الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاعيب السياسيين في سوق الخضار

مفيد بدر عبدالله

2014 / 5 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


انتخابات هذا العام لا تختلف كثيرا عن سابقاتها، فكثير من المرشحين عرضوا ما عندهم بطريقة تشبه الى حد كبير ما يفعله بعض باعة الخضار والفاكهة، يضع اجودها باتجاه المشتري ويخفي التالف منها، وهو ما يقوم بتعبئته (بعلاكة) المشتري و يحكم ربطها بعدة عقد ،لا يكتشف المشتري جودتها الا بعدما يدفع للثمن، لكن البعض هذا العام وبسبب واشتداد التنافس وبقصد زيادة البيع أخذ يهمس في آذان المشترين يحذرهم من خضار الاخرين بقصد جرهم لخضاره .
لم تشهد اي انتخابات شراسة كالتي شهدتها انتخابات هذا العام، ازدادت وتيرتها كلما التهمت الحملة الدعائية ايامها الاخيرة، حتى أضحت شبه حرب مستعرة، وحتى ما سبقها من عمليات تمزيق وتشوه للافتات الانتخابية قد تكون مرتبطة بهذا التنافس المحموم الذي تطور لازمة ثقة واتهامات متبادلة بخرق القواعد الانتخابية والتشكيك بالعد والفرز.
شعار التغيير طغى على الحملات الدعائية واصبح قاسما مشتركا لأغلب المتنافسين، حتى أصحاب الحكومة السابقة، مبررين ان حكومة الشراكة الوطنية (المحاصصة) فاشلة وهي من جرت البلد لماسي كبيرة وعطلت القوانين وانتجت برلمانا كسيحا غير قادر على العطاء، مستدلين بإخفاقاته التي كان آخرها عجزه عن تمرير الميزانية، اذا هي الانتخابات الاكثر انقساما والاكثر تشكيكا، وهي انتخابات قوائم وقادة كتل بامتياز لا انتخابات برامج سياسية، فكثير من الناخبين وهم يدلون بأصواتهم لم يكن يعنيهم اسم المرشح او انجازاته قدر انتمائه لقائمة بعينها، اما البرامج الانتخابية اغلبها متشابهة يغلب عليها الطابع الانشائي ولا تضع حلولا ناجعة لظروف استثنائية صعبة ومعقدة يمر بها البلد (العمليات العسكرية في الانبار، والارهاب وما يفعله بالأبرياء، والمسائل العالقة مع الاقليم وغيرها من القضايا المهمة)، القوائم الكردية الكبيرة والمهمة فقد ظلت متمسكة بأهدافها وبعيدة عن التجاذبات السياسية للقوائم العربية وتبحث عن تحالفات تحقق اكبر قدر من الفائدة، بطبيعة الحال كلما ازدادت الخلافات بين القوائم العربية كلما ازدادت حاجتها للتحالف الكردستاني لما يشكله من وزن فاعل في اي معادلة مستقبلية تجمعه مع الاحزاب الحالمة بالسلطة، كلهم يدركون هذه الحقيقة لكنهم ماضون في تنافسهم المحموم على ادارة البلاد، بل أن بعضهم لجأ للتسقيط السياسي الممنهج والمدروس بعناية فائقة، وصل ذروته قبيل الانتخابات، وهو توقيت يربك الناخب، ولا يدع له وقتا كافيا للتحقق من مصداقية أدوات التسقيط ( الاشاعات، المنشورات، الصور، التسجيلات ... الخ)، التي انهالت عليه بأطنان من مواقع التواصل الاجتماعي والفضائيات حتى اصيب بالدوار(أنسطر سطر)، وبلع بعضهم الطعم وادلى بصوته وهو تحت تأثير ابر التخدير، وحتى ان أفاق وأكتشف ان بائع الخضار كان ماكرا وبضاعة تالفة ( يبلعها ويسكت) ، فلا قيمة لكلامه فالثمن صار في جيب البائع ( الف عافية) .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرة ترفع شعار -الخلافة هي الحل- تثير مخاوف عرب ومسلمين في


.. جامعة كولومبيا: عبر النوافذ والأبواب الخلفية.. شرطة نيوريورك




.. تصريحات لإرضاء المتطرفين في الحكومة للبقاء في السلطة؟.. ماذا


.. هل أصبح نتنياهو عبئا على واشنطن؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. طبيبة أردنية أشرفت على مئات عمليات الولادة في غزة خلال الحرب