد أرقام مهملة لا تسمن ولا تغني من جوع .
ختاما لا بد من القول : ان ما خرج به المنتدى من نتائج تكللت بالنجاح يجب ان تطغى مخرجاته الإيجابية وتوصياته العملية من خلال الاسهام في رفع الظلم الواقع علي الاسرى والاسيرات وتترك بصمات مؤثرة تعود بالنفع علي القضية الفلسطينية عموما وعلى قضية الأسرى علي وجه الخصوص .
كاتب سياسي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لماذا لم تتراجع شعبية ترامب رغم الإدانة؟| #أميركا_اليوم


.. 10 شهداء بينهم أطفال وعدد من الإصابات في قصف استهدف منطقة رم




.. بن غفير: الصفقة تعني التخلي عن تدمير حماس فإذا ذهب نتنياهو ب


.. تشويه لوحة فرنسية شهيرة بسبب التقاعس بمواجهة التغير المناخي




.. تظاهرة في مدينة بينغول التركية دعماً لفلسطين وغزة