الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جميع خيرات وطننا، وكل سلطانكم أيها السادة...

بطرس نباتي

2014 / 5 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


جميع خيرات وطننا، وكل سلطانكم أيها السادة...
لا يعادله مقتل مواطن عراقي

الاختلاف في الآراء والتوجهات باتت اليوم سمة عصرية وفي مختلف المناحي الحياتية، وهذا الاختلاف ليس وليد اليوم أو هبط علينا مع برنامج الرأي والرأي الأخر لسامي حداد، فجميع الأساطير والروايات سواء تلك المتعلقة بخلق الإنسان وتطوره لا تخلو من الخلاف والصراع ، فمنذ أن وجد الإنسان وجد معه الخلاف والصراع ، منذ القديم كان هذا الصراع يتخذ أشكالا تتراوح بين العنف والتفاوض والنقاش تمهيدا للسلام ، وقبل قصة الخليقة التوراتية نجد الإنسان قبل الشريعة يتصارع، يختلف مع الأخر من اجل الكثير من الأشياء وحتى الآلهة كانت تتصارع وتختلف سواء في تقدير مصائر البشر أو في تقرير اصطفافها إلى جانب الخير أو الشر، الصراع يولد مع ولادة الإنسان، الشقيقان منذ بدأ وجود البشرية، تصارعا اختلفا حد الموت قتل قابيل أخوه هابيل من اجل اختلافه معه ولا ندري لما اختلفا على تقديم القربان أو على الزوجة أم على مهنة الزراعة والرعي، وآدم المسكين لو كان قد اختلف مع حواء لما طرد من الجنة فالفعل الذي اقترفه كان عدم اختلافه مع ما طرحته زوجته المصونة، وحتى حواء إن كانت قد خاصمت الحية، واختلفت معها لكانت البشرية اليوم تعيش في غير ما هي عليه الآن، على كل حال لندع الجانب الأسطوري من قضية الاختلاف ونعود إلى واقعنا المؤلم في وطننا العراق، فالساسة في العراق، من الطبيعي أن يختلفوا، ومن الطبيعي جدا ، حتى أن يتصارعوا أو أن يتناطحوا ، ولكن المعروف عن الساسة في أي زمان ومكان أنهم إن اختلفوا أو تصارعوا ، فأنهم يختلفون ويتصارعون عبر برامج وخطط يطرحونها لخدمة من يمثلونهم أي لخدمة شعوبهم، هذه قاعدة عامة تنطبق على جميع الأحزاب ورموز السياسة في العالم ، عدانا نحن العراقيين، السؤال المهم الذي يجب أن يطرحه كل عراقي على نفسه اليوم ، ياترى لماذا يختلف سياسيونا؟ وعلى ماذا يتصارعون؟ المفروض يكون اختلافهم على المباديء الأساسية التي جاءت في برامجهم الانتخابية أو في برامج أحزابهم ، ولكن نحن عندنا جميع هذه البرامج حتى التي تصدر من جهات متصارعة متفقة على هدف واحد لا غيره، إنها تسعى بجد من اجل الشعب العراقي وإنها تنوي خدمة هذا الشعب وإنها تسعى عند استلامها السلطة أو عندما يرتقي بعض أعضائها ظهور هذا الشعب ليجلسوا تحت (سقيفة) البرلمان فأنهم سيشبعون هذا الشعب البار خبزا وتمرا وعسلا، بانجازاتهم الهائلة وان الشعب العراقي بدل أن يأكل خبز (رقاق) سيكل الكعك المدمس بأشهى أنواع العسل والمربى، لذلك وما دام الأمر هكذا فجميعهم سواسية أمام خدمة شعبهم، لكون همهم الأوحد والوحيد تقديم الخدمات إليه من كهرباء ومحروقات، ومرتبات تفوق مرتبات الأوربيين، وترميم المستشفيات وجعل الخدمات الصحية (عال العال)، من ناحية توفير مستشفيات (ببلاش)، وأطباء من الخارج يعالجون المرضى العراقيين بكلف رمزية، والريف العراقي (ماشاء الله) نساء الريف جالسات في الجمعيات والأندية الاجتماعية يتحدثن عن آخر صيحات الموضى،أو في الشؤون الجنس وغيره، بعد أن تخلصوا من أطفالهن ومشاكساتهم بنقلهم بسيارات مريحة إلى حضانات ورياض الأطفال، وفلاحين وعمال لا يوجد بينهم من يحمل حتى المسحات لأن الالات العملاقة حلت محلها، ولكي لا يتصور القارئ، باني أود ترديد فصل من مسرحية فاوست ليوهان غوتة ، ومن أجل أن أركز أكثر على السؤال المطروح اليوم ما هو سبب الخلافات التي تنشأ بين سياسي عراق اليوم، نعود إلى أصل الموضوع لنجيب بلا تردد وحسب المعطيات التي نستشفها من أوضاع الوطن ، بأن جميع الخلافات التي حدثت ومازالت تحدث ، لا ترتكز عل قاعدة مدى الخدمات التي يتمكن هذا السياسي أو هذه الجهة أو تلك المختلفة معها للشعب العراقي، فجميع الساسة الذين يتحكمون بأوضاع العراق اليوم قد تمت تجربتهم على ما قدموه في الواقع لشعبهم، لنأتي إلى بيت القصيد..
هناك خلافات عميقة،بين السيد مالكي والسيد علاوي هذه الخلافات ليست وليدة الساعة إنها تمتد لأيام مجلس الحكم وربما قبل مجلس الحكم، وجلها ترتكز على السلطة والاستئثار بها وعلى بقرة تدعى ثروة العراق والسياسي المنتصر في هذا المعترك هو الذي يستطيع الاقتراب من هذه البقرة وحلبها بصورة مشروعة او غير مشروعة ولا يدع في ضرعها أية نقطة حليب يستفاد منها السياسي الآخر الذي سيتولى مكانه بعد إزاحة السياسي الأول ، ومن اجل التسوية اتفق الطرفان على الجلوس على مائدة عامرة واحدة في أربيل وحل خلافاتهما على يد السيد الرئيس مسعود البرزاني، حيث اقترح عليهما تقاسم السلطة بان يكون السيد المالكي رئيسا للوزراء والرئيس علاوي يخترع له سلطة أخرى يطلق عليها (مجلس السياسات العليا) والبنود الأخرى في الاتفاقية (لازالت في طي الكتمان، ولا يدري بها حتى السيد محمود عثمان)، وبما أن الصراع كان يدور حول السلطة على وزارتين، الداخلية والدفاع في الحقيبة الوزارية الماضية وهاتان الحقيبتان تدلان على السلطة والقوة، فالامر لن يحل بعد الانتخابات التي شهدنهاها قبل أيام 30/4 لأن في تصوري هاتين الوزارتين لو أنيطتا بدولة القانون أو بغيرها ، فأنهما سوف لن يأتيان بوزيرين من السحرة يستطيعان القضاء على الإرهاب والإرهابيين ويطهران ارض العراق من الجريمة ، لذلك الذي يريد أن تناط به هذه الوزارات، يسعى من ورائهما لامتلاك القوة ، كي يستند عليها للبقاء على رأس الحكم في العراق لفترة أطول، والأمر الأخر كي يستنزف الحليب الكامل الدسم للبقرة، وذلك عن طريق عقود مشبوهة لشراء الطائرات والسفن والغواصات الحربية وأجهزة السونار وأسلحة وغيرها. ومن اجل أن يتفق الطرفان على أن يسرقوننا في وضح النهار وينهبوا ما تبقى من ثروات هذا الوطن.
لذلك نحن العراقيين عندما ذهبنا لإنتخاب ذات القوائم المتصارعة ولمدة عشرة سنوات على سرقة ونهب الوطن نتمنى منهم فقط أن يتفقوا فيما بينهم، وينبذوا خلافاتهم وأن يسرقوا ما شاءوا من خيرات العراق، ويتمتعوا بالسلطة والجاه ،فقط أن يتجنبوا من إذلال هذا الشعب، وأن يتفقوا ويجلسوا معا، حتى لا تتكرر جرائم مثل جريمة سيدة النجاة وسيدة العرائس في الدجيل وتفجيرات في الوسط والجنوب وقصف المدن في الرمادي والفلوجة والجرائم الأخرى المروعة، فجميع خيرات وطننا، وكل سلطانكم ووزاراتكم أيها السادة... لا تعادل مواطن عراقي يُقتل أو يُختَطف مهما كان انتمائه الديني أو الطائفي ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مراسلة الجزيرة ترصد مخرجات اجتماع مجلس الحرب الإسرائيلي


.. غالانت: إسرائيل تتعامل مع عدد من البدائل كي يتمكن سكان الشما




.. صوتوا ضده واتهموه بالتجسس.. مشرعون أميركيون يحتفظون بحسابات


.. حصانة الرؤساء السابقين أمام المحكمة العليا الأميركية وترقب ك




.. انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض