الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اتفاق حمص : إنجاز استراتيجي لسوريا على طريق دحر الإرهاب

عليان عليان

2014 / 5 / 5
الارهاب, الحرب والسلام


اتفاق حمص : إنجاز استراتيجي لسوريا على طريق دحر الإرهاب

بقلم : عليان عليان

الاتفاق الذي جرى توقيعه يوم أمس الأحد بين الحكومة السورية وما يسمى بالائتلاف المعارض برعاية الأمم المتحدة " بطلب أمريكي" ،والذي نص على تأمين ممر آمن لخروج المسلحين الارهابيين كافة وعددهم ( 2250 ) من أحياء حمص القديمة - التي - باتجاه بلدة تبليسة ، هو انتصار استراتيجي بكل ما تعنيه العبارة من معنى للأسباب التالية :
أولاً : أن ما يسمون أنفسهم بالمعارضة سواء " المجلس الوطني الذي ترعرع في اسطنبول " أو الائتلاف " ، الذي أنشأته الإدارة الأمريكية ، ومعهم مجاميع الإرهاب القاعدية " جبهة النصرة وأخواتها " تخلوا جميعاً عن حمص ، التي أسموها " عاصمة الثورة" .
ثانياً : أن تحرير حمص سيترك تأثيراً كبيراً على الريف الحمصي بأكمله ، شمالاً وشرقاً باتجاه تحريره .
ثالثاً : أن القوات العربية السورية التي كانت منشغلة في معارك حمص الاستراتيجية ، ستتفرغ لخوض معارك إستراتيجية أخرى مع بقية وحدات الجيش العربي السوري ، سواءً في ريف حماه أو الغوطة الشرقية ، أو في حلب أو في جبهة شمال اللاذقية وغيرها من الجبهات.
رابعا: أن انتصار حمص ، بعد انتصاري القصير والقلمون يكرس الاندفاع الاستراتيجي للجيش العربي السوري ، وإلحاق الهزائم المتتالية بمجاميع الإرهاب المدعومة من دول الغرب الأطلسي وتركيا ودول الخليج ، ومن الكيان الصهيوني.
ولم تتوقف الأمور عند الأبعاد الإستراتيجية لانتصار الجيش السوري في حمص وفق هذا الاتفاق ، بل تعدتها باتجاه تحقيق أهداف تكتيكية أخرى ، ببعد إستراتيجي أبرزها :
أولاً : أن جزءاً من المسلحين آثر عدم الانسحاب من المدينة طالباً الدخول في " صفقة المصالحة الوطنية " ، والانضمام لقوات الدفاع الوطني الشعبية المساندة للجيش السوري / ما يعنيه الانتقال من صف المعارضة المزعومة ، إلى صف الجيش ومحاربة من كانوا بالأمس في صفوفهم .
ثانياً : إفراج المجاميع المسلحة عن (70 ) أسيراً سورياً.
ثالثاً : إيصال المواد الإغاثية إلى مدينتي نبل والزهراء الصامدتين في ريف حلب الشمالي ، ما يرفع معنويات أهل المدينتين خاصةً وأن الجيش السوري بدأ منذ أيام ، بتحقيق اختراقات إستراتيجية في المناطق التي تسيطر عليها الجماعات المسلحة في الشمال الشرقي من المدينة ، ولإكمال الطوق على الأحياء الشرقية.

ولا يغير من واقع وحقيقة الانتصار الاستراتيجي ، الذي حققه الجيش العربي السوري في حمص العروبة ، مزاعم وادعاءات مجاميع الإرهاب ، بأن خروجها من حمص ما هو إلا انسحاب تكتيكي ... أهلاً تكتيكي !! وستنكشف خرافة " التكتيكي " عندما يزحف الجيش العربي السوري ، إلى تبليسه وينهي أمر المسلحين الهاربين من أحياء حمص القديمة.

واللافت للنظر أن أطراف أخرى ممن يطلقون على نفسهم لقب " معارضة " كشفوا هراء ما أسماه الائتلاف بالانسحاب التكتيكي ، عندما هاجموا من وقعوا اتفاق حمص ، ووصفوه " بالخائن " ودعوا إلى تسمية يوم الجمعة القادم " جمعة إسقاط الائتلاف الخائن - لأجلك يا حمص ".

ما يجب الإشارة إليه هنا أن انتصار الجيش السوري في جبهة حمص والقلمون وغيرهما ، يعود إلى سببين رئيسيين هما :
أولاً: التزام الجيش العربي السوري بالعقيدة القومية العربية .
ثانياً: وجود حاضنة شعبية كبيرة للجيش والدولة ، بعد أن كشفت بعض الفئات الاجتماعية - التي جرى تضليلها - حقيقة برنامج المجاميع المسلحة ، سواء تلك التي تنفذ المشروع الصهيو أميركي ، أو تلك الإرهابية التكفيرية التي سعت إلى فرض برنامجها الظلامي على سوريا الحضارة والتاريخ .

ويبقى السؤال بشأن سر اندفاع كل من الأمم المتحدة والإدارة الأمريكية لإنجاز اتفاق حمص ؟
فقد ذكر العديد من الخبراء العسكريين ومن ضمنهم الخبير العسكري السوري سليم حربا ، بأن الجواب على هذا السؤال يكمن في وجود قيادات إستخبارية غربية وإسرائيلية ونفطية وتركية في حمص القديمة ، وقيادات كبيرة لمجاميع الارهاب كانت على وشك الوقوع في قبضة الجيش العربي السوري ، ما دفع الإدارة الأمريكية للطلب من الأم المتحدة للتدخل لإنقاذها ، وللحيلولة دون كشف حقائق ملموسة للتدخل الإستخباري الإمبريالي الرجعي في سوريا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كريات شمونة في شمال إسرائيل.. مدينة أشباح وآثار صواريخ حزب ا


.. مصر.. رقص داخل مسجد يتسبب بغضب واسع • فرانس 24 / FRANCE 24




.. الألغام.. -خطر قاتل- يهدد حياة آلاف الأفغان في الحقول والمدا


.. ماذا رشح عن الجلسة الأخيرة لحكومة غابرييل أتال في قصر الإليز




.. النظام الانتخابي في بريطانيا.. خصائص تجعله فريدا من نوعه | #