الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وطاويط .. ودخلاء

ياسين الياسين

2014 / 5 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


جاء التغيير في العراق بعد سقوط الصنم ونظامه الأجرامي تغييراً شاملاً في المجالات والنواحي كافة حتى كانت أشبه بأنقلاب جذري في كل مرفقات الحياة العراقية وعلى الصعد الأعلامية والثقافية والأجتماعية والأقتصادية فضلاً عن السياسية والتي هي على قمة الهرم في تلك التغييرات ، وعلى صعيد التحول نحو البناء الديمقراطي وإرساء قواعد الحريات المدنية وكفالتها دستورياً وصاحب ذلك إنفتاحاً على العالم غير مسبوق ، وبحال كهذا حل في دولة مثل العراق ، ونتجت عنه هذه المساحة من الحرية المطلقة والسائبة التي سمحت لبؤر وسخة ونتنة وجيف تعلو بأصواتها القبيحة في كل زاوية ومكان ليس بالأمر الهيّن أو السهل وليس ممكناً بالمرة السيطرة عليه ووضع ضابطة لكل نسق فيه وإتجاه ، فأنه وضعاً ولابد إنبلج من وسط ركام متخلّف منغلق على نفسه ومنعزل عن العالم تماماً بأجندة خطّها له ديكتاتور العراق وطاغية عصره ليجعل من شعبه كراديساً من رعايا عمي بكم صم لايفقهون ، ومن أراد منهم الأنعتاق والتحرر والأنطلاق نحو بارقة أمل أوبصيص ضوء ولو من كوّة في جدار الرعب إيّاه المضروب على الأمة من كل حدب وصوب تراقبه عن كثب وبحراسة مشددة كلاب النظام المسعورة بينما تطبّل له في ذات الوقت جحافل من الأبواق والمنافقين وجند الشيطان من أنّه القائد الرمز والضرورة ، وهذه الرمزية بحسب فلسفات أولائك (البوقجية) متأتية لطاغيتهم لأن جدّه وكما زعموا بذلك هو الأمام علي بن أبي طالب (ع) ، وأما الحزب المقبور فهو الحزب الأوحد برسالته الفاسدة إيّاها ، وهي بحسب أباطيلهم ونفاقهم رسالة العرب ولاغير ،
وهؤلاء وبعد التغيير هم أنفسهم اليوم من يملؤون الشبكة العنكبوتية والفيسبوك خصوصاً بذات الصخب ولكن بالأتجاه المعاكس ، وهو أمر كان منهم متوقعاً ويتطابق معهم ، ولايتنافى وحالة النفاق والدجل التي جبلوا عليها في خلقهم وخلاقهم ، وتراهم دخلاء في كل شيء فتجدهم يكتبون الشعر ولايعرفون منه بحراً أو وزناً بل أنّهم يكتبون فيه كل شيء ، وأنوفهم المزكومة الطويلة بحكم وظيفتهم الشيطانية وخبث إبليس يطالون كل موقع ويطأون كل بقعة ، ووجدتهم أصبحوا من النقاد لنتاجات الآخرين ، وربّما وجدتهم كتاباً بمواضيع شتى ويوزعون إهتماماتهم في كل ناحية ، وهم مسعورون بنار لايعرف لها مسجر ، وينتقدون كل شيء ومهووسون ولاهدف لهم ، ولاحتى بأمكان الآخر أن يفقه ماهيّة أفكارهم ، وتراهم يحشرون أنفسهم في كل صغيرة وكبيرة وكأنّهم هم من أسقطوا الصنم وأطاحوا بالطاغية ، وهم وبكل صلف ووقاحة يقدحون بالآخرين من الأشراف ويتهمونهم بالتخاذل والتراجع ، وهم بذلك يخفون تحت أبطيّهم خزي أصابهم ، وتلك محاولات منهم بائسة للتغطية عليها ، فتراهم يتشددون أو بالأحرى يتظاهرون بالتشدد الكبير تجاه النظام البائد وأزلامه ، وهم أشر تلك الأزلام التي عانى منها العراقيون وبمختلف تحدراتهم وأنسابهم ، وحتى منهم من كان ينفي إنتسابه لرسول الأمة وخاتم الأنبياء محمد (ص) ، وصار اليوم يتبجح بها صفة جهادية ودالة ظلامته ، وهو يعتقد خطأ أن الناس نسيت ماكان بالأمس ولم يدر بخلده أن حسابه مازال معهم عسير ولم ينتهي والفواتير لم تدفع بعد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. النزوح السوري في لبنان.. تشكيك بهدف المساعدات الأوروبية| #ال


.. روسيا تواصل تقدمها على عدة جبهات.. فما سر هذا التراجع الكبير




.. عملية اجتياح رفح.. بين محادثات التهدئة في القاهرة وإصرار نتن


.. التهدئة في غزة.. هل بات الاتفاق وشيكا؟ | #غرفة_الأخبار




.. فايز الدويري: ضربات المقاومة ستجبر قوات الاحتلال على الخروج